الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 06 / مايو 06:02

الحصار الاسرائيلي يدفع مئات الشباب الغزيين الى هاوية المخدرات

اماني حصادية مراسلة
نُشر: 14/10/09 13:10,  حُتلن: 21:41

* بالطبع انا اهتم لامر الاولاد, ولكن (مع تناول المسكنات) لا تكاد تشعر بالخوف او الذعر

* تحت الحصار ارهقتهم البطالة والعنف ودمار الحرب, يلجأ الغزيون الثكالى الى المخدرات هربا من واقعهم المرير

* عدد المدمنين على المخدرات في القطاع في ازدياد ورغم محاولة قوات حماس كبح جماح الظاهرة الا انها باءت بالفشل

* تعليمات المنتج الملحقة بالدواء المذكور حذرت من تعدي الجرعة اليومية على مجمل 300 ميلي غرام, فيما كان ابو احمد يتناول 800 ميلي غرام في اليوم الواحد


ينقل مراسل الاندبندنت في الاراضي المحتلة دونالد ماكنتاير, قصص واقعية تعكس الحياة او الموت ان صح التعبير في غزة, الذي جر العديد الى الادمان هربا من واقع مرير. فبعد حديثه الى طاقم الطب النفسي تعرف على حكايات لاشخاص آل بهم الحال الى الادمان. ففي افتتاحية تقريره قال ان ابو احمد امضى مدة العدوان الاسرائيلي على غزة مطلع العام في دوخان. فرغم قصف منطقة سكناه واجتياح القوات الراجلة الاسرائيلية لها وضربها بالفسفور الابيض لم يشعر ابو احمد بالذعر الكبير! هذا لان ابو احمد والذي يناهز عمره الخمسة واربعين, الاب لعشرة اطفال, كان يهرب من الخوف والذعر والدمار الذي حل ببلده بتناوله وابتلاعه لوائح من مسكن الالام, ترامادول. ثم يقتبس ماكنتاير قول ابو احمد: "بالطبع انا اهتم لامر الاولاد, ولكن (مع تناول المسكنات) لا تكاد تشعر بالخوف او الذعر". ان تعليمات المنتج الملحقة بالدواء المذكور حذرت من تعدي الجرعة اليومية على مجمل 300 ميلي غرام, فيما كان ابو احمد يتناول 800 ميلي غرام في اليوم الواحد. ثم يمضي الكاتب الى القول ان عادة الادمان هذه صارت متفشية في جميع انحاء القطاع ومنذ عامين. فالحصار الخانق الذي تفرضه المؤسسة الاسرائيلية, والذي يعزل القطاع عن العالم والكفاح المسلح بين عناصر فتح وحماس الى جانب الدمار والتقويض الذي خلفته حملة الرصاص المسكوب الاسرائيلية الغاشمة, حمل كثير من اهالي القطاع الى اللجوء الى حبات الترامادول, الذي يتم تهريبه عبر القنوات من مصر هربا من الواقع المرير الذي يغشى القطاع.


وفي حديث لماكنتاير مع احد اطباء النفس العاملين في مؤسسة غزة للطب النفسي, الدكتور, حسن سيبان زيادة, قال الاخير ان عدد المدمنين على المخدرات في القطاع في ازدياد ورغم محاولة قوات حماس كبح جماح الظاهرة الا انها باءت بالفشل. وقد اكد الدكتور اهم ثلاثة عناصر تقف خلف هذا التصاعد في عدد المدمنين هي: الحصار, الفرقة الداخلية, والحرب. ثم يعود ماكنتاير الى استكمال سرد قصة ابو احمد من غزة. فيقول ان ابو احمد كان يعمل كسائق سيارة اجرة قبل الحصار غير ان فرضه أل دون عمل ما يقارب 100 الف غزي. "بعد فرض اسرائيل الحصار الخانق يونيو 2007 فور سيطرة حركة حماس على القطاع, لم يتبقى امام الناس سوى الجلوس في الشوارع واحتساء الشاي او القهوة" قال ابو احمد. بعد ذلك عانى ابو احمد من صداع مزمن فاقترح عليه احد الاصدقاء تناول حبات الترمادول. وعلى الرغم من تناول العديد من اصدقاءه الدواء ظنا منهم انه يحسن الاداء الجنسي لدى الرجل, فقط لجأ اليه ابو احمد ليهرب قليلا من الواقع الذي يعيشه هو واسرته التي تتألف من 12 نفرا. ولكن لم يمض الوقت الكثير حتى صار ابو احمد مدمنا على الدواء المسكن. فتدرج من تناول حبة واحدة في اليوم الى ثلاثة فاربعة فثمان. قال ابو احمد ان الحصول على الترمادول كان في البدء يسير فكان متوفرا في الصيدليات وكان البعض يبيعه مهربا في الشوارع. الا ان محاولات حركة حماس القضاء على الظاهرة وشنها هجوما على احدى الانفاق التي تهرب الدواء جعل من توفر الدواء امرا صعبا ونادرا. الامر الذي حمل ابو احمد الى ان يقرر الفطام عنه. الا انه وجد الامر غاية في الصعوبة, الام في جميع انحاء الجسد وصداع قاتل ومجرد حبة من الدواء تحولك الى انسان اخر. الامر الذي حمله الى اللجوء الى مركز الافطام الذي يعمل فيه الدكتور زيادة. قال الدكتور زيادة ان الوضع الذي يحمل اكثرية الرجال الى الادمان هو شعورهم بالعجز عن توفير الامن لاطفالهم او تلبية حوائجهم الاساسية. وهذا امر صعبا على رجال يعيشون في مجتمع كمجتمعنا الفلسطيني.


 

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.74
USD
4.02
EUR
4.69
GBP
240321.65
BTC
0.52
CNY