الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 01:02

فتوى حاخامات المواشي واللحامون- بقلم: شوقية عروق منصور

كل العرب
نُشر: 13/11/09 13:03,  حُتلن: 14:58

* عندما يجتمع تجار المواشي ( تجار التصريحات والعبارات العنصرية ) مع اللحامين ( الذين يصدرون الفتاوي ) تكون حقيقة الواقع الصعب والمأزق والنفق المظلم

مثل ارجنتيني يلخص العلاقة بين السياسة الأسرائيلية والتصريحات العنصرية المتدفقة من افواه الوزراء والمسؤولين وبين الحاخامات الذين يرون انهم اوصياء على ارض اسرائيل وعلى الشعب الذي يحق له ان يطرد وان يستولي على الأرض وان يصادر كل شيء وان لايمنح حق الحياة للآخرين خاصة الفلسطينين لأنهم اعداء، والعداوة تنتج فتاوى تجيز تلطيخ التاريخ بأرهاب يصل الى حد استخدام الدين في تمرير المخططات الجهنمية .

( الفندق الذي ينزل فيه تجار المواشي ينزل فيه اللحامون ) هذا المثل الذي يرفض تصديق براءة( تجار المواشي حين يحضنون اللحامون) وهم يعلمون انهم يقفون على ذات الخط مع هؤلاء الذين يذبحون ويحولون الذبح الى نهج يغتال السلام الذي يتسلل من تحت السكاكين .
من تعجب من صمت الكثيرين حين دوت فضيحة ( توراة الملك) هو كاذب !! من غطى الواقع بحرير من اللف والدوران هو مخادع ويعرف ان الحقائق اكبر واوسع من (توراة الملك ) .
بالطبع لانكتب عن توراة فيها الكلمة الآلهية والنور الأنساني الذي يعاشر قيمة الأنسان ويرفعه الى مرتبة القدسية ، بل نكتب عن كتاب توارة كشفت عنه وسائل الأعلام الأسرائيلية ومر مرور الكرام، لم نسمع ونرى الرفض والأستهجان والأستنكار .
(توراة الملك ) كتاب ديني قام بتأليفه الحاخام (يتسحاق شبيرا والحاخام يوسي اليتسور ) وينص هذا الكتاب على قوانين خاصة تحدد كيف ومتى يجوز قتل من ليس يهودياً وتطرق الكتاب الى قتل الأطفال والرضع في حين ترعرعوا في بيئة او بيت يسبب الأذى لليهود حين يكبروا وجاء ايضاً ( اولئك يطالبون بأن تكون ارض اسرائيل لهم واولئك الذين يضعفون بكلامهم حقنا في ملكية الأرض التي وهبها الرب لنا فأن مصيرهم الموت ) .
قد نصرخ ونقول لو ان هذه الفتاوى خرجت عن احد علماء المسلمين او حاول احد رجال الدين المغمورين اطلاق فتوى تجيز قتل غير المسلم لقامت الدنيا وانهالت على المسلمين افظع الشتائم والعبارات العنصرية وحشروا العالم العربي في زاوية الأسف والأستنكار والترجي والأنحناء ، لكن هاهي( توراة الملك) تخرج الى النور وتباع وتوزع وتؤثر وتحفر وتبني قلاعاً من العنصرية ولا احد يتكلم ويناقش ويستعرض مدى مخاطرها على المواطن الفلسطيني والعربي .
الذين توقعوا ان تهرع منظمات حقوق الأنسان والأمم المتحدة وبابا الفاتيكان في اعلان الرفض ومحاسبة من اصدر هذه الفتاوى لم يسمعوا سوى ضجيج الصمت المخجل الذي يطبطب على الأكتاف معاتباً وقد يكون مرحباً ، فالخيط الذي يفصل العتب عن الرحيب اختفى ولم يعد له وجود .
الساحة الأسرائيلية مليئة برجال سياسة ومسؤولين ، من وزراء واعضاء كنيست ، يتكلمون ويصرحون بلغة وافكار عنصرية مخيفة تستحق ان توضع في الصفحات الآولى في (توراة الملك) وهؤلاء جزء لايتجزأ من وليمة العنصرية التي تعد دائماً على موائد الغوغائية والكراهية .
عندما يجتمع تجار المواشي ( تجار التصريحات والعبارات العنصرية ) مع اللحامين ( الذين يصدرون الفتاوي ) تكون حقيقة الواقع الصعب والمأزق والنفق المظلم .
ازاء هذا الوضع السياسي العنصري ، الذي يؤكد المثل العبري (لا يسقط التفاح بعيداً عن الشجر) ، يسقط اصحاب الفتاوى تحت الشجر ويلتقوا مع اصحاب التصريحات النارية ليكونوا معزوفة سيصل لحنها النشاز للأجيال . والتاريخ علمنا ان هذه الألحان قد تسرق حيزاً منه وتلقي بظلالها على صفحاته .

اما نحن فلا نستطيع التقاط التفاحات المعطوبة ، بل علينا فقط مراقبة التفاحات المعطوبة بحسرة العاجز المشلول ، ومراقبة بزوغ فجر الفرج .
 

مقالات متعلقة