الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 17:02

جدية تعاطينا مع العنف يمتحن من خلال التعدي على الحلقة الأضعف بالمجتمع - بقلم: حنين زعبي

كل العرب
نُشر: 03/11/09 16:57,  حُتلن: 07:55

* كثيراً ما يقوم البعض بإساءة استخدام الدين أو بعض النصوص الدينية لتبرير تلك الجرائم..

* هذه المسؤولية المجتمعية، لا تعفي الهيئات الدينية ولا الأحزاب الدينية من أن تقول كلمتها، حيث كثيراً ما يقوم البعض بإساءة استخدام الدين

لا يمر شهر إلا ونسمع عن جرائم قتل ترتكب بحق النساء، أخرها جريمتي القتل بحق تمام الحاج يحيى من الطيبة ومنار زيان من يركا. وتجمع جرائم قتل النساء بين آفتين اجتماعيتين بمقدور كل منهما على حدة إنهاك المجتمع والحد من تطوره. الأولى هي العنف والثانية هي الاستهتار بالمرأة وبكرامتها وبحقوقها وبحياتها. بالتالي تزيد أهمية إعطاء هذه الجرائم حقها من المعالجة التي لا تقوم بالإستنكار وحده، بل أيضا باتخاذ موقف واضح على أعلى المستويات ومن قبل كافة الهيئات، يدين هذه الجرائم ويعتبرها جريمة ضد المجتمع وليس فقط ضد الضحايا من النساء. هذا الموقف هو رسالة هامة توجه لكافة هيئاتنا وكذلك للأطر التعليمية والتربوية، وللمجالس المحلية ولغيرها من الهيئات، المسؤولة في النهاية عن تطوير مكانة المرأة وتعزيز احترامها والتأكيد على مساواتها مع الرجل.

هذه المسؤولية المجتمعية، لا تعفي الهيئات الدينية ولا الأحزاب الدينية من أن تقول كلمتها، حيث كثيراً ما يقوم البعض بإساءة استخدام الدين أو بعض النصوص الدينية لتبرير تلك الجرائم، ولتبرير سلوكيات أخرى مهينة للمرأة ومسيئة لمكانتها.

بالتالي يتوجب علينا، تحت سقف لجنة المتابعة، وإلى جانب الموقف والإدانة الهامين سياسياً وأخلاقياً، تطوير آليات تثقيف وتحذير، من أيام دراسية إلى تجنيد مختصين، إلى دعم الأطر النسوية التي تأخذ على عاتقها رفع مكانة المرأة والدفاع عنها، بالإضافة إلى النضال ضد التقليص في ميزانيات الخدمات الاجتماعية وخدمات الحماية الداعمة للنساء، إلى الضغط على الشرطة لتغيير سياسة الإهمال والتقاعس المقصودين إزاء كل جرائم العنف في مجتمعنا.

وفي النهاية علينا أن نعي أننا لا نتكلم فقط على جرائم بحق أفراد، وأن الجريمة لا تتوقف لدى فعل قتل المرأة، بل تشمل أيضا منظومة القيم المتسامحة مع تلك الجرائم، وتلك التي تبررها، ومنظومة القيم التي تدين المرأة أو التي تبرر كل السلوكيات المهينة لها، سواء الشفوية منها أو الفعلية.

وفي النهاية نحن لا نتحدث عن "اجتهادات" تتعلق بمساواة المرأة، نحن نتحدث عن حق الحياة، وعن كرامة وسلامة مجتمع، بالتالي لا مساومة مع جرائم، ولا مساومة مع مجرمين، ولا مساومة مع كل صمت على الجرائم، سواء كان صمتا فرديا أو مؤسساتيا أو حزبيا، ورسالتنا، ليبراليين وغير ليراليين، علمانيين وغير علمانيين، متدينين وغير متدينين، هي أننا ضد هذه الجرائم، التي هي ضد المرأة وضد المجتمع. 

مقالات متعلقة