رغم أن الاسكندر الأكبر أسس مدينة الاسكندرية في العام 331 قبل الميلاد بمصر لتخليد اسمه أثناء سعيه لغزو العالم، إلا إن مدينته لم تكون الأولى في الموقع نفسه المطل على البحر المتوسط.
فقد اكتشف فريق حفريات أثرية تابع للمتحف السميثسوني للتاريخ الطبيعي عن دلائل تشير إلى وجود مدينة غارقة تعود إلى ما قبل مدينة الاسكندرية التي بناها الاسكندر الأكبر بنحو سبعة قرون.
ولطالما أثارت الاسكندرية الدهشة والتساؤلات والاهتمام، حيث عرفت بمكتبتها الشهيرة والضخمة والتي اعتبرت أكبر مكتبة في العالم آنذاك، وكذلك بمنارتها الضخمة بدرجاتها الـ396 والتي شيدت على جزيرة فرعون، واعتبرت في حينها واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم.
ورغم هذه الشهرة الكبيرة للمدينة المصرية، إلا أن ما عرف عن موقعها قبل عصر الاسكندر الأكبر قليل، باستثناء أنها كانت قرية صيادين تعرف باسم "راكوتيس" Rhakotis.



غير أن الباحث في علم الآثار بالمتحف السميثسوني، جان دانيال ستانلي أشار إلى أن نتائج أعمال فريقه يعتقد بوجود ما هو أكبر من مجرد قرية للصيادين قبل تشييد مدينة الاسكندرية.
وأوضح ستانلي، في مقالة ستنشر في عدد آب المقبل من المجلة الجغرافية الأمريكية، أن الاكتشاف الذي يتحدث عنه تم صدفة، وذلك أثناء قيام فريقه بأعمال حفر في المياه تحت ميناء الاسكندرية، قائلاً "هذا ما يحدث غالباً في العلوم.. فنحن لم نكن نبحث عن مدينة قديمة."
يذكر أن ستانلي يعمل في منطقة دلتا نهر النيل منذ نحو 20 عاماً.
وتتضمن اكتشافات فريق المتحف السميثسوني في مياه مدينة الاسكندرية قطع فخارية من السيراميك تظهر ما يدل على وجود نشاط إنساني قبل نحو 700 سنة على إقامة المدينة.
وتم اكتشاف المزيد من قطع السيراميك والشظايا الصخرية والمواد العضوية والنباتات ومعادن ثقيلة.
وبعد تحليل المكتشفات، بواسطة النظير الإشعاعي، تبين أنها تعود إلى ما قبل 3000 عام، وبعضها يعود إلى فترة العام 1000 قبل الميلاد.
وقال ستانلي إن هذه الاكتشافات تظهر بوضوح أن الاسكندرية لم تشييد في منطقة مهجورة، بل بنيت على أنقاض مدينة سابقة، غير أنه لم يتمكن من تحديد حجم تلك المدينة السابقة، لكنه أصر على أنها كانت أكبر من مجرد قرية للصيادين.