* المواطن موفق طه قد حرم نفسه وأطفاله من لقمة الخبز وكأس الحليب ليتمكن من دفع المخالفات والغرامات المالية التي فرضتها لجنة التنظيم والبناء عليه

معاناة حي حصين في بلدة عرابة البطوف هي نفس المشكلة التي تواجه الكثير من الأحياء الجديدة في البلدات العربية والتي يتحدث عنها صباحاً مساء أعضاء الكنيست العرب ورؤساء السلطات المحلية العربية.

ففي حي وادي حصين من الجهة الشرقية لقرية عرابة البطوف قام العشرات من المواطنين وخاصة من الازواج الشابة في تشييد منازلهم الجديدة على اراضيهم الخاصة والتي هي ملك طابو تعود للعائلة وقد ترافق ذلك مع طلبات عديدة تقدموا بها للجنة التنظيم والبناء في سخنين "قلب الجليل" الا امن كل الطلبات قوبلت بتعنت ورفض وبدلاً من تفهم الازمة السكنية التي يتعرض لها الأزواج الشابة من البلدة والعمل على توفير قسائم ارض لتوزيعها على المحتاجين لهذه القسائم وبدلاً من توسعة مسطح البلد واقرار الخارطة الهيكلية الجديدة المقترحة من قبل السلطة المحلية فإن لجنة التنظيم والبناء باشرت بتوزيع اخطارات ومخالفات باهظة لجميع سكان الحي والتي تتراوح بين 25 الف شاقل الى 40 الف شاقل لكل منزل والتهديد بان صاحب كل منزل عليه ان يستصدر التراخيص اللازمة والا فإن المخالفات ستكون مضاعفة وهي عبارة عن الضحك على اللحى فكيف يجبرون المواطنين على دفع المخالفات من جهة ولا يمنحونهم التراخيص ومن جهة اخرى يهددونهم بانهم سيضاعفون المخالفات اذا لم يستصدروا تراخيص.

وفي حديث لمراسل موقع العرب مع المواطن سعيد شلش وهو يسكن في منزل من طابقين وكل طابق يحتوي على شقتين ويسكن معه ثلاثة من الابناء الذين تزوجوا ولديهم عائلات وتوجه للبناء في هذا الحي لانعدام أي مكان للسكن فيه بعد أن منح البيت القديم لابنيه المتزوجين وانتقل للسكن في الحي لانه لا يجد مكان يأويه هو وابنائه واحفاده وهو مكره على ذلك الامر وقد دفع غرامة سكنه في هذا المنزل بدون استصدار التراخيص مرتين بقيمة 80 الف شاقل وهو يخشى اليوم أن تتكرر المأساة ويستهجن موقف المجلس المحلي والنواب العرب الذي يتقاطرون في مناسبات الانتخابات للحصول على الاصوات في حين بعد الانتخابات الجميع يختفي .
ويطالب سعيد شلش المسؤولين بالعمل السريع لحل مشاكل تتعلق بالبناء والتنظيم حتى لا يقعوا فريسة بين انياب لجان التنظيم التي لا ترحم ولا تشبع ولديها نهم في تدمير كل من يخالف قوانينها والجميع يعرف ان المواطنين العرب لا يبنون في الاماكن الغير مرخص فيها البناء قاعات افراح او مراكز تجارية ولكنهم يبنون منازل تأويهم هم واطفالهم.
ويتحدث سعيد شلش عن البنى التحتية والتي هي مدمرة بشكل تام ويطالب بمد شبكة الكهرباء والمجاري والهاتف من اجل ان تخفف المعاناة عن المواطنين فلا يجوز ان تمنح شركة الكهرباء اسطبلات الخيول وزرائب المواشي الكهرباء في حين يمنع منها للمواطنين في منازل سكنية وانها مفارقة حقيقية لا يمكن تصورها.
أما المواطن موفق طه فيقول انه قد حرم نفسه وأطفاله من لقمة الخبز وكأس الحليب ليتمكن من دفع المخالفات والغرامات المالية التي فرضتها لجنة التنظيم والبناء عليه بسبب انه اقدم على ايواء اطفاله تحت سقف بمساحة 140 متر في حي وادي حصين وكان سابقاً يسكن في غرفة واحدة ومعه اربعة أبناء مع والديه وهو أمر غير انساني ويجب محاكمة كل تلك المؤسسات التي تتجرأ على حقنما بالعيش الكريم فوق ارضنا وعلى تراب آباءنا واجدادنا.

ويتساءل موفق طه كيف يمكنه أن يدفع هذه المخالفات الباهظة والتي تصل الى 26 الف شاقل واليوم بدأوا بارسال المخالفات الجديدة بالرغم ان معاشي الشهري لا يصل الى 4500 شاقل وأنا أحرم نفسي وأطفالي من الرفاهية وبدلاص من أن اصرف اموالي على اطفالي ورفاهيتهم فأنا أدفع اموالي فقط للجنة التنظيم وهذا الامر مشابه لدى أكثر من 40 شخصاً من اصحاب المنازل.
أما سلامة شلش يسكن في منزل بمساحة 180 متر ولديه ثلاثة أبناء وقرر ان يبنى منزله في ارض العائلة في حي وادي حصين بعد أن سمع وعود عديدة بان البناء سيكون مرلاخص قريباً وستنضم المنطقة ضمن الخارطة الهيكلية ومنطقة البناء ولكن الوعود تتناثر بدون أي رصيد وهو أمر جعل المعاناة تتكرر وهو امر الزمني بدفع الغرامات المتتالية تبلغ 40 الف شاقل بينما معاشي الشهري يبلغ 3500 شاقل ويهددونا دائماً بأن الغرامات ستتضاعف اذا لم يستصدروا تراخيص وقد حرمنا اولادنا من لقمة الخبز ونعيش بظروف حياتية لا يعلمها الا الله.
أما الحاجة جميلة شلش "ام مصطفى" تقول ان العائلة كبيرة بفضل الله وتبلغ 8 انفار وبعد زواج الابناء الاربعة اجبرنا على بناء منزل في ارض تعود ملكيتها للعائلة ووعدونا خلال تلك الفترة بان التراخيص ستصدر قريباً الا اننا فوجئنا بالغرامات بدأت تنهال علينا وهو امر لا يطاق بان ندفع كل اموالنا التي في الاساس ان تذهب لامور اخرى فإنها تذهب للتنظيم والبناء والدولة.