اللهم أنت السلام ومنك السلام وخير تحية فيها سلام،  فسلام عليكم وسلام على إسلاميتكم وعروبتكم، وبالمثل على أيامكم التي أحب إلي أن تنبت بين شقائق النعمان وأطواق الياسمين،  أحدثكم وضميري مقدم لكم على مائدة أبصاركم فتذوقوه،  علكم تدركون من أنا،  علكم تبصرون حطام إنسان،  بل حطام قوم وعلكم تلتمسون شيئاً في أطياف معاناتنا.
جئتكم واكسال تصبوا إلى رايات الوحدة ترفرف فوق بيوتها،  ومساجدها حزينة مآذنها تعاني تباريح الشوق إلى اسم وطنها الأول الإسلام،  جئتكم باحثاَ عن الحل من اجل إسعاف مساجدنا.
إخوتي:  جئتكم من قرية عرف أهلها بشيم وكرم أخلاقهم العالية،  فانا جزء منها وهي جزء مني.
أعزائنا:  انقل إليكم صرخات مساجدنا،  فها هو مسجد "الإصلاح" القلب النابض في قريتنا الحبيبة اكسال،  والذي يمثل رمز المجد والكفاح الذي تكبدوه أهلنا الكرام من أبناء هذه القرية الطيبة المباركة بأهلها من اجل إتمام هذا الصرح الشامخ والذي نعتز به جميعاً.
أخي ابن قريتي الحبيبة،  هل يرضيك ما أل إليه مسجد "الإصلاح" في القرية في السنوات الأخيرة المنصرمة!!،  ألا تشعر بحالة التسيب والفلتان الذي يعانيه احد اطهر بقاع قريتنا !،  ألا تشهد الصبي والذي لا يتجاوز من العمر العشرة أعوام يرفع الأذان دون مراعاة لأحكام الأذان !!،  ألا ترى من هب ودب يتصدى للإمامة غير مكترث،  متناسياً ومتجاهلاً لأحكام الإمامة التي وضعها ديننا الحنيف في شروط قبول الإمام !!،  حتى خطب الجمعة وكلنا نشهد أنها تحولت إلى تلعثمات وارتباكات صادرة من تلاميذ كلية الشريعة  فمنبر مسجد "الإصلاح" تحول إلى مكان للتلمذة والتقوية في فن الخطابة،  أو في بعض الأحيان يتم تجنيد بعض الأئمة (المرتزقة) واعذروني على هذا التعبير،  فلم أجد وصفاً أخر اصف به هؤلاء الذين يقدمون من خارج قريتنا من اجل تمرير خطبة الجمعة دون علمهم ودرايتهم بما يجري من مشاكل ومعاناة تواجه شبابنا وفتياتنا وأهلنا في قرية اكسال.
بالله عليك أخي الكريم،  هل مثل هذه الخطب قادرة على صنع التغيير ومعالجة قضايا مجتمعنا الكسلاوي !!،  وكيف لمن هو بضيف لمدة ساعة بإمكانه أن يعالج مشاكل عديدة تتراكم كل يوم داخل القرية !!،  أهو أفضل من أبناء قريتنا ممن درسوا الشريعة والذين يشهد لهم القاصي والداني بعلمهم وحسن أخلاقهم !!؟.
أبناء قريتي الحبيبة،  لما هذا التراجع والتخاذل المستمر في مسجد "الإصلاح" !!،  أين هي إدارة المسجد من كل هذا !!،  أم أننا قد تعودنا على مثل هذه التخاذلات المتكررة، والتي نذكر منها إغلاق الروضة الإسلامية والتي كان هدفها إنشاء جيل يتربى على أحكام وقيم الإسلام !!،  أين هي مكتبة "ابن خلدون" الإسلامية،  والتي كان همها مراعاة فقراء ورب الأسرة من أبناء قريتنا !!،  لما تم إغلاق هذه المشاريع الحيوية التي تبعث روح الإسلام في مجتمعنا !!،  أين هي المشاريع الإسلامية المستقبلية !!،  وما هي فائدة جمع الأموال من الصدقات والتبرعات إن لم تأتي بالفائدة على مجتمعنا الكسلاوي !!؟.
هناك الكثير من التمزقات والتشرذمات التي نعانيها داخل قريتنا الحبيبة،  فما هو الحل وما هو المخرج !؟،  ايتوني به بالله عليكم ...
ولكن وكلي أسف اشعر بان داء التخاذلات والتشرذمات انتقلت عدواه إلى مسجد جديد العهد بني منذ اقل من حولين،  هذا المسجد أنشاء من تبرعات وصدقات أهلنا الكرام من أطفال،  نساء،  رجال وشيوخ قريتنا الحبيبة اكسال،  فهذا ليس بغريب على أهلنا الذين يشهد لهم القاصي والداني بكرمهم وعزهم الأبي الدائم،  انه مسجد "أبو بكر الصديق"،  فأين أنت يا صديق رسولنا الكريم منا!!،  أين أنت يا من عادل إيمانك إيمان الأمة جمعاء،  هل تركنا كل قيمك وأخلاقك واستكفينا بالأسماء والألقاب !!...
إخوتي لا يخف على أحدكم مدى المعاناة التي يعيشها مسجد "أبو بكر الصديق" من تقلب الأئمة من طلاب الشريعة والذين حولوا منبره إلى مكان لتلقي دروس في القدرة على ألخطابه،  فحال مسجد "أبو بكر الصديق" كحال مسجد "الإصلاح"،  مهملين أبناء قريتنا الحبيبة من أصحاب العلم والخلق الحسن،  ولما العجب !!!، ومسجدنا الطاهر "أبو بكر الصديق" تحكمه أفكار شيوعية من أحفاد لنيين، فهذه الأفكار بارزه في ساحات مسجد "أبو بكر الصديق".
 نعم ... هذه سخرية القدر إخوتي وأخواتي تجعل الرويبضة يتكلمون في شؤون العامة...
رغم هذا كله فلا زالت إسلاميتي وعروبتي وقوميتي وانتمائي ومحبتي فدى أهل بلدي الكرام أبناء قريتنا الحبيبة اكسال،  فانا وأنت نداعب تراب قريتنا اكسال.
لكن ... هذه الماسي والظنون تحرقني وتصب الوقود فوق نار معاناتنا،  لذا فانا أعلنها باسمي وباسم جزء عظيم من إخوتي ممن يمثلون رمز الكرامة والشهامة في قريتنا اكسال،  بأننا نريد التغيير،  فانا وأنت وجميعنا،  جزء لا يتجزأ من هذه القرية النبيلة،  وسنبقى كذلك طالما تقلب الليل والنهار.  فضمائرنا حية ترزق،  وألسنتنا طليقه لا تخشى إلا الله.
فها أنا أخاطب قلوب وأرواح وضمائر وعقول أصحاب النخوة والعزة من أهل قريتنا العزيزة اكسال،  أن هبوا لنصرة مساجدنا ولإصلاح حال قريتنا وشبابنا وفتياتنا ونسائنا ورجالنا وشيوخنا،  دعونا نلتحم يداً بيد لنصنع التغيير.  فانا وأنت  وجميعنا نصنع الوحدة التي تقود للتغيير.
أعزائي:  اعذروني إن كان ضميري قد قسا عليكم،  فانا كنت ولا زلت استجدي رب السماء بان يكون ضميري روحاً تحي ضمائركم وبان يجمعنا حضن قريتنا اكسال مليئاَ بالمحبة والوفاء،  ليحفظنا الله ويحفظ وحدة صفنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته