الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 17:02

سادة على خطى السادات/ عن مونودراما لاياد شيتي- بقلم: سماح بصول

كل العرب
نُشر: 19/10/09 11:48,  حُتلن: 07:45


* لا أشك ان مشاهدة "السادات والسادة" ستعزز فينا ضعف المشاعر الايجابية تجاه الزعامة العربية وهم "السادة" الذين ساروا على خط السادات فيكتفون بالمناداة بحق الفلسطينيين في وطنهم وارضهم دون فعل يذكر..

كنا طلابا نتمنى كثيرا على اساتذتنا ان ينقلوا لنا احد الدروس الى الهواء الطلق، ولو عدت طالبة الان لما عارضت تلقي درس في تاريخ الشرق الاوسط في قاعة المسرح.. اذا كنتم سادة فأنا سادات.. نكتة كنا نتناولها كثيرا قبل سنوات ومحورها الرئيس المصري السابق أنور السادات، الذي تمكن الممثل القدير اياد شيتي من لبس عباءته وتقديمه لنا من وجهة نظر جديدة عبر العمل المسرحي "السادات والسادة"..
شكل جديد - نسبيا لما شاهدته في المسرح المحلي - قدمه لنا المخرج هشام سليمان والكاتب ناجي ظاهر، لكن وفرة المعلومات ارهقتنا، وتعدد الشخصيات شتت بعض من افكارنا..
نحن، فلسطينيو 48، والسادات والقذافي، واسرائيل وابو فادي و"ابو الشيتي" على منصة واحدة، تفاصيل كثيرة تشوش المشاهد، الذي يفرض عليه العمل المسرحي هذا ان يكون ذكيا ومتابعا بما يكفي لربط الاحداث واستخلاص العبرة وفهم الرسالة.. 


الفنان اياد شيتي- من المونودراما "السادات والسادة"

ان الاسلوب الذي تتخذه الموندراما "السادات والسادة" يدمج نصا مسرحيا مع واقع حياة الممثل والمشاهدين يبدو لطيفا جدا، وانتقال الممثل من مقطع الى آخر قدم بصورة احترافية ذكرتنا في كل مرة ان الحديث الحديث هنا يدور عنا وان العمل يريد ان يرينا صورة لواقع تاريخي همش فيه السادات فلسطينيو 48.. هذا الشعب الذي يمثله ابو فادي - وهو من عمال المسرح يستحضره اياد في احد المقاطع بصورة مثيرة للاهتمام وجديرة بالتقدير تدمج الجدية بالفكاهة دون المس بالشخص - ويلخص مشاكلهم بتقديم اقتراحات لمواضيع من الممكن ان يعالجها المسرح والتي تبدو في سلم اولوياته اكثر اهمية من السادات مثل: الطائفية والبطالة والقائمة طويلة.. اليس ابو فادي صادقا في مطلبه؟
يشدد الممثل الذي يطلب اليه تأدية دور السادات على ان صانع السلام مع اسرائيل، وجالب الراحة والطمأنينة لشعب مصر، لم يأت بشيء يذكر للفلسطينيين، وكذلك من جلس من بعده على كرسي الحكم.. وهذا ما يناقشه الممثل مع المخرج على مسمع من الحضور - وللتوضيح اقول ان المونودراما تبدأ بحوار بين الممثل والمخرج الذي سيؤدي دور شخصية تاريخية (السادات) ويبدي الممثل من خلال حديثه عدم الاقتناع تماما بتأديته نظرا للدور الهامشي الذي لعبته هذه الشخصية التاريخية في حياته كفلسطيني - والسادات لم يكن وحيدا، فجاره القذافي - بمقطع رائع جدا يقوم اياد "بتقليد" الزعيم الليبي بشكل لا يخلو من الفكاهة - آثر طرد الفلسطينيين من بلادة ليحمسهم على العودة الى ديارهم التي طردوا منها!!
ربما نحن الفلسطينيون لا نكن حبا لزعيم عربي سوى القائد الراحل جمال عبد الناصر (لا يعني هذا انه القائد الوحيد لكنه يحظى بحصة الاسد)، ولا أشك ان مشاهدة "السادات والسادة" ستعزز فينا ضعف المشاعر الايجابية تجاه الزعامة العربية وهم "السادة" الذين ساروا على خط السادات فيكتفون بالمناداة بحق الفلسطينيين في وطنهم وارضهم دون فعل يذكر..
اذا كنت اقف في موضع مقدم نصيحة فاني انصح بان يشاهد طلاب الثانوية الذين يدرسون تاريخ الشرق الاوسط وحقبة الضباط الاحرار ضمن منهج البجروت هذه المونودراما.. وكنت لاقول - ولاني لا ارى نفسي بمقدم نصيحة لكاتب مجرب كناجي ظاهر ومخرج مجرب كهشام سليمان- لا ترهقونا بكثرة التفاصيل الصغيرة حول مضمون العمل، ولا تنقلونا كثيرا من حكاية الى اخرى، ولا تتبعوا اسلوب المراوغة مع ذكاءنا..


 

مقالات متعلقة