* د. تسيون برنيتس تحدث عن "تغييب، تمييز وعنصرية" وتطرق برنيتس لظواهر العنصرية المتعددة، التي هي اقوى عند نساء من اقلية قومية، وللضغوطات النفسية النابعة منها وتأثيرها على الصحة

نظمت جمعية معًا مع كلية عيمق يزراعيل، يوم دراسي تحت عنوان "النساء، العمل والعائلة" في الكلية في يوم الجمعة 6/11. وقد برز في اليوم الدراسي مشاركة 76 إمرأة مؤطرات في معًا من المثلث والشمال، منهن عاملات زراعة ومشاركات في دورات التمكين النسائي لجمعية معا، ممثلون عن الهيئة التدريسية في قسم كلية علوم الاجتماع، طلاب من الكلية، ومسؤولون في نقابة معًا.
افتُتح اليوم بكلمة العريف البروفيسور فيكتور فريدمان من قسم العلم الاجتماعي وعلم الإنسان (انتروبولوجيا)، الذي قال بان المحاضرين لا يريدون فقط تعليم غيرهم، بل التعَلّم أيضًا من النساء عاملات الزراعة الجالسات في القاعة، واشار الى التجربة الغنية والخبرة الفريدة التي تتمتع بها جمعية معًا والتي يمكن الاستفادة منها كثيرا. كما اكد على استمرارية التعاون المشترك بين الكلية ومعًا في مشاريع اخرى مستقبلا. كما رحبت بالجمهور والمحاضرين ميخال شفارتس، مسؤولة العمل النسائي في معًا، والتي فسرت في كلمتها هدف الندوة حين قالت: بدل أن نقدم المرأة العربية كضحية, نحن نتيح لها أن تقرر مصيرها بنفسها. الدمج بين تمكين إقتصادي وذاتي وبين الإنخراط في المجتمع يُكسب المرأة أداة هامة للتغيير الإجتماعي. كل بحث، نقاش وإصدار أكاديمي في هذا الموضوع يدفع للأمام المهمة الأساسية، والتي هي جعل الحكومة تغيّر سياستها، وجعل المجتمع العربي يتعامل مع حاجة النساء للخروج للعمل ومع مكانة المرأة العاملة. 

اول المتحدثين كانت امل بشارة من جمعية "يحداف"، التي تحدثت عن التغييرات والتحديات الحاصلة على العائلة العربية بعاداتها التقليدية في عصر العولمة. حيث سلطت الضوء على التناقض والصراع مابين الاثنين.
اسماء اغبارية زحالقة التي تحدثت عن "كيف تناضل معًا ضد البطالة عند النساء العربيات" ، تطرقت في كلمتها الى ابرز القضايا التي تديرها معا في الآونة الاخيرة وهي النضال ضد سياسة "البوابة المستديرة" الحكومية، في طرد العمال الاجانب واستيراد المزيد منهم في آن واحد. هذه السياسة التي تعمق الفقر والبطالة في صفوف العمال، وبالاخص عاملات الزراعة، التي تعد المجال الوحيد المفتوح امامهن للعمل. وفي نهاية حديثها اوضحت اغبارية ان قضية عمل المرأة العربية غير موجودة على جدول اعمال الحكومة كما انها تغيب عن الوجود في اجندة الاحزاب العربية.
ثم تحدث د. تسيون برنيتس، من قسم الخدمات الانسانية في الكلية عن "تغييب، تمييز وعنصرية". وتطرق برنيتس لظواهر العنصرية المتعددة، والتي هي اقوى عند نساء من اقلية قومية، وللضغوطات النفسية النابعة منها وتأثيرها على الصحة، واشار بان الحديث الصريح يغير هذه الضغوطات الى نقطة قوة.

ثم تحدثت د. داليت يسعور بوروخوفيتس، رئيسة قسم الخدامات الانسانية في الكلية عن "تعدد الادوار للمراة العاملة"، واشارت إلى القاسم المشترك بين كل النساء العاملات، بغض النظر عن انتمائهم القومي ومكانتهم الاجتماعية. وإختتمت الندوة بروفيسور هلينا دي سيفيليا، رئيسة قسم العلم الاجتماعي وعلم الإنسان (انتروبولوجيا) عن "اصوات نساء بصراع"، واشارت الى الطرق المختلفة بين رجال ونساء لادارة صراعات.
في الجزء الثاني من اليوم قُسمت المشاركات لسبع مجموعات للمشاركة في ورشات تحدثت النساء فيها عن الصعوبات التي واجهنها لدى خروجهن للعمل والتحديات التي مارسنها للتغلب على تلك الضغوطات سواء العائلية او الاجتماعية منها.
ذروة اللقاء كان بصعود عاملة ممثلة عن كل مجموعة، لتقدم تلخيصا امام الحضور لمجموعة الآراء والاقكار والخبرات الذاتية التي طرحتها النساء في كل حلقة حوار. وكلهن اجمعن على ان هذا اليوم مدّهُنّ بالقوة والاصرار للخروج للعمل لتغيير مكانتهن في المجتمع، كما انه اتاح لهن فرصة الالتقاء باخريات وتبادل الاراء.