الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 12 / مايو 09:02

رهان في الحب - بقلم صديقة موقع العرب : لمى مرجية

كل العرب
نُشر: 21/11/09 19:19,  حُتلن: 15:25

الحب ...

اعظم واقسى السجون في الوجود

فالكلّ به رهن الاعتقال

حتّى حقول الحريّة و افق السماء

اشعة الشمس وخرير المياه

زقزقة العصافير ,اريج الزهور ونسيم الهواء

انّه سجن ذو مبنى كبير

اسواره حجارة من الوهم والخيال

انابيب تصريف المياه في جوفه تحمل الدموع بدلا عن الماء

دموع اناس اعتادوا البكاء

ولهذا السجن محكمة خاصة

العدالة بها باطلة

احكامها قاسيّة

حتّى ان مواعيد صدور الاحكام متباعدة

قد تستمر لسنوات وسنوات

وما على المتهمين الّا الانتظار

في محكمة الحبّ تختلف الاركان

فليس هناك من محامي دفاع او اتّهام

هناك فقط شخصان

هما بنفس الوقت المتهمان والمحاميان

كل منهما يتهم الاخر بالقسوة والحرمان

وبأبشع التهم من خيانة ونكران

ما اصعب ان يحب الواحد الاخر

لدرجة تفوق ما يحتمله عقل الانسان

فيعجز الاثنان عن الاستمرار

فلا يجدان امامهما الّا الفراق و النسيان...

هنا يأتي دور القاضي في اصدار الحكم

بالابتعاد او باعطائهما مهلة لاعادة مداولة القرار

وما على المتهمين الّا ان يتقبلا وينفذان

دون اعتراض او مجال للنقاش

ما اقساها من حياة...

اقسى ما فيها قسوة الانسان

فمع تطور الحياة , ها هو يستأصل ما ما تبقّى داخله من احساس

فيرجع الى اقدم العصور حيث كان القلب بها قطعة حجرية

يستخدمه لتلبية حاجاته الجسدية

فقد صنع من الحب سجنا

والقى بنفسه في الزنزانة

واحكم اغلاق اقفالها اللحميّة

التى بات يسميها قلوبا

وصهر المفاتيح حتّى الذوبان

لئلا تخطر بباله حتى فكرة الفرار

فيجلس وحيدا بائسا ويبدأ بنعت الحب بصفات الحرب

يبدو انّه قد غاب عن ايامنا الامان

وتهنا في متاهات الزمان

كلّ منّا يبحث عن الكمال

فلا يجد نفسه الّا غائضا بالمزيد من النقصان

امّا انا فلست كغيري من الناس

فقد وجدت طريقة عشق مختلفة احب فيها دون كلمات

لئلا اقع في مطبّات اللغة والحروف

لئلا تحكمني الظروف

لن اسمح لقسوة الحياة بأن تحرمني ما منحني الله من حنان

سأحب على طريقة اجدادي واجداد اجدادي

على الرغم من انّني من انصار التطور ومواصلة الحياة

لكن في الحب سأكون بدائية

واراهن اعظم محب عصريّ في التاريخ

يحترف اجدد تقنيات الحب العصرية

ان يتحداني بطرقي البدائية

ان كسبني , اعده بأن اغير مبادئي الجنونية

امّا ان كسبت انا الرهان

فسأصرخ بأعلى صوتي

وانشر بالصحف والمجلات

وعلى اللافتات في الطرقات

وخلال كلّ وسيلة نشر مسموعة او مرئيّة

بأنني عاشقة حقيقية

على الرغم من ملامحي البشرية...

مقالات متعلقة