انها المأساة بعينها يوم ان يقدم الانسان على بيع قسم من اعضائه في سبيل اطعام اولاده واعالة من حوله.
هذا ما حدث في سخنين وهذا ما جعل شعر بدني تصيبه القشعريرة هذا الاسبوع، عندما التقيت احد الاشخاص الذين أقدموا على التعامل مع عصابة المتاجرة بالاعضاء، وهانت نفسه عليه واقدم بكل ثقة وسلم نفسه لهذه العصابة ليستأصلوا منه احدى كليتيه مقابل 15 الف شاقل لا غير.

وبدأ بالحديث قائلا انه متزوج واب لطفل، وقد تسبب له الزواج بديون طائلة لا يمكنه احتمال دفعها او حتى تقسيطها بدفعات، وبعد سنة رزق بالمولود وزادت الاعباء عليه، ويتقاضى مبلغ الفي شاقل من التأمين الوطني والمبلغ المذكور لا يكفيه حتى لدفع فواتير الكهرباء والماء والارنونا والتلفون، فكيف يمكنه ان يعيش هو وزوجته وطفله الذي يحتاج الحليب باستمرار؟ ويقول انه يشعر ان الدنيا قد اظلمت بوجهه، واصبح يتوجه لاشخاص كثر لاقراضه مئات من الشواقل، وبعد ذلك رفض أي شخص ان يمد له يد العون ولم يعرف الى اين بلتجىء. فقرأ في احدى الصحف المحلية العربية بان هناك طلب للتبرع بكلية مقابل مبلغ من المال، واقال: " اتصلت بهم واتفقت معهم على الالتقاء بهم في حيفا، وذهبت الى هناك والتقيت مع شخص الذي عرفني على نفسه، واكد لي ان العمل الذي اقوم به هو عمل انساني، وسأتلقى مقابل ذلك العمل مبلغ مالي هو سبعة آلاف دولار او ما يعادل 30 الف شاقل. النصف الاول عندما اسافر، والنصف الآخر عند العودة وطلب مني ان أقوم بأخذ زوجتي وابني الى حيفا، وهو سيقوم بتوفير مكان آمن لهم حتى عودتي من الخارج حيث ستجرى لي العملية الجراحية ".

واضاف: "بعد شهر من الاتفاق جهز لي كل الاوراق اللازمة واتصل بي للتأكيد ان الاوراق جاهزة، وفي اليوم المذكور رافقتني زوجتي وابني الى حيفا وهناك ودعتهما وعند وصولنا الى الدولة الاشتراكية المتفق عليها توجهنا بشكل مباشر للمستشفى دون ان اقوم بالتنزه بتلك الدولة، وقد اجريت الفحوصات اللازمة لي استعداداً للعملية الجراحية، ومطابقة للمواصفات المطلوبة وقد اجريت لي العملية الجراحية. في اليوم التالي ووجدت نفسي مع فتاة (17 سنة ) من نتانيا وعلمت انها هي المتلقية للكلية. وبعد ان اجريت لي العملية الجراحية نقلت الى قسم الراحة والانتظار في المستشفى، وبعد يومين عدنا الى البلاد، وفي تل ابيب التقى الطبيب مع الشاب الذي تعرفت عليه سابقاً ودفع له المبلغ ولا ادري كم ذلك المبلغ ".
ويتابع الحديث بالقول: "بعد ان عدت للبيت ووعدني ان يتصل بي لتسديد النصف الثاني من المبلغ المتفق عليه وهو 15 الف شاقل الا انه لم يتصل بي. وبادرت انا بالاتصال به وكل مرة يعطيني وعداً بتسوية الامور الا انه بالتالي اصبح لا يرد على اتصالي وذهبت الى حيفا للقائه الا انه كان يتهرب، ودخلت في حيرة من امري فكل المال الذي تقاضيته ذهب مع الريح ولم يكفِ لاي مصاريف وعدت كما كنت في السابق وذهبت كليتي مني ببلاش دون مقابل ".

لو عاد الزمان بك للوراء فهل كنت ستتبرع بكليتك مقابل نفس المبلغ ؟
المتبرع: بالطبع لا لانني وفي طريق عودتي للبيت شعرت ما معنى ان يعطيك الله نعمة وان تقوم انت بالتخلي عنها، وما تذكرت عندها سوى امي التي لا تعلم بما اقدمت عليه وتمنيت لو الارض ابتلعتني.
الا تعلم ان الله هو الذي يرزقك انت وابنتك ؟
المتبرع: نعم اعلم ولكن الظروف التي مرت علي قد اعمتني بصيرتي.
الم تطلب من اقاربك المساعدة ؟
المتبرع: طلبت المساعدة واعطوني مرة واثنتين ومن ثم ماذا عساني ان افعل.
الم تتوجه بطلب المساعدة من لجان الزكاة في المدينة ؟
المتبرع: انا لا اعلم من يعمل في هذا المجال  ولكنني اسمع انهم يعطون للذين يعرفونهم.
هل انت نادم اليوم؟
المتبرع: انا اندم على كل ما اقترفته بنفسي وبعائلتي.
هل بقي من المبلغ الذي تقاضيته مقابل كليتك شيء؟
المتبرع: كل المبلغ ذهب ادراج الرياح.
ماذا تنصح الناس جميعاً بعد حادثتك؟
المتبرع: انصح بان يحافظ كل منهم على جسمه وان لا يعطيه لاحد.
الم تخشى ان يقوموا الاطباء باستئصال اعضاء اخرى من جسدك بما انهم بلا مراقب؟
المتبرع: وعدوني بانهم يريدون فقط كلية وليس شيء آخر.
هل عرضت الاتفاقية المبرمة مع الطرف الآخر على محامي او طبيب جراح لمعرفة خطورة ان يعيش الانسان بكلية واحدة؟
المتبرع: لا لم اعرض على احد أي مستندات او الاتفاقية.
هل تعرف اللغة العبرية؟
لا.
هل تعرف اللغة الانجليزية؟
لا .
هل اطلعت على المستندات وفهمت ما العضو الذي ستتبرع به؟
المتبرع : لا .
هل تعلم كم تساوي الكلية اليوم ؟
المتبرع: نعم سمعت انها تساوي نصف مليون شاقل.
هل تعلم ان السمسار الذي تعرفت عليه قد قبض مقابل كليتك 130 الف دولار؟
المتبرع : لا اعرف.