* الأنسان الفلسطيني في القدس لا يشعر بالطمأنينة ويعيش حالة قلق على حالة ومستقبله

* مقدسات القدس مهددة بكنائسها ومساجدها وأوقافها ، وكل شيء عربي في هذه المدينة مهدد

* مدينة القدس هي مدينة ترتبط بالشعب الفلسطيني ثقافة وأنتماء وهوية وأصالة فكل فلسطيني ينظر الى القدس على أنها عاصمته الروحية والوطنية

شارك سيادة المطران عطاالله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس اليوم في مؤتمر الجمعيات المسيحية الحقوقية في الولايات المتحدة الأمريكية والذي عقد في مركز المؤتمرات في مدينة لوس أنجلوس في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.



سيادته ألقى كلمته من القدس بواسطة الفيديو كونفرنس حيث تعذر عليه السفر للولايات المتحدة بسبب أنشغالاته الكثيرة. وخاطب سيادته المجتمعين : نخاطبكم من مدينة السلام المدينة التي نسكن فيها وتستقر في قلوبنا وفي أفكارنا وفي ثقافتنا ، فالقدس بالنسبة الينا ليست مدينة فحسب وانما نعمة سماوية لنا نحن الذين على الأرض. أنها قطعة من الأرض مباركة مقدسة تذكرنا بمحبة الله للأنسان ونعمه الكثيرة التي أسبغها على الخليقة ، ومع أطلالة فجر كل يوم في مدينة القدس نشكر الله على أنه أهلنا لكي نكون من خدام هذه المدينة ومن الساعين من أجل الحفاظ عليها. نشكره تعالى لأنه جعلنا خداما لكنيسته ورعيته.
أن مدينة القدس هي مدينة ترتبط بالشعب الفلسطيني ثقافة وأنتماء وهوية وأصالة فكل فلسطيني ينظر الى القدس على أنها عاصمته الروحية والوطنية ولكن الغالبية الساحقة من الفلسطينين يحرمون من الوصول الى هذه المدينة التي تحيطها الأسوار العنصرية والحواجز العسكرية التي تمنع الفلسطيني من الدخول الى مدينته وعاصمته.
مقدسات القدس مهددة بكنائسها ومساجدها وأوقافها ، وكل شيء عربي في هذه المدينة مهدد ذلك لأن الأحتلال يستهدف الحضور العربي في هذه المدينة مسلمين ومسيحيين. والأستهداف ليس فقط للمقدسات وأنما أيضا للأنسان ونحن ننظر الى أستهداف الأنسان أنه لا يقل خطورة عن أستهداف المقدسات. فما فائدة المقدسات والكنائس والمساجد بدون الأنسان.الأنسان الفلسطيني في القدس لا يشعر بالطمأنينة ويعيش حالة قلق على حالة ومستقبله ، فلا يوجد أستقرار ومع صبيحة كل يوم نسمع عن أجراءات هدم المنازل وأقتلاع السكان من بيوتهم وتشريد المواطنين الآمنين إذ ان الفلسطيني المقدسي يعامل كالغريب في مدينته وفي عاصمته.
ولذلك فأننا نتوجه اليكم ونتوجه الى كل القيادات الدينية والمسؤولين الكنسيين في أمريكا وغيرها بضرورة الألتفات الى القدس ، فجرح القدس هو جرحنا جميعا وألمها هو ألمنا جميعا ونحن من المعتقدين بأن الواجب يدعو كافة كنائس العالم لكي يكونوا بلسما وتعزية للشعب الفلسطيني المظلوم ، وأننا نؤكد بأن التضامن مع فلسطين وأهلها ومع القدس تحديدا هو واجب على كل أنسان في هذا العالم أيا كان دينه وأنتمائه العرقي. وأقول لكم بما أنكم تمثلون الكنائس في أمريكا بأن التضامن مع الشعب الفلسطيني هو واجب على كل مسيحي ، فالمسيحية بمبادئها وأخلاقها وسلوكياتها تعلمنا أن نقف الى جانب المظلومين والمنكوبين في هذا العالم.
أن شعبنا هو شعب منكوب ظلم عام 48 وما زال يدفع فاتورة هذا الظلم حتى الأن. فالمخيمات الفلسطينية واللاجئون الفلسطينون منتشرون في كل القارات وهم خير دليل وشهادة على هذا الظلم التاريخي الذي حل بشعبنا.
أن التضامن مع فلسطين ومع أهلها هو تضامن مع المسلمين وتضامن مع المسيحيين على السواء ، فالقضية الفلسطينية هي قضية مسيحية أضافة الى كونها قضية أسلامية. فلا تتناسوا أن أهم المقدسات في المسيحية موجودة في القدس وأن المسيحيين الفلسطينيين هم جزء من الشعب الفلسطيني. ظلموا كما ظلم ونكبوا كما نكب ويعانون ما يعانيه هذا الشعب. فتضامنكم مع فلسطين هو تضامن مع المسيحية في مهدها وتضامن مع الكنيسة الأم أنه تضامن مع أقدم وأعرق كنيسة في العالم.
أننا ندعوكم لتحمل مسؤولياتكم تجاه الشعب الفلسطيني ، فمؤسسات حقوق الأنسان عليها أن ترصد أنتهاكات حقوق الأنسان في فلسطين وعليها أن تسعى وبكل الوسائل القانونية والأنسانية والأعلامية والسياسية لرفع الظلم عن شعبنا. ألتفتوا الى القدس ولا تنسوها ، ألتفتوا الى غزة وجراحها ، التفتوا الى اللاجئين ونحن متمسكون بحق العودة كما نحن متمسكون بالقدس. نحن نشكر كنائس أمريكا التي عبرت عن تضامنها مع الشعب الفلسطيني خلال الفترات الماضية ونحن نطمح الى أن يتطور هذا التضامن وأن تتبنى الكنائس المسيحية في العالم مسؤولية الدفاع عن القضية الفلسطينية.

عودة المطران عطاالله حنا الى القدس

وعاد سيادة المطران عطاالله حنا الى القدس بعد زيارة الى العاصمة الأردنية عمان أستغرقت ثلاثة أيام شارك خلالها في مؤتمر القدس حيث كانت له كلمة في هذا المؤتمر وترأس أحدى الجلسات وسينشر قريبا النص الكامل للكلمات التي ألقيت في هذا المؤتمر مع توثيق الأوراق والدراسات التي قدمت.