* تركيا تصاب بصدمة اثر تقرير غولدستون واسرائيل ما تزال تبحث عن الاسباب وراء تدهور العلاقات بين البلدين!

خرج كاتب الغارديان سيمون تيسدال صباح الجمعة بمقالة انتقادية وتهكمية على عدم مقدرة القادة والساسة الاسرائيليين تقدير فداحة افعالهم كما يراها الاخرون تحت عنوان " اسرائيل تقلل من مدى استشاطة الغضب التركي". تحدث فيها مطلعها عن "استعباط " الاسرائيليين (كما كان سيصفها اخواننا المصريون) ازاء الغضب التركي الذي استشاط واشعلت نيرانها عقب الكشف عن تقرير غولدستون الذي يميط اللثام عن جرائم حرب اقترفتها ايد اسرائيلية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة خلال عدوان الشتاء الماضي. ومع ذلك لايدري الاسرائيلييون التي تغلف اعينهم بغشاوة تقلل من فداحة افعالهم وبشاعتها, فلا يرونها كما يراها الاخرون على حقيقتها.او اما قد اعتبروا انفسهم خيرة الشعوب وفوق كل قانون ومهما فعلوا فهو يحق لهم لانهم لبرما شعب الله المختار!!!

وعلي ارجح الخيار الثاني, كما يبدو من التقرير كذلك. فيقول تيسدال انه فيما يرى رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي وسابقه نتانياهو واولمرت وزعيمة المعارضة, تسيبي ليفني ووزير الامن ايهود اولمرت واخرون في اليمين المتطرف في الحكومة الاسرائيلية امثال افغدور ليبرمان, يرون كل الحق بايديهم في شنهم الحملة العسكرية على قطاع غزة حقا شرع لهم الرد على تهديد الصواريخ "المدمرة" الصادرة من القطاع والتي تقتحم حرمة احياء مدنية في مدنهم الجنوبية, ففيما هم يعتبرونه حقا مشرعا يرى معظم العالم كما عكس التصويت على تقرير غولدستون عكس ذلك تماما. فقد وافقت الاغلبية في مجلس حقوق الانسان مع تقرير غولدستون الذي اعتبر ان اسرائيل قامت بحملة عسكرية لا مصداقية ولا شرعية لها, اجتاحت احياء سكنية ومدنيين في القطاع ورغم التعتيم الصحافي الذي فرضته اسرائيل في اثناء الحرب فقد استنبط معظم العالم اعتمادا على شهادات وفرها تقرير غولدستون ان الرد الاسرائيلي كان مفرطا فيه على سكان القطاع العزل.

حرب الشتاء على غزة
يتابع التقرير فيقول ان حرب الشتاء على غزة ضررت بسمعة اسرائيل ومصالحها الخارجية, غير ان الكاتب يستدرك قائلا, ولكنني لا ادري تماما ما يظنه الاسرائيليون في القدس وتل ابيب (عن فداحة ما اقترفوه).
ويقول التقرير انه بالرغم من سير العالم واقتفائه موازين مختلفة في شؤون مماثلة كايدي الناعمة التي تستخدم مع الاسرائيليين في حين الحديث عن اسلحتهم النووية الغير مصرح عنها وفي الوقت نفسه الانكار على ايران حقها في امتلاك اسلحة مشابهة, الا ان العالم قد يخرج عن هذه القاعدة احيانا, كما فعلت تركيا بارجاءها التدريب العسكري المشترك بين قواتها وقوات الجيش الاسرائيلي واخرى امريكية واخرى تابعة لحلف الناتو. فقد الهب قرار انقرة نيران اوقظت حال من الاضطراب على العلاقات بينها وبين اسرائيل. فقد اعربت بهذا عن موقفها الغاضب عما اقترفته الدولة العبرية بحق اخوانهم الفلسطينيين في غزة. كما وقد جاء الموقف التركي مبكرا حيث وقع صدام بين رئيس الوزراء التركي طيب اوردغان ورئيس الدولة الاسرائيلي شمعون بيرس في صدد غزة في دافوس يناير/كانون ثاني الماضي.

استنكار اسرائيلي
رغم ذلك يستنكر الاسرائيليون ان تكون غزة هي السبب الحقيق وراء الغضب التركي المتصاعد فراح بعض منهم الى تفسير هذه الفتور بل التدهور في علاقات البلدين على انها نتيجية حسابية لتقديرات وسياسات تركيا الخارجية الجديدة التي اعتمدتها بعض رفض الاتحاد الاوروبي انضمامها اليه, فتركيا تسعى بدلا عن ذلك توطيد علاقاتها مع سوريا والعراق ودول اخري في العالم العربي وبهذا فان اسرائيل اصبحت عبء عليها ولم تعد تلعب دورا مركزا في السياسة الخارجية التركية بعد الان.
وفي تحليل اخر يقول الاسرائيليون ان العلاقات الطيبة التي كانت تتمتع بها اسرائيل مع تركيا التي اعتبرت حتى وقت قصير حليفة اقتصادية وعسكرية وسياسية هامة في المنطقة. وان العلاقات الطيبة بين البلدين قد انتهت. ان اهمية هذا التحليل تكمن في اعتراف اسرائيلي خفي ان الاتراك غاضبون بسبب ما حدث في غزة وهذا امر لا يمكن تدراكه بعد الان فقد وقع ما وقع. وبهذا يعلن انتهاء العلاقات الطيبة بين تركيا واسرائيل. اما في صفوف القادة الاسرائيلين فيبقى ان اعتبار ما جرى في غزة سبب لغضب الاتراك امر غير مقبول وغير شرعي. هذا لان القادة الاسرائيليين يعيشون في عالم مزدوج المعايير الامر الذي يحتم عليهم استنكار كون غزة الدافع للغضب التركي.