* الندوة لاقت إعجاب الحشود الغفيرة من الحضور من حيث الإعداد والتنظيم والمضامين

بمناسبة الذكرى ال- 53 للمجزرة , نظمت الحركة الإسلامية في كفر قاسم في مبنى دار القران الكريم وعلومه ندوة بعنوان " أحداث وخفايا مجزرة كفر قاسم " بحضور أكثر من ألف شخص من الرجال والنساء وفي مقدمتهم شيوخ ووجهاء المدينة وجرحى مجزرة كفر قاسم الرهيبة...
وقد برز من بين الحضور فضيلة الشيخ عبد الله نمر درويش مؤسس الحركة الإسلامية في البلاد وشيوخ ووجهاء العائلات في كفر قاسم بالإضافة إلى الأخوات في منتدى المرأة المسلمة والمئات من المشاركين والمشاركات من المدينة...

افتتحت الندوة بآيات من الذكر الحكيم تلاها على مسامع الحضور الأخ وليد إبراهيم عامر والذي طلب من المشاركين الوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء...
تولى إدارة الندوة الأستاذ وليد يوسف طه رئيس الحركة الإسلامية في كفر قاسم والتي شارك فيها كلٌ من : السيد لطيف دوري الحاصل على مواطنة شرف من كفر قاسم, الشيخ إبراهيم عبد الله صرصور رئيس الحركة الإسلامية في البلاد, السيد نادر صرصور رئيس البلدية والأخ المحامي عادل عبد موسى بدير رئيس مجلس الشورى في الحركة الإسلامية وعضو مؤسسة عدالة...

افتتحت الندوة بمقدمة من الأستاذ وليد طه والتي بيَّن فيها الفوارق الشاسعة بين ما تدعيه إسرائيل على " الورق" من أنها دولة ديمقراطية ملزمة بالمساواة بين جميع مواطنيها بصرف النظر عن انتماءاتهم العرقية والدينية, وبين ما قامت به على ارض الواقع من فرض للحكم العسكري الجائر والذي سلب من العرب كل حقوقهم المدنية والاجتماعية والسياسية..
وأضاف انه في ظل هذا الإرهاب اليومي الذي مارسته مؤسسات الحكم العسكري, وبعد 8 سنوات على قيام دولة إسرائيل أقدم جنود إسرائيليون على ارتكاب جريمة ومجزرة كفر قاسم والتي راح ضحيتها 49 شخصا من الرجال والنساء والأطفال...

المشاركة الأولى في الندوة كانت للسيد لطيف دوري تحت عنوان " محطات في الكشف عن الجريمة " والذي تحدث فيها عن المعاناة الشديدة التي تعرض إليها حتى استطاع من دخول قرية كفر قاسم وكشف حجم الجريمة التي أقدم عليها الجنود الإسرائيليون.. وقال " قرية كفر قاسم آنذاك كانت تعيش في رعب شديد جراء الإجراءات التعسفية التي كانت ترتكب بحقها, إلى درجة أن الناس كانوا يخافون من الإدلاء بشهاداتهم عن المجزرة, إلا إذا اطمأنوا للشخص الذي يتحدث إليهم. وأضاف قمت بنفسي بزيارة مستشفى بلينسون والذي تواجد فيه جرحى المجزرة وكان الجرحى يعانون من خوف شديد.. المهم أننا لم نستسلم للظلم ونجحنا في نهاية المطاف من كشف الجريمة للعالم وأجبرنا حكومة إسرائيل على إجراء محاكمة للمجرمين القتلة, رغم أنها أطلقت سراحهم بعد ثلاث سنوات من المجزرة, مستشهدا بالحكم الذي صدر بحق المدعو شدمي بتغريمه بقرشا واحدا...

المشاركة الثانية كانت للشيخ النائب إبراهيم عبد الله صرصور تحت عنوان " خفايا مجزرة كفر قاسم " قال فيها انه حتى بعد مرور 53 عاما على المجزرة ما زالت العقلية الإسرائيلية الرسمية في التعامل مع العرب هي ذاتها التي كانت في العام 1956... مستشهدا بان أعضاء برلمان يهود رفضوا طلبا له بالوقوف دقيقة حداد على أرواح الشهداء خلال نقاش في الكنيست جرى قبل الندوة بساعات قليلة...
المشاركة الثالثة كانت لرئيس البلدية السيد نادر صرصور بعنوان " 53 عاما وكفر قاسم على العهد مع شهدائها " تحدث فيها عن المعاناة التي تعرض لها الأهل في السابق من قبل الحكم العسكري في محاولاتهم إحياء ذكرى المجزرة وأضاف " نحن اليوم نقوم بإحياء ذكرى المجزرة بكل حرية, لكن الذين سبقونا كانوا يعانون اشد العناء من اجل إحياء هذه الذكرى.. كما وتطرق إلى العنف الذي بدأ يتفشى في قرانا ومدننا وفي مجتمعنا العربي بشكل عام والى ضرورة أن يقوم الجميع بمحاربته واجتثاثه قبل أن يحرق الأخضر واليابس...

المشاركة الرابعة كانت لرئيس مجلس الشورى وعضو مؤسسة عدالة تحت عنوان " القانون في خدمة القتلة " تحدث فيها كيف أن القضاء في إسرائيل تعامل بتسامح تجاه المجرمين وكيف أن المؤسسات الأخرى مثل محكمة الاستئناف ورئيس الأركان ورئيس الدولة ولجنة التسريحات بادرت بدورها إلى تقليص محكومية الجناة حتى خرج آخر متهم من السجن بعد ثلاث سنوات... وأضاف " أن مطلبنا من حكومة إسرائيل بالاعتراف بالمجزرة ليس الهدف منه الانتقام, وإنما هو الاعتراف الأخلاقي تجاه الشهداء والجرحى وذويهم, خاصة وان إسرائيل تدعي دائما بان جيشها هو من أكثر جيوش العالم " طهارة للسلاح" مما يتنافى وجريمة مجزرة كفر قاسم...
بعد الانتهاء من مشاركات ضيوف الندوة قام الأستاذ وليد طه بتوجيه بعض الأسئلة لضيوف الندوة تقدم بها جمهور المشاركين مكتوبة, حيث قام ضيوف الندوة بالإجابة عليها...
يذكر أن مدير الندوة الأستاذ وليد طه, كان يقوم بعرض تفاصيل موثقة وهامة حول أحداث المجزرة بين فقرات المشاركين. بقي أن نذكر أن الندوة لاقت إعجاب الحشود الغفيرة من الحضور من حيث الإعداد والتنظيم والمضامين...