النائب محمد بركة:

* عبر عن أمله أن لا يحتاج من يأتي من بعده لتمثيل الجبهة إلى عرض القانون، وأن تقبل به الحكومة، خاصة وأنه ليس قانونا ذي طابع سياسي، بل الهدف منه تثقيف الأجيال الناشئة على خطورة تلك المجزرة، والعبر منها
 

* الجرح ليس فقط لم يندمل بل إنه ما زال مفتوحا ومؤلما لدى الأجيال الناشئة، لأن شيئا لم يتغير منذ ذلك الحين، ودم العربي ما زال مهدورا والحكومة ترفض تحمل مسؤوليتها التاريخية عن هذه المجزرة الرهيبة

* أوامر إطلاق النار صدرت ضد مواطنين كانوا في كرم الزيتون ولم يعلموا بقرار حظر التجول المفاجئ، وما كان من الضابط إلا أن أمر الجنود بكلمة "احصدوهم"، وسقط على مذبح تلك الجريمة 49 مواطنا شهيدا من مختلف الأجيال

 * وزير التعليم ساعر اقترح أنه بدلا من التصويت على القانون كقانون أن يتم تحويله إلى موضوع على جدول أعمال لجنة التربية والتعليم البرلمانية للتداول حوله، الأمر الذي قبل به النائب بركة

أكد النائب محمد بركة، رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة، اليوم الأربعاء، على أن جرح مجزرة كفر قاسم حتى لدى الأجيال الناشئة، لأن الحكومة وكل الحكومات السابقة ترفض تحمل المسؤولية التاريخية عن المجزرة، وتثقف الأجيال على مدى خطورتها ومغازيها.
وجاء هذا لدى طرح النائب بركة مشروع القانون التقليدي، الذي طرحته كتلة الجبهة ومن قبلها كتلة الحزب الشيوعي على مر السنين، ويقضي بأن تخصص وزارة التعليم ساعة تعليمية لجميع القطاعات حول المجزرة، تاريخا وعبر، وأن تتحمل الحكومة المسؤولية التاريخية عن المجزرة، هذا القانون الذي رفضته جميع الحكومات بما فيها الحالية، بذرائع مختلفة.
وقال بركة لدى عرضه القانون، إنه يقف اليوم أمام الهيئة العامة للكنيست لعرض قانون بات طرحه تقليدا في كتلة الجبهة، إذ تم طرح القانون لأول مرة من قبل كتلة الحزب الشيوعي بمبادرة النائب الأسبق توفيق طوبي، ومن بعده النائب الراحل توفيق زياد، وعبر بركة عن أمله أن لا يحتاج من يأتي من بعده لتمثيل الجبهة إلى عرض القانون، وأن تقبل به الحكومة، خاصة وأنه ليس قانونا ذي طابع سياسي، بل الهدف منه تثقيف الأجيال الناشئة على خطورة تلك المجزرة، والعبر منها.

واستعرض بركة في كلمته تفاصيل المجزرة، وقال إن أوامر إطلاق النار صدرت ضد مواطنين كانوا في كرم الزيتون ولم يعلموا بقرار حظر التجول المفاجئ، وما كان من الضابط إلا أن أمر الجنود بكلمة "احصدوهم"، وسقط على مذبح تلك الجريمة 49 مواطنا شهيدا من مختلف الأجيال.
وتابع بركة قائلا، إنه اليوم كان في إحدى مدارس قرية كفر قاسم حيث التقى مجموعة من الطلاب، وأنه لمس أن الجرح ليس فقط لم يندمل بل إنه ما زال مفتوحا ومؤلما لدى الأجيال الناشئة، لأن شيئا لم يتغير منذ ذلك الحين، ودم العربي ما زال مهدورا والحكومة ترفض تحمل مسؤوليتها التاريخية عن هذه المجزرة الرهيبة.
وأضاف بركة قائلا، إن شيئا لم يتغير منذ ذلك الحين وهذا نلمسه أكثر في السنوات الأخيرة وحتى في هذه الأيام، ونظرة واحدة إلى كروم الزيتون في الضفة الغربية تكشف الصورة الكاملة، فعصابات المستوطنين تهاجم وتلاحق المزارعين الفلسطينيين في كرومهم ويسقط ضحايا كثر، ويتم سنويا تدمير مئات أشجار الزيتون، وسط تواطؤ من قوات الاحتلال التي تمتنع عما يمكن أن يردع هذه الجريمة.
واختتم بركة كلمته داعيا أعضاء الكنيست إلى قول كلمتهم، والى تحمل مسؤولية أخلاقية، والموافقة على هذا القانون، رغم معارضة الحكومة له.
ورد وزير التعليم غدعون ساعر، مكررا اسطوانات أسلافه في الوزارة، فزعم أن ذكر المجزرة ورد في أحد الكتب الدراسية، ولكنه يعارض سن قوانين تتعلق بالمنهاج التعليمي، دون أن يعرض أي مبادرة لاصلاح هذا الوضع.
ورد بركة على رد الوزير قائلا، مرّة واحدة يجب ان تكون حكومة شجاعة وتقول كلمة حق، وتتحمل المسؤولية عن هذه المجزرة، وتصادق على هذا القانون، فكل الحكومات السابقة رفضته، ولا أمل حقيقي من حكومة كهذه، التي لجنة الوزراء فيها لشؤون القوانين والتشريعات لا تنظر إلى القانون ومضمونه بل إلى مقدمه، ورد الوزير ساعر يؤكد رفض الحكومة الجوهري للقانون وليس كما يزعم وكأن سبب الرفض هو عدم التدخل في المنهاج الدراسي.
وبعد رد النائب بركة، اقترح وزير التعليم ساعر أنه بدلا من التصويت على القانون كقانون أن يتم تحويله إلى موضوع على جدول أعمال لجنة التربية والتعليم البرلمانية للتداول حوله، الأمر الذي قبل به النائب بركة.
هذا وقال بركة بعد تأييد الكنيست لاقتراح ساعر، إن القانون سيبقى مدرجا كالعادة على جدول أعمال الكنيست، إلا أننا سنسعى لتغيير شيء ما من خلال لجنة التعليم، رغم أن الإمكانيات تبقى ضئيلة في ظل الكنيست الحالي.