الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 09 / مايو 02:01

مهازل لا بد من وقفها...!!!بقلم - إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

كل العرب-الناصرة
نُشر: 22/11/09 12:03,  حُتلن: 15:21


* مهازل لا بد من وقفها...!!!بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

تابعنا بمرارة الأحداث التي صاحبت مباراتي كرة القدم بين مصر والجزائر في القاهرة والخرطوم، والصور المخزية التي صاحبتهما والتي عكست عمق المأساة التي يعيشها عالمنا العربي، ومدى الانحطاط الذي وصل إليه... نحن لا ننكر أن أحداثا مشابهة قد تقع في ملاعب أكثر الدول ( تحضرا !!! )، ولكن من قال أن أوضاعنا كعرب تحتمل مثل هذه السلوكيات المزرية التي تكرس صورتنا السوداء أمام أنفسنا وأمام العالم ؟؟ وكيف لعاقل في وطننا الممتد من المحيط إلى المحيط ، أن يؤمن بأن أمة تعيش في ذيل شعوب الأرض تخلفا وذلا وأمِّيَّةً وهزيمة ، ثم هي تدخل في حرب كالتي رأيناها بين شعبي الجزائر ومصر بسبب مباراة كرة قدم ، يمكن أن تنهض لتلعب دورا يعيدها إلى قلب الاهتمام العالمي المدني والحضاري ؟؟
قد يقول قائل : هذه حالات شاذة في وطننا العربي ، وعليه فمن الظلم أن نعمم حكمنا على الجميع ، فما زال في الأمة خير كثير ، ( والخير فِيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة ) ... نحن لا ننكر هذه الحقيقة ، وما زال إيماننا عميقا في أن أمتنا ستقوم من تحت الركام في يوم من الأيام لتأخذ مكانها تحت الشمس ، كما أرداها الله أن تكون : ( كنتم خير امة أخرجت للناس.. ) ، لكن يحق لنا أن نتساءل فيما إذا كانت امتنا هذه التي نراها هي القادرة على إحداث هذا التحول ، أم أن المقصود أمة أخرى ، ومن طينة أخرى تختلف عن هذه التي نراها تنتقل من عار إلى عار مع سبق الترصد والإصرار ؟؟!! لقد وضع الله شروطا للأمة التي تستحق أن تحمل شرف ( الخَيْرِِِيَّة ) وذلك في نفس الآية ( تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله ) ، والذي يعني ببساطة : أمة تحمل مشروع إصلاح شامل لنفسها ولغيرها ، تصحح به مسار الحياة ، وتصوغ به وجه الوجود على قاعدة الإيمان الحي والعقيدة الحيوية . فهل هذا ما نراه في أمتنا اليوم ، وهل هذا ما رأيناه في مباراة مصر والجزائر ؟؟!!



قرأنا وسمعنا عن تجنيد إجباري واسع ، وحشد قسري شامل ( للقوى الضاربة !! ) في وطننا العربي وبالذات في مصر لدعم ( المجهود الحربي ) للفريق القومي المصري ، ولمصاحبته في ( فتوحاته الربانية !! ) ، وتشجيعه في صولاته الميدانية ... سألنا عن هؤلاء المجندين ( للمعركة الفاصلة !! )، فوجدنا أنهم لم يكونوا أكثر من قطعان من الفنانين والفنانات، والراقصين والراقصان ( الأحياء منهم والأموات!!! ) ... ذَكَّرَنا المشهد بهزيمة سابقة – مع الفارق - زلزلت أركان الأمة العربية والإسلامية، وما زالت تتجرع كؤوسها المترعة مرارة وعلقما حتى اليوم.. إنها هزيمة 1967 ، يوم بات كبار القادة وقد ملأت الخمرة رؤوسهم ، وَعَشَّشَتْ الفاحشة في عظامهم ، فما استفاقوا إلا على وقع نعال اليهود تدوس هاماتهم وتدك كرامتهم ، وتفتك بالآلاف من الجنود الأبرياء الذين لم يحظوا بدعم من قياداتهم السياسيين والعسكريين إلا من صيحات المغنيات والمغنين من وراء الميكروفونات العفنة ، وعلى تصريحات أبواق النظام كأحمد سعيد الذي سطر أنصع صفحات النصر والظفر على جيش إسرائيل ، ولكن على أمواج الأثير ...
حتى لا نذهب بعيدا، لا بد أن نسأل فيما إذا كانت أوضاع كرتنا نحن المجتمع العربي هنا في قلب الحوت الإسرائيلي مختلفة عنها هنالك في مصر أو الجزائر ؟؟؟ الجواب طبعاً لا، وما ملاعبنا إلا شاهد عدل على ما ذهبنا إليه... الحل لهذه المعضلة هو واحد من إثنتين : إلغاء كامل لشيء أسمه كرة قدم ، أو إلغاء كامل لسلوك اسمه ( قلة حياء !!! ) من فضائنا الكروي....

مقالات متعلقة