الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 18 / مايو 10:02

مستقبل الأخوة عرابة مجهول بسبب أوضاعه المالية والاجتماعية

من : حجاج
نُشر: 17/11/09 16:11,  حُتلن: 16:14

* الأخوة عرابة يحتل مرتبة متقدمة في الدرجة الممتازة ويطمح مسؤولوه للارتقاء الى العليا لكن أوضاعه المالية والاجتماعية لا تبشر بالخير وتنذر بمستقبل معتم

لا تعكس المرتبة المتقدمة التي يحتلها فريق الأخوة عرابة في سلم لائحة الدرجة الممتازة، ما يدور فعلا داخل الفريق والاشكاليات العديدة التي يعاني منها في الصعيدين المادي والاجتماعي مع الاشارة الى أن الصعيد المهني ما زال بخير حتى الآن بفضل انتصاراته الثلاثة المتتالية في افتتاحية الدوري. هناك أسباب كثيرة لما آل اليه وضع الفريق العرابي ،نتطرق اليها ونلقي الضوء عليها من خلال هذا التقرير المسهب.



أزمة مالية خانقة
السبب الأول والرئيسي يعود الى الأزمة المالية الخانقة التي يمر بها الفريق،كسائر الفرق العربية، والتي تمنع مسؤوليه من دفع أجور اللاعبين في وقتها المحدد..رئيس الادارة نسيم الصح متحمسا بالكاريزما يحاول تدبر أموره لكن مسؤولية كبيرة ملقاة على كاهله ويظن الكثرون أنه لا يمكنه الاستمرار في تحمل معظم العبء المالي، واذا نجح هذا الموسم في تسيير أمور الفريق فان مهمته ستكون معقدة جدا في المستقبل حتى أن البعض يراهن على أن الفريق لن يفتتح مباريات الموسم المقبل لعدم توفر موارد مالية كافية.
"نسيم ليس يعقوب شاحر مالك مكابي حيفا ومن الصعب عليه أن يدفع أموالا طائلة من جيبه الخاص على مدار سنوات طويلة كما أنه عديم التجربة بالعمل في الدرجات المتقدمة، وهذا ليس ذنبه" يؤكد أحد محبي الفريق الغيورين، والثاني يضيف:" ليس بامكان اليد الواحدة أن تصفق لوحدها..بدون دعم هائل من المجلس المحلي ورجال الأعمال لا يمكن للفريق أن ينجح في مسيرته..نسيم يغار على مصلحة الفريق ويحاول دعمه لكن في النهاية سيكون مصيره مشابها لمصيرالكثيرين من المسؤولين العرب والفرق العربية".
هذا الموسم يتعامل العرابيون مع مسؤوليات مالية أكبر من تلك التي تعاملوا معها في الدرجات الدنيا..هناك سلطة مراقبة الميزانيات..أجور اللاعبين أعلى .. تكاليف باهظة في أمور قد تبدو بسيطة وسهلة مثل المبيت في الفنادق قبل عدد من المباريات الخارجية وأجور رجال الشرطة والحراسة..الحديث عن تعامل مع درجة مهنية واحتراف وان لم تكن فيها ذئبا ماليا ومهنيا فقد أكلتك باقي الذئاب.
خلط السياسة بالرياضة
تزامن ترك الاداري البارز سمير بدارنة للفريق اثر خلافات حادة مع نسيم الصح على رئاسة الادارة ومن له الكلمة الفصل ، مع موعد الانتخابات للمجلس المحلي فاختلط الحابل بالنابل وتبعثرت أوراق الفريق، ليثبت للمرة المليون أن خلط السياسة بالرياضة، والعكس صحيح أيضا، يتسبب بأضرار فقط ولا يعود بالنفع على أحد. وبعد أن هدأت الزوبعة (على الأقل مرحليا) وتسلم عمر واكد نصار رئاسة المجلس ووعده بدعم الفريق واعداد ملعب عصري طفت على السطح بعض الخلافات (المالية؟) بين عمر ونسيم رغم أن الاثنين ينفيان ذلك ويؤكدان ان العلاقات بينهما جيدة ولا غبار عليها، اذ أنه حسب العالمين ببواطن الأمور فانه لم يتم احتواء سوء التفاهم بينهما..
البعض يشير الى أن ابتعاد بدارنة كان بمثابة القشة التي قصمت ظهر الجمل وأنها أعطت الشارة لعدد كبير من المشجعين المؤيدين لعمل سمير بالابتعاد أيضا وانتظار " فشل " الفريق مع نسيم وزمرته..سمير ونسيم كانا حسب شهادات الكثيرين " توأم " في العمل والمودة والمحبة لكن تسابقهما على خطف الأضواء خلق بينهما أجواء مشحونة وكان من الواضح أنه لا يمكنهما العمل معا ولا بد لأحدهما أن يغادر الفريق..وبعد تدخل الوسطاء ومن بينهم النائب الدكتور أحمد الطيبي تنازل سمير بدارنة عن عمله وهجر الفريق الذي كان ركنا أساسيا في تأسيسه وارتقائه من الدرجة الثالثة حتى الممتازة.. ويرى الكثيرون أن ابتعاد سمير أضر بالفريق من الجوانب كافة.



تمرد اللاعبين والمدرب
صحيح أن الادارة لم تف بالتزاماتها تجاه المدرب واللاعبين من حيث دفع أجورهم في الوقت المحدد لكن أن يؤدي ذلك الى تمرد زعفران وتلامذته فهو أمر غير مقبول وكان يجب على نسيم الصح أن يضع النقاط على الحروف..كان عليه أولا أن لا يعدهم بدفع أجورهم في موعد معين رغم علمه أنه من الصعب تدبر أموره ودفعها في وقتها (رغم أنه بتأخير معين قام بدفعها). ثانيا كان عليه معاقبة مدربه وكل لاعب رفض التدرب فاعلان الاضراب عن التدريبات ولو ليوم واحد يفقد اللاعبين الاستعداد للمباراة المقبلة بنفس الجدية والمهنية والمسؤولية، فكم بالأحرى اذا كان الحديث عن مباراة قمة أمام فريق نتسيرت عيليت المتنافس مع العرابيين في القمة..ولا يقنعني أحد أن ذلك لم يؤثر على معنويات اللاعبين قبل المباراة الأخيرة التي خسرها الفريق..
من الواضح أنه من كان يهمه الفريق رفض الاضراب أما من تهمه " الفلوس " فانه لا تهمه مصلحة الفريق ولذلك أضرب عن التدريبات ولا أريد أن أشكك بأن بعض اللاعبين " تعمدوا " خسارة اللقاء أمام نتسيرت عيليت في ما يسمى بالاضراب الايطالي (التخاذل عمدا والاستهتار في التدريبات والمباريات).
احترابات داخلية
يؤكد عدد من اللاعبين الذين بالطبع طلبوا عدم ذكر أسمائهم أن الفريق منقسم والعلاقات الاجتماعية متردية أولا ما بين معظم اللاعبين أنفسهم وثانيا ما بين مجموعة من اللاعبين والمدرب وثالثا أيضا بين بعض اللاعبين والادارة.
الجزء الأول يعود الى الحرب المهنية بين اللاعبين للعب في التركيب الأول وكل منهم يبحث على أن يكون "نجم الفريق"..الحارسان ساغي شتراوس وأوشري ليفي لا يتبادلان الحديث والسبب أن زعفران يفضّل شتراوس على حساب ليفي للعب في التركيب الأول في معظم الحالات.. جدال في أحد التدريبات بين لاعبين مجربين تطور الى تبادل اللكمات والمسبات والتهديدات بينهما وتحول الملعب الى حلبة ملاكمة (وكعادة العرب بعد الفضيحة تأتي الصلحة)..الجزء الثاني هو العلاقة المتردية بين زعفران وعدد من اللاعبين الأساسيين أبرزهم محمود عباس كادت تؤدي الى انتقال اللاعب الى هبوعيل بلدي أم الفحم المتربص لكن تدخل نسيم الصح حال دون ذلك وأعاد الأمور الى نصابها (في الوقت الراهن على الأقل) فنسيم يعتبر من أكثر المناصرين لمحمود وغير مستعد لتحريره، حتى لو كان ذلك على حساب المدرب؟!.. والجزء الثالث مرده الى عدم حصول اللاعبين على أجورهم في الوقت المحدد مما تسبب في شرخ وعدم ثقة في علاقاتهم مع الادارة فأصبح كل منهم يخشى أن لا يحصل على كامل مستحقاته وطبعا هذا الأمر ينعكس على أدائهم فيتأثر الفريق سلبيا ويدفع ثمنا باهظا..

مقالات متعلقة