* تسرب مذكرة عباس السرية الى البيت الابيض اكدت خضوع الادارة الامريكية تحت جنح السيطرة والضغط الاسرائيلي

* عدد من القادة الفلسطينيين اعربوا عن خيبة املهم من ادارة اوباما, وان ثقتهم في مقدرتها احلال سلام في منطقة الشرق الاوسط تبخرت, متهمين الادراة الامريكية بالخضوع والرضوخ للضغط الاسرائيلي

كتب صباح اليوم مراسل صحيفة الجارديان البريطانية في القدس المحتلة, روري ماكرثي تقريرا تناول خيبة الامل الفلسطينية من اداء الادارة الامريكية بزعامة باراك اوباما فيما يتعلق بالنزاع الاسرائيلي الفلسطيني, وكما جاء على السنة بعض الساسة والقادة الفلسطينيين ان ثقة الشعب الفلسطيني بالرئيس اوباما ومقدرته على احلال سلام شامل في المنطقة قد "تبخرت".
وتقول افتتاحية التقرير: "اعرب عدد من القادة الفلسطينيين عن خيبة املهم من ادارة اوباما, وان ثقتهم في مقدرتها احلال سلام في منطقة الشرق الاوسط تبخرت, متهمين الادراة الامريكية بالخضوع والرضوخ للضغط الاسرائيلي".

جاءت هذه التعليقات في مذكرة سرية داخلية لساسة فلسطينيين في حركة فتح, يترأسهم الرئيس محمود عباس, تم تسريبها الى وكالة, الاسوسيتيد بريس للانباء. وقال التقرير ان المذكرة عبرت عن خيبة امل واسعة النطاق للشعب الفلسطيني. وجاء في المذكرة ان الرئيس اوباما عجز عند الضغوطات الموالية لاسرائيل والتي فعلها اللوبي الصهيوني في الولايات المتحدة والتي تتجلى من خلال تراجع الموقف الامريكي وحدة لهجته فيما يتعلق بوقف الاستيطان الاسرائيلي على الاراضي الفلسطينية, علاوة على عجزه عل خط اجندة واضحة الملامح لبدأ المفاوضات في الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني.
وقال التقرير ان المذكرة مترخة ليوم الاثنين الماضي تسربت من مكتب القيادي في حركة فتح, محمد غنيم الذي يعتبر الرجل الثاني في الحركة. والذي عاد الى الضفة الغربية في وقت سابق من هذا العام بعد مضيه اعوام في المنفى. وهو صاحب الموقف اللاذع لاتفاقيات اوسلو التي ابرمت منتصف التسعينات مدعيا انها قدمت تنازلات كثيرة للاسرائيليين.
ان الموقف الفلسطيني من الادارة الامريكي الذي انعكس من هذه المذكرة السرية يتشاطره العديد من القادة والسياسيين الفلسطينيين ومن ابرزهم محمد دحلان الذي جاء على لسانه انه قال مطلع الاسبوع: "انه يشعر بخيبة الامل والقلق الشديد من الادارة الامريكية".
وجاء في التقرير ايضا شهادة على ان لهجة الادارة الامريكية في حديثها عن المستوطنات قد اتخذت منحنى اكثر لينا, قما عادت تطالب بتجميد تام للمستوطنات الاسرائيلية انما تكتفي اليوم بطلب كبحها!  هذا وقال ماكرثي بنبرة تهمكية ان مباشرة وفتح سبل الحوار بين طرفي النزاع يصعب حتى على الرئيس الحائز على جائزة نوبل للسلام, باراك اوباما.

المصافحة وآثارها
ويسترسل التقرير, ان النقد اللاذع القادم من جهات مسؤولة من ابناء الشعب الفلسطيني تاتي بعد مرارة تذوقها الشعب اثر بعذ الخطوات التي اتخذها عباس في الاونة الاخيرة من اهمها موافقته على لقاء ومصافحة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتانياهو في نيويورك في الدقيقة التسعين رغم علمه ان نتانياهو لم يواقف بعد على تجميد مطلق للمستوطنات وهو الشرط الاساسي الذي اعتمده الجانب الفلسطيني كشرط لبدء الحوار مع الاسرائيليين. اما الصفعة الكبرى فقد وهها عباس الى شعبه سحب دعمه لتقرير غولدستون الذي كان سيشفى قلوبا غزيين كثر راحت ابنائهم ضحايا العدوان على القطاع اوائل العام الجاري, اذ قد يعرض التقرير كيار جنرالات الجيش الاسرائيلي الى مواجهة لوائح اتهام تدينهم باقتراف جرائم حرب اثناء العدوان.

زعزعة الثقة بالادارة الامريكية
واتهم عباس برضوخه للضغوطات الامريكية اثر سحب دعمه للتقرير الامر الذي انتقدته بشدة حركة حماس في غزة. ومن المدهش ان زعزعة الثقة بالادارة الامريكية ومقدرتها على احلال السلام لم تتوقف على الجانب الفلسطيني فحسب بل طالت جهات اسرائيلية, خاصة وقد صرح وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور لبيرمان انه لا يمكن التوصل الى سلام كامل مع الفلسطينيين الا في وقت متأخر وبعد سنوات طوال.