الأهالي من مصمص وام الفحم والوسط العربي يشهدون ابرام وثيقة الصلح ووضع حد لنزاع دام 9 سنوات

"ما أحسن هذه اللحظات التي نشهد فيها الصلح بين الأخوة أبناء العائلة الواحدة , تحقيقا لقوله تعالى :والصلح خير"، بهذه الكلمات استهل الشيخ ابراهيم مفيد عضو لجنة الصلح عرافته للموقف المهيب الذي شهدته أم الفحم – منطقة السوق البلدي – أمس الاثنين وجمع بين آل المرحوم جميل ابراهيم وآل أحمد سعد من قرية مصمص , في عرس الصلح بينهم, بعد نزاع دام 9 سنوات . ووسط تكبيرات المئات من أهالي مصمص وأم الفحم وانحاء الوسط العربي دخل أفراد العائلتين إلى ساحة السوق البلدي يرافقهم وجهاء الصلح في المنطقة , حيث التقى أبناء العائلة الواحدة  في وسط الساحة وتبادلوا رايات الصلح فيما بينهم لتلتقي كذلك القلوب والأيادي في مشهد مهيب .



هذا وبعد أن رحب عريف الحفل الشيخ ابراهيم مفيد بالحضور على مشاركتهم في اللقاء , توجه بشكره إلى وجوه الخير التي ساهمت في إنجاز الصلح, وشكر بصفة خاصة السيد زياد أبو جارور على دوره في الجمع بين المتخاصمين وجهوده المبذولة , بالليل والنهار من أجل الوصول لهذا اليوم .
بعد تلاوة عطرة لآيات من الذكر الحكيم من الشاب محمد مصطفى محاميد , كانت الكلمة الأولى لرئيس بلدية ام الفحم الشيخ هاشم عبد الرحمن واستهلها بالقول :" جزاكم الله خيرا يا أحبتنا في العائلة الواحدة حيث جمعتمونا على خير وجزى الله خيرا كل من قال كلمة طيبة مباركة, فكم من طيب قال كلمة طيبة درأ فيها الفساد ".

وتوجه الشيخ هاشم بدعوته للحضور لإحياء الإصلاح فيما بينهم ونبذ كل مسببات الخلاف والشحناء , وتوجه بدوره الى السيد زياد أبو جارور – ابو طارق - :" يا أبا طارق عرفت الكثير من الخيرين وأنت منهم فلولا فضل الله وجهود الخيّرين وأنت على رأسهم ما وصلنا إلى هذا الموقف ".
ثم تحدث الشيخ توفيق عسلية – رئيس محكمة الاستئناف الشرعية سابقا – فأكد على القيمة الشرعية للإصلاح بين الناس وأشاد بالعائلتين على تجاوبهما مع لجنة الصلح .



رئيس الحركة الاسلامية الشيخ رائد صلاح قال في كلمته :" في مثل هذه الأجواء التي تبث فيها معاني المحبة والتسامح والتواصل , نتقدم بالشكر الجزيل لمن ساهموا بإنجاز هذا الصلح المبارك ".
" وأذكر اخواني الحضور بأننا كلنا يطمع بزرع الصلح في قلوبنا وبيوتنا ومجتمعنا , وصناعة الصلح تبدأ بالصلح مع الله , عند ذلك سيعم كل صلح كريم في مسيرة حياتنا وتظللنا رحمة الله " .



وذكّر الشيخ رائد بعظمة حديثه صلى الله عليه وسلم القائل :" لحرمة المؤمن عند الله أعظم من حرمة الكعبة " داعيا إلى ضرورة المحافظة على الحرمات حفظا للعهد مع الله .
ثم تحدث عضو لجنة الصلح أبو رياض شتيوي مشيدا بالموقف وجهود الخيرين للتوفيق بين العائلتين , وأشار إلى نعمة الخير والاصلاح بين الناس وتمنى أن يكتب لهذا اللقاء والصلح النجاح ويكون أصحاب الشأن عند العهد .



في كلمته , توجه السيد زياد أبو جارور بالشكر لله تعالى على نجاح الجهود في اصلاح ذات البين بين الأخوة مثمنا موقف العائلتين على تجاوبهم الطيب في هذا الجانب , كما شكر كل الخيرين الذين شاركوا بمساعي الإصلاح بين الطرفين .
ثم كلمة الدكتور محمود مصالحة- أحد وجوه الاصلاح- وتطرق فيها إلى اسباب الخلل والفوضى التي تسود مجتمعاتنا وضرورة أن تبذل الجهود لمواجهتها وشكر في الختام جاهة الصلح ودعا العائلتين إلى فتح صفة جديدة من الأخوة والتواصل .



الرائد أمل خليل قائد شرطة ام الفحم , ألقى بدوره كلمة اعرب فيها عن تضامن الشرطة مع جهود الاصلاح بين الناس وشكر أفراد العائلتين على تلبيتهم لمطلب الصلح .
كلمة آل أحمد سعد ألقاها باسمهم الاستاذ صبيح أحمد وقال فيها :" نتقدم نحن أفراد عائلة أحمد سعد بالشكر لكل من ساهم بإنجاز الصلح ونسأل الله أن يكون اجتماعنا هذا نهاية لكل المشاكل , ونعاهدكم بفتح صفحة بيضاء يكون عنوانها قوله عز وجل :" والصلح خير ".



ثم كلمة آل المرحوم جميل ابراهيم , ألقاها السيد مروان جميل " جئناكم لنرفع راية السلام , ولنزيل الغمامة السوداء عن رؤوسنا ".
وأضاف :" اشكر الجميع فردا فردا وكل من عمل من أجل الصلح , وأخص أهلنا من مصمص العزيزة الذين بذلوا الجهود الكبيرة على مدار السنين ونشكر كذلك أبناء عائلة بدير وكل لجان الصلح المتعاقبة على انهاء النزاع بيننا نحن أبناء العمومة ".



هذا وقام كل من المتحدثين وعدد من الوجهاء ومندوبي العائلتين بعقد العقد في رايات الصلح تأكيدا على انجازه ونفاذه , وتثبيتا لمبادئه , كما وقع عشرات المشاركين من الضيوف ووجهاء المنطقة بالتوقيع على وثيقة الصلح بين العائلتين تعزيزا لها وتخليدا لميثاقها .
وختم الشيخ ابراهيم  مفيد , حفل مراسم الصلح بالدعاء إلى الله أن يوفق جهود الخيّرين والعائلتين لما يحبه ويرضاه وشكر الحضور على صبرهم حتى نهاية المراسم.