الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 23:02

لئلا نضيع - بقلم: حاتم إسماعيل حلبي-ميثاق المعروفيين الأحرار

كل العرب
نُشر: 09/11/09 09:30,  حُتلن: 15:13

* الأفراد أو حتى الجماعات إذا كانت منظمة في أطر سياسيّة وعندما يكون موقفها وطني مخلص لشعبها وطائفتها وتناضل ضد قانون التجنيد الإجباري

*  الانقسامات السياسيّة بكل أشكالها كانت حاضرة في تاريخنا الإسلامي والعربي منذ الرّسول محمد "صلعم" وتاريخ العباسيين والأمويين وأبو جعفر المنصور والخراساني صلح الحديبة وقتل الصّحابة والحسين

كان في غابر الزّمان رجل فقير يسكن في كهف ولا يملك قوت يومه. ينام في الجوع وينتظر من يأتي إليه من معارفه أو أصدقائه بشيء من الطّعام يسد به رمقه وفي ذات يوم جاءه رجل بغنمه وجرة عسل, وعندما ذهب الرّجل من عنده ربط جرة العسل في حبل وعلقها في سقف الكهف. والتفت إلى الغنمه وبدأ يفكّر ويقول أن هذه الغنمة سوف تلد وأولادها سوف يولدون وسوف يكون لي قطيع كبير من الغنم وفي تلك الحالة أبيع قسما منه وأشتري بضعة خيول أدربها حتى تصبح أصيلة وابني مزرعة لبيع الخيل وثم أشتري أرضا كبيرة لسباق الخيل وأدعي الملك لحضور السّباق مع أسرته وأتعرف عليه وأخطب ابنته كي أتزوّجها ويكون لي منها أولاد, أبني قصرا عظيما أسكنه مع أفراد أسرتي ويكون لي شأنا كبيرا وأتحين الفرصة لانتزاع الملك وأصبح ملكا على العباد وإذا لم يقبل الملك بزواجي من ابنته سوف أضربه بعصا على رأسه وأغتصب الملك. فرفع العصا يهوي بها على راس الملك فوقعت الضربة على جرة العسل وكسرتها فما كان من الفقير إلا أن طأطأ رأسه نادما وبدأ الدّمع ينهمر من عينيه تحسرا.
هكذا يكون عندما لم تتعرف على معاني الحياة وعلى أصول العلاقة بكل أشكالها وألوانها وتأتي النتائج عن رغبة ذاتيّة شهوانيّة.
لا أريد أن أكرر أننا نعيش في حاضر تاريخي خطير ومستقبل أخطر إذا بقينا على ما نحن فيه يعبث في مصائرنا مجموعة من المصهينين المدعومين من قبل حكومة إسرائيل والسّؤال أين نحن من هذا؟
إن الأفراد أو حتى الجماعات إذا كانت منظمة في أطر سياسيّة وعندما يكون موقفها وطني مخلص لشعبها وطائفتها وتناضل ضد قانون التجنيد الإجباري فهي تكون حرّة في اختيار موقعها ولا يكون لأحد الحق في أن يفرض عليها موقف رغبة لهذا أو لذاك ويملي عليها شرط التأويل وكأنها مصلحة جماعيّة تدخل في إطار الوعي القومي والأطر والجمعيّة التي قامت ليس لها طابع سلبي معاند أو منحرف حتى نكيل لهم الاتهامات.
إن الانقسامات السياسيّة بكل أشكالها كانت حاضرة في تاريخنا الإسلامي والعربي منذ الرّسول محمد "صلعم" وتاريخ العباسيين والأمويين وأبو جعفر المنصور والخراساني صلح الحديبة وقتل الصّحابة والحسين. كل هذا شواهد أو عينات من تاريخنا والسؤال: ألا يكفينا هذا التاريخ من عبرة ألا يكفينا ما هو حاصل الآن بين فصائل شعبنا الفلسطيني؟
أليس من المفروض علينا أن نتحاشى أي زلة لسان وان يكون التفكير في اتجاه الوحدة؟ أم أن وعينا في هذا الاتجاه أصبح قائم على كرامة الفرد وأنانيته وما يفكر به لذاته على حساب الآخر؟
أعود إلى حالنا المؤلم والحزين وأنا أستغرب واستهجن عندما قرأت المقال المعنون سؤال على الملا من رجل وطني مسئول في حزب كبير وتربطه في حركة نضال الأقلية العربية في إسرائيل ماضي مشهود.
أولا أريد أن أؤكد للأخ العزيز النائب سعيد نفّاع أننا لسنا بحاجة إلى مواعظ وأعتقد أننا وعبر هذا الطريق النضالي الطويل منذ عشرات السنين قد تعلمنا واستفدنا وأصبحنا ذات خبرة ومعرفة ليست قليلة في مجال العمل السياسي الذي ارتقى إلى حد مبايعة أنفسنا إلى الوطن لذلك نرفض الامتثال لإرادة ضعيفة ومبطنة ونوايا لا يعلمها الناس ولا حتى المقربين ولا تتلاءم مع الموقف أو الهدف الذي كونّا أنفسنا من أجله.
أريد أن أؤكد للمرة الألف أننا نفتش عن العنصر الموحد وليس المفرق ولكن ومع الأسف اتضح لي أن بين ظهرانينا أناس نتيجة لأنانيّة أو قصد لا تريد الوحدة وأنا أدركت هذه الحقيقة وواقع الحال وعندما قرأت المقال هزني بعض ما جاء فيه.
في الصفحة الثانية السطر الثالث عشر يقول: (( ألمعيار الحقيقي لأي إطار أو عضو في إطار هو ليس اعتلاء المنابر ولا الظهور الإعلامي)).
إن حكماء الزمان القديم وفلاسفة هذا الكون اجتهدوا في حينه وبكل ما وهبهم الله من حكمة وعناية ورعاية وقدرة في ضبط سلوك الناس وتجنبهم أفعال السوء لكنهم لم ينجحوا لأنهم أدركوا أن عنصر الضد الذي يحكم ويؤثر في النفس ويبعث أشياء مختلفة في بعضها البعض لذلك لا تستطيع أن تصل إلى الصفوة.
وأدركوا أيضا أنهم لا يملكون القدرة على تصنيف الناس. أما الرجل الذي يعتبر نفسه قائدا وقائما على تنظيم معين المفروض أن تتوفر لديه شروط, وعدّة عوامل من اجل الاستمرار والثبات. وأن تكون لديه على الأقل حسن نية وصراحة وشفافيّة وعنصر المحافظة على المجموعة وان يكون الربط بينهم قائم على أمانة الموقف.
بنفس الصفحة السطر الخامس يقول : (( تسلف الكثير من الانتهازيين على أكناف هذا الإطار أو ذاك وانتقالهم من هنا إلى هناك وفي الكثير من الأحيان بعدما تنكشف أوراقهم في الإطار الأصل)).
أنا اعتبر أن هذا الكلام ليس فيه ذرة من الاحترام والوفاء للقائمين على التنظيم وهو دعوة صريحة إلى التشرذم دعوة إلى عدم الوفاق وعدم التواصل وعدم الوحدة ويزيد عمق الفجوة. هذا استهتار يجب أن يستنفر جميع القوى المناضلة من اجل اتخاذ موقف ضد هذا الانحراف عن المستقيم.
إن هذا القول تطاول كبير على مجموعة من الشباب والشيوخ المناضلين الذين كرسوا حياتهم في العمل السياسي والاجتماعي وليس على حيطهم غبار.
أنا اعرف لمن موجه هذا الكلام وعلى أية حال لمن يكون, وان كاتب هذا المقال اخطأ خطا كبيرا لا يغتفر وعليه أن يعتذر هذا الكلام ليس زلة لسان وهو عيب ويعود على كاتبه لأنه هو نفسه كان عضوا في الحزب الشيوعي الإسرائيلي وانتقل إلى حزب التجمع الوطني الديمقراطي.
كما أنني أريد أن أقف عند كلمة خطيرة ولأنني أسست معه يدا بيد ومنذ اللحظات الأولى ميثاق المعروفيين الأحرار أطالبه بكل جدية أن يكون جريئا ويكشف عن الذين انكشفت أوراقهم.
كاتب هذا المقال عليه أن يعيد حسابات النفس أيضا فيما يتعلق بذهاب 250من شيوخنا الأجِلاء إلى الأردن بقصد الذهاب إلى سوريا لزيارة مقام ألنبي هابيل والتواصل مع الأهل هناك تحديا لقرار حكومة إسرائيل ومحكمتها العليا قام الأخ سعيد باجتهاد لا يقبله أحد واتخذ قرار بفصل الشيخ أبو محمد علي معدي من رئاسة لجنة التواصل وكان لهذا القرار أن مُنع الوفد من الزيارة وعاد إلى البلاد ووضع المدماك الأساسي في الانقسام. هذه المواقف تعبر عن نوايا مجردة من الإخلاص وتتجلى فيها الذات الحقيقية.
إن إقامة أي إطار سياسي جديد يدخل في دائرة العمل على رفض التجنيد الاجباري نعتبره مباركا ندعمه ونؤيده بكل جوارحنا ولا نقف أمامه حجر عثرة ونحاول عرقلة مساعيه.
الصحيح يجب أن نساهم في توسيع حيز العمل في هذا المجال والدخول في الإطار العام للأقلية العربية.

مقالات متعلقة