الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الخميس 02 / مايو 23:02

يا قُدْسُ: لن يُطْمَسَ مَلمَحُ مَشرِقِها تصريح قاهر يعلنه خالد حجار في منتدى العرب

كل العرب
نُشر: 26/10/09 23:33,  حُتلن: 18:39

كم بينَ نجـمٍ تـوالتْ فـوقَه السُّحُبُ و بينَ شمسٍ بقلبِ الصيفِ تنتصبُ

و بينَ حُـبٍ شـدا في بَحْـرِ قـافيةٍ و بينَ بحرٍ بصوتِ الموجِ يضطربُ

و بين بـانٍ بأهـلٍ فـوق مـوطِنِهِ و بين مغتـصبٍ للبيـتِ يـنـتسبُ

و بين قلبٍ بنبضِ الأرضِ منقبضٍ و بين مستوطـنٍ ينـأى به لـقـبُ

كأنما القدسُ سفـرٌ في حقيبة مَنْ ؟ في حِقْبَةِ الدهـر رجـمٌ مالهُ حِـقَبُ

يـا غـاصباً حُلمَهـا التاريخُ نافـذةٌ أنفذْ إليها ترى أحـلام مـن غَصَبوا

فـرسٌ و رومٌ و أقـوامٌ مشـردةٌ و حصنُهـا راسخٌ مِفتاحـُه العـربُ

احفـرْ كما شئت قبراً ضمَّ حـافِـرَهُ ولتشعـلِ النارَ حتى ينفَـذَ الحَطَبُ

واملأ بِسفـرِكَ في التاريخِ مِنْ دمنا واحرقْ كما شئت ذا الزيتون والعنبُ

و احضرْ سفينـة روسي مهـربـةً و ادعُ الشـراذم للإجـرام يرتكبوا

و اسلبْ مِـن الطفلِ بسمـاتٍ بقنبلةٍ و أمـرْ رُعاعَـك أيَّ الكرمِ يستلبوا

حتى إذا ما ارتوتْ أحقادُكم و طفت وهيَّجَ الأرضَ طـوفـانٌ به لَـهب

اصعـدْ إلى جبلِ الأوهـام معتصماً هيهـات ينجيكَ وهـمٌ فيكَ يَعتَصِبُ

اكتبْ على الرملِ في قاموسِ غزوتِكم مـا شئتَ لكـنْ تذكـرْ أننا السُّحُبُ

واسحبْ رصاصَك من أشلاء موطننا وانشق هواءَكَ و اكتمْ حين تنسَحِبُ

حتى يُحيـلـَكَ فـينيقيْ إلى عـدمٍ و ينفثُ الـروحَ في الأشلاء مُرْتَقَبُ

إنْ كنتَ قتلاً فنحـنُ الروحُ نَغرِسُهـا منا الحيـاةُ و منا القتلُ يـرتـعبُ

نحـن البقاءُ ورَكْـبُ الدَّهـرِ يحملنا فاركَبْ سَرَابك مع أسرابِ مَنْ غَرَبوا

إنْ كانَ حُسنُ الثَّرى في القدسِ يجذِبُكم فلستُ في حسنِـهِ أمضي و أنجَـذِبُ

لا حسنُهُ شَدَّني لا صوتُ بُـلْـبُـلـِهِ لا الشمسُ والبحرُ والأطيافُ والصَّخَبُ

لا الرمـلُ لا النخلُ لا سهلٌ ولا جبلٌ لا النجمُ لا الموجُ لا التاريخُ لا اللعبُ

لا فَـرقَ عندي فزهرُ اللوزِ أعشقُهُ كـذرةِ الرمـلِ إنْ عَجَّتْ بها النَّقَبُ

العشقُ في القلبِ لا في العينِ يا وَطني و العلقـمُ المـرُّ في أفيائنـا قصبُ

هيهاتَ مِنْ مقلةٍ في القلبِ قَـد سَكَبَتْ و بينَ قلـبٍ بنـورِ العينِ يَنسَكِـبُ

مَنْ يحملِ القدسَ خُـبزاً سوفَ يأكُلُهُ و مَـنْ أتاهـا غِناءً ما بهـا طَرَبُ

و مَـنْ أتـاهـا لدينٍ عَـدَّ عودَتَـهُ و مَـنْ أتاهـا هِجـاءً هاجَهُ الغضبُ

القـدسُ خـالـدةٌ للكـونِ أوردةٌ مـواردُ الخُـلدِ في أركانِهـا َسبَبُ

في بَـرِّهـا مَـرقَـدُ الإيمـانِ مُتَّقِدٌ و الظلم مـن نورهـا لا بد منعطبُ

يا غاصباً أرضَها مِنْ قبلُ هل عَرَفَتْ جمعـاً تُمَسِّدُهُ الأحقـادُ والكَـذِبُ

جمعٌ تُبَعْثِرُه الأصقـاعُ مخـتـلـفٌ لا عِـرقُ يجمعُ أو لـونٌ و لا أدَبُ

يأتي لغـزوِ بلادٍ ليس يعـرفُهـا مُستَوطِنـاً منزلاً أصحابـُه انْتَكَبوا

تجارةُ الدين في دنيـاهـم انتشـرت كأنمـا اللهُ في الأسـواقِ مُنْتَدَبُ

يُـهَـوَّدُ الزنجُ بالدولارِ في زمـنٍ أضحى اليهوديُّ في الأديانِ يُحْتَجَبُ

أرضُ السلامِ مِـنَ الأحقادِ قدْ عُقِرَت قَـرْعُ الكنائسِ فيهـا باتَ يَنْتَحبُ

أشجارُهـا قُطِعَتْ مِنْ فعلهم و غدت ثكلى وظِئرٌ لهـا تنتـابه النـوَّب

هـا تلك زيتونـةٌ صاحـتْ بِقاتِلِهـا لمَّـا رأتْهُ لنارِ الحقـدِ يَصطَحِبُ

هـا تـلك مِـئـذَنَـةٌ لله نـاظـرةٌ و الطيرُ مـن فوقهـا أرداه مغتصبُ

أفـعى الجِـدارِ تُغادي حَـدَّ حُرمَتِها نَبْحُ الذِّئـابِ عـلى آذانِهـا يثبُ

يـا نُطفةً سَقَـطَتْ في غيرِ مَوضِعِها لَن تُصبِحي عَلَقاً و المـوتُ يقتربُ

لـن يُلقِحَ القدسَ إلا العُـرْبُ فاندثري فالشرقُ شرقٌ وإنْ يَغْـزوهُ مُغتربُ

ملامحُ القـدسِ للأعـرابِ منبتهـا و نبتـةُ القدسِ غَـرسٌ جذرُهُ عَرَبُ 

مقالات متعلقة