الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 01 / مايو 14:02

يوم إعلان الفائزون بجائزة نوبل: لماذا هو يوم عادي لكل عربي؟ بقلم: المحامي سامي أبويونس

كل العرب
نُشر: 15/10/09 13:44,  حُتلن: 18:33


* يوم إعلان الفائزون بجائزة نوبل: لماذا هو يوم عادي لكل عربي؟ بقلم المحامي سامي أبو يونس

الأيام الأخيرة كانت تبدو مميزة لبعض المجتمعات والدول وكانت عادية لبعض مجتمعات ودول أخرى. في هذه الأيام تم الإعلان عن الفائزين بجائزة نوبل. والآراء مختلفة حول فوز هذا أو ذاك. وهل يستحق الفائز هذه الجائزة أو لا يستحقها. ولكن سوف نبقى لا نعرف حقيقة كيفية اختيار ألفائزين وما هي الأسباب التي أدت إلى حصولهم على الجائزة. ولكن على ما يبدو أن الدول العربية ومجتمعاتها ليست قلقة, لأن هذا الموضوع ليس مصدر قلق بالنسبة لها. والسبب الوحيد هو أن الموضوع غير مهم, لأنها لا تنافس على هذه الجوائز. والجواب نجده عند الدول العربية, ويا ليت لنا أن نعرف منهم, الأسباب التي تمنعهم الخوض في منافسات كهذه, التي تعتبر من أفضل الجوائز العالمية على الإطلاق!
ما هي جائزة نوبل ومن يستحقها؟
جائزة نوبل سميت على أسم ألفرد نوبل السويدي الجنسية الذي ولد سنة 1833 وتوفي سنة 1896 , نوبل تعلم الكيمياء, وهو من أكتشف مادة "الديناميت" ونجح في اكتشاف وتصنيع عدة مواد تفجيرية, مما أدى إلى كسبه الأموال الطائلة في هذا المجال حيث قدرت ورثته بمبلغ يقدر اليوم ما يقارب 104 مليون دولار. قبل موته طلب في وصيته استثمار أمواله في مؤسسة تمنح 5 جوائز لعلماء ذات تحصيل ونشاط علمي مميز في مجالات: الكيمياء. الطب, الفيزياء, الأدب والسلام. ومنذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا تمنح هذه الجائزة بمبلغ عشرة ملايين كورونة سويديه ( ما يقارب 1.4 مليون دولار) لعلماء أو أشخاص الذين ساهموا في تطوير العلم أو عملوا من أجل الإنسانية. وفي سنة 1969 أضيف مجال الاقتصاد موضوع, لم يذكر في وصية نوبل, لذلك هذه الجائزة ممولة عن طريق البنك السويدي.
كيف يتم اختيار الفائز؟
توجد لجنة مكونة من 5 أعضاء مختصة في كل مجال من الستة مجالات التي ذكرت أعلاه من الأكاديمية الملكية السويدية. ما عدا لجنة جائزة السلام مكونة من 5 أعضاء لجنة نوبل النرويجية يتم انتخابهم عن طريق البرلمان النرويجي. طريق اقتراح المرشحين واختيار الفائزين يتم بصورة مميزة ومعقدة جدا.
الترشيح يتم من خلال الآلاف الذين يقترحون اسم مرشحهم, وبعد فحص هوية المرشحين يدخل إلى طريقة الانتقاء أي "الغربلة " حتى تتوصل اللجنة إلى الفائز. تقديم الترشيح منوط في برنامج زمني محدد, وفي أكتوبر من كل سنة يتم الاختيار والإعلان عن الفائزين, وفي كل 10 من ديسمبر في كل سنة (يوم وفاة ألفرد نوبل) تتم تسليم الجوائز. توجد أمكانية فوز لأكثر من شخص في كل مجال, لذلك تتقسم الجائزة على عدد الفائزين. لهذه الجائزة أهمية كبرى وتعتبر من أفضل الجوائز العالمية, هي من الناحية التحصيل العلمي, وهي من الناحية المادية, وهي من ناحية المكانة العالمية.
إسرائيل قامت بترشيح ثلاث أشخاص لهذه الجائزة وهم الأديب عاموس عوز, والبروفيسور الفيزيائي يقير أهرونوف والدكتورة في الكيمياء عاده يونات. وحال أتى القرار عن الفائز في مجال الفيزياء, سمعنا شكوى وأنين البروفسور الفيزيائي يقير أهرونوف, حيث لم يكن من بين ألفائزين. حقيقة كان كلامه مثيرا للسخرية والاشمئزاز, لأنه أتهم اللجنة باتخاذ قرارها من دوافع سياسية وحتى دوافع "لا سامية " وأردف قائلا أن الدوافع غريبة وليست مهنية, لأن حسب رأيه الموضوع والتحصيل الذي وصل أليه لا يقارن بتحصيل واكتشافات الفائز. ليس مرة بل مرارا وتكرارا ُتتهَم المؤسسات العالمية أو الشعوب في " أللا سامية ". إذا قام أي شخص أو مؤسسة ما بانتقاد الحكومة الإسرائيلية على تصرفاتها, أو أي مؤسسة إسرائيلية, أو أي إسرائيلي حتى لو قام بعمل جنائي, يتهم "بأللا سامية ". حكومة إسرائيل ومواطنيها تعلموا ابتزاز العالم باتهامات فارغة بداعي
" اللا سامية " والعنصرية اتجاههم. لم يخجل البروفيسور أهرونوف بالتفوه في مثل هذه الاتهامات رغم أنه يعلم علم اليقين, أن خلال آخر 10 سنوات فاز 5 إسرائيليين في جائزة نوبل. ألم يكن قرار اللجنة في آخر 10 سنوات خاطئ؟ ألم يكن بالحري من الفائزين أن يدعوا " اللا سامية " لإعطائهم جوائز نوبل, ولذلك عليهم إرجاعها؟ إذا لم يكن ما يقوله البروفيسور محزن ومثير للشفقة, لكنت قد ضحكت! ولكن لم يطل الوقت على الأقوال التافهة للسيد أهرونوف حتى أتى قرار لجنة نوبل للكيمياء, ومنح الجائزة للدكتورة يونات الإسرائيلية مع عالمين أمريكيين شاركوها في الجائزة . وليثبت للقاصي والداني أن اختيار الفائزين هو من دوافع لا علاقة لها باتهامات السيد أهرونوف.
نعم ثار غضبي عندما سمعت أقوال البروفيسور أهرونوف, ولكن ثار بركان غضبي أكثر عندما فتشت عن اسم فائز عربي بجائزة نوبل ولم أجد أثر لأسم عربي حتى لو كان يعيش في بلاد الغرب. الوضع في بلادنا العربية ليس محزن فقط, وإنما مخجل. منذ سنة 1988 لم يفز في جوائز نوبل العلمية سوى الأديب نجيب محفوظ وبعده في سنة 1999 البروفيسور أحمد زويل في موضوع الكيمياء. لم أذكر حاصلي جوائز نوبل العرب للسلام لأن الجائزة ليست علميه, لذلك عذرا من المرحوم أنور السادات والمرحوم ياسر عرفات والسيد محمد ألبرادعي. أليس محزنا أن عدد المواطنين العرب في العالم ما يقارب 320 مليون نسمة, وآخر عشرة سنوات يحصل على جائزة نوبل للعلوم شخص واحد فقط, بينما إسرائيل لوحدها أخرجت 5 حاملي جوائز نوبل!؟
على ضوء هذه النتائج يجب على الدول العربية أن تشجع التعليم والعلم, وأن تبني المختبرات المتطورة والمتقدمة أمام علمائها في الجامعات, وأن تفتح مؤسسات للبحوث العلمية, وأن تضع حسابات مفتوحة أمام العلماء. ألم يعتز كل عربي بالعلماء العرب الأوائل الذين وضعوا الأسس للعلوم مثل الرازي, والخوارزمي, وابن سينا, وغيرهم وعلى هذه الأسس تقدم العلم في الغرب وتطور؟ ألم يعتصر القلب حزنا عندما نبقى نعتز بالماضي ونرى الحاضر مظلم وليس لدينا بصيص أمل في آخر خندق المستقبل؟ وأخيرا وليس آخرا لنتبع الآية التي تقول:
"وقل ربي زدني علما "!

مقالات متعلقة