*الحكومات العربية تفسر عدم منحها جنسية بلادها للمهجرين من الفلسطينيين والابقاء عليهم في مخيمات محرومين من ابسط الحقوق المدنية والانسانية

* الفلسطينيون مهمشون ومحرومون من ابسط الحقوق الاقتصادية والسياسية ومحصورين في محيط المخيمات لا يخرجون منها ومسلحين بوفرة

في مقال ثنائي وحصري صدحت صحيفة الاندبندنت, صباح اليوم بمقالة استثنائية لمراسليها جوديث ميلير وديفيد سامويل, تطرقا من خلاله الى تراجيدية الشتات الفلسطيني ومسألة اللاجئين وحق العودة التي قد يغض الطرف عنها في صفقة سلام بين السلطة والجانب الاسرائيلي, الامر الذي سيسلب هؤلاء الفلسطينيين هويتهم الى الابد. فلا طريق الى العودة الى الوطن, ولا دول عربية ترحب بهم بل تسلبهم ابسط الحقوق والجنسية.
وتحدث المراسلان عما اسمته مؤسسة المصائب الدولية بعد قيامها بزيارة الى المخيمات الفلسطينية في لبنان, "بقنبلة اللاجئين الموقوتة".
فتقول افتتاحية المقالة انه لاجرام بحق الفلسطينيين في الشتات ان يتجاهلهم رؤساء الدول وقد بلغ عددهم ما يقارب 4.6 مليون فلسطيني مهجرون في البلدان العربية المجاورة, أي اكثر من اجمالي عدد السكان الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة والذي يصل عددهم الى 3.9 مليون.

ويتابع التقرير ان الحكومات العربية تفسر عدم منحها جنسية بلادها للمهجرين من الفلسطينيين والابقاء عليهم في مخيمات محرومين من ابسط الحقوق المدنية والانسانية انها بذلك تفعل وتكثف الضغط على اسرائيل لمنح هؤلاء حق العودة. مدعين ان مسألة اللاجئين الفلسطينيين لن تحل الا بقيام دولة فلسطينية خاصة بالشعب الفلسطيني. الا وانه وبعد مضي عقدين على انتهاء الحرب الباردة وبعدها حربي الخليج ونجاح وفشل اوسلو الا ان فردا من هؤلاء الفلسطينيين اللاجئين لم يعد الى اراضيه وبلاده مع ان مفاتيح البيوت لم تضع وهم يتوارثونها جيلا بعد جيل. وبدلا عن ذلك تتكدس اوراق خطط السلام الفاشلة والتي اسفرت عن تبدل اولويات المسألة الفلسطينية الامر الذي قد يردي بمشكلة اللاجئين الفلسطينيين الى اللا-حل الابدي وبالتالي خلق "نكبة ثانية" بحقهم.

قنبلة موقوتة
يقتبس المقال وصف مؤسسة الكوارث العالمية في وصفها لحال الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية فيقول: "مهمشين محرومين من ابسط الحقوق الاقتصادية والسياسية ومحصورين في محيط المخيمات لا يخرجون منها ومسلحين بوفرة, الامر الذي يحول اللاجئين الى قنبلة موقوتة".

ويمضي التقرير قائلا إن صمت القيادة السياسية الفلسطينية المنقسمة تجاه سوء معاملة اللاجئين من قبل الدول العربية يزيد الطين بلة ولا يعين على التماس طريق تدين سوء المعاملة تلك. فقد تم طرد نحو 250 ألف فلسطيني من الكويت ودول خليجية أخرى كعقاب للقيادة السياسية الفلسطينية بسبب دعمها لصدام حسين في حينها كما أن عشرات الآلاف من الفلسطينيين في العراق جردوا من ممتلكاتهم بعد حرب الخليج الثانية. ثم يذهب التقرير الى لبنان، حيث حرم اللاجئون الفلسطينيون عام 2001 من حق امتلاك العقارات أو نقل ملكيتها الى أبنائهم. علاوة على قوانين التي تحظر عليهم العمل في عشرين مهنة من المهن منها مهنة الطب والمحاماة والصيدلة.
ولم يستثن المقال سوء معاملة السلطات الاردنية للفلسطينيين المقيمين على اراضيها, فحتى في الأردن التي تعتبر الاكثر تعاطفا مع اللاجئين الفلسطينيين, يشعر اللاجئون فيها بالخوف وقلة الامان وذلك في ظل التهديدات الرسمية بتجريد بعضهم من الجنسية الأردنية.

المعاملة السيئة
وتواصل الصحيفة قائلة إن رفض الحكومات العربية بشكل منظم منح الحقوق الأساسية للاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون على أراضيها إضافة إلى الطرد الجماعي من حين لآخر لمجموعات فلسطينية بأكملها يذكّر بالمعاملة السيئة التي تعرض لها اليهود في أوروبا خلال العصور الوسطى.