الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 19 / مايو 02:02

أوباما يفوز بجائزة نوبل للسلام! بقلم: المحامي سامي أبويونس

كل العرب
نُشر: 11/10/09 17:21,  حُتلن: 07:30


* ألقى خطابه المعتدل اتجاه العرب المسلمين. وخطابه كان إعلان نوايا حسنه لفتح صفحة جديدة مع العلم العربي والإسلامي..

* بلا شك انتخابه دخل التاريخ, وسوف يدون في كتب التاريخ. ولكن الرئيس الأمريكي يمتحن في أفعاله وليس في نواياه

اليوم قررت لجنة نوبل للسلام منح الرئيس الأمريكي باراك أوباما جائزة نوبل للسلام. القرار أستفز البعض, وواجه رضا البعض الآخر. عادة تمنح جائزة نوبل على عمل الفائز بلا كلل وبصورة دائمة من أجل السلام. أما اليوم لقد طل علينا رئيس اللجنة النرويجي لجائزة نوبل عبر شاشات التلفزة ليبشر لنا اسم الفائز. وما أن نطق باسم باراك أوباما, حتى سمعنا صدى أصوات الاستغراب وعدم الرضا من الحاضرين. وحين طلبت وسائل الإعلام عن الدوافع التي أدت إلى قرار منح الجائزة لأوباما, كان الرد أن اللجنة قررت بسبب " عمل الرئيس الأمريكي للسلام العالمي وعمله لتقليص السلاح النووي في العالم" ومحاولته في " نشر الأمل لمستقبل
أفضل "! القرار لم يفاجئ الكثيرين فقط, وإنما فاجأ أوباما نفسه. أوباما تسلم منصبه في شهر يناير 2009 , وعلما أن باب الترشيح لجائزة نوبل للسلام أنتهى في 3 فبراير 2009. أي أن ترشيح باراك أوباما للجائزة أتى بعد تسلمه منصب الرئاسة بأقل من شهر. هذا ما يعني أن ترشيح أوباما كان حسب نواياه التي كان ينتهجها في كل خطاباته.
الرئيس الأمريكي أوباما حضر إلى مصر في شهر يونيو 2009 , وهناك ألقى خطابه المعتدل اتجاه العرب المسلمين. وخطابه كان إعلان نوايا حسنه لفتح صفحة جديدة مع العلم العربي والإسلامي, وبداية جديدة مبنية على مصالح مشتركة واحترام متبادل. وهذا ما لم تعتاد عليه الدول العربية والإسلامية في عهد إدارة الرئيس بوش الذي سبقه.
هذه كانت نوايا أوباما وما زالت في إطار النوايا وحتى الآن لم تترجم إلى أفعال. وإنما على العكس الأمور تتفاقم من يوم إلى آخر. أوباما طلب من الحكومة الإسرائيلية تجميد الاستيطان, من أجل دعم الحوار الإسرائيلي الفلسطيني وتقدم العملية السلمية في الشرق الأوسط. وهذا الطلب ليس فقط يرفض, وإنما يزيد الحكومة الإسرائيلية تعنتا, ويزداد البناء في المستوطنات, وتضيق حرية التحرك الفلسطينية من يوم إلى آخر. ,أفضل دليل على ذلك ما يحدث في القدس, والوضع المزري الذي يعيشه الفلسطينيون في غزة. إذا لا تكفي النوايا, شعوب المنطقة يجب أن تشعر بأن هذه التصريحات تترجم على أرض الواقع.
أما النوايا الأخرى التي عزم عليها الرئيس الأمريكي هي الخروج من العراق وأفغانستان. حتى يومنا هذا لم نسمع على الخروج أو حتى تقليص القوات الأمريكية في المنطقة, وإنما العكس هو الصحيح. مؤخرا أدلى أوباما بتصريحات تؤكد نيته بتعزيز القوات الأمريكية في أفغانستان.
أهم تصريحات أوباما كانت إغلاق سجن "غوانتانامو" خلال سنه, لكن مؤخرا صرح موظف كبير في الحكومة الأمريكية بأن الحكومة لا تستطع أن توفي بوعدها بالوصول إلى هدفها الذي نصبته أمام عينيها.
أوباما صرح بأنه سوف يعمل جاهدا على تقليص الأسلحة النووية في العالم. نعم .. أنه يحاول الحوار مع إيران, رغم أن لا دليل على ذلك أن إيران تسعى للحصول على أسلحة نووية, على الأقل هذا ما توصلت أليه الوكالة النووية الدولية. ولكن ماذا عن الترسانة النووية الإسرائيلية؟ هل يجب انتقاء الدول التي تمتلك أسلحة نووية والتي لا تستطع امتلاك أسلحة كهذه؟
الشيئ الوحيد الذي يجب الاعتراف به, بأن أوباما أنتهج طريقة معتدلة وسلمية أكثر من سابقه, عندما قرر عدم نصب منصات صواريخ دفاعية على أراضي بولندا والتشيك أو أراضي أوروبيه أخرى. ألقرار أتخذ على يد أوباما, ولكن القرار لا يقول بأنه أبدي, ولا يقول لنا ما هي الأسباب والدوافع التي وقفت ورائه. الوضع الاقتصادي في الولايات المتحدة سيئ , وهذا قد يكون أحد الدوافع التي شجعت أوباما على اتخاذ مثل هذا القرار.

انتخاب أوباما رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كان بمثابة ثورة اجتماعية في المجتمع الأمريكي, ومعظم شعوب العالم فرحت لانتخابه, وهذا جلب التفاؤل والأمل لكثير من الشعوب. بلا شك انتخابه دخل التاريخ, وسوف يدون في كتب التاريخ. ولكن الرئيس الأمريكي يمتحن في أفعاله وليس في نواياه, ولديه أكثر من 3 سنوات في هذا المنصب ليثبت نفسه, ولنستطيع أن نحكم, إذا كان انتخابه ايجابيا لبلاده وللعالم أجمعه, وحتى شعبه يحتاج إلى هذه المدة حتى يستطيع الحكم عليه, وعندئذ ينتخبه مرة أخرى أو ينتخب غيره . وبما أن جائزة نوبل للسلام تمنح على ألأفعال, نحن الشعوب لم نر هذه الأفعال, وإنما سمعنا تصريحات لا غير! وإذا أوباما بنفسه يقول : أنا لا أستحق هذه الجائزة. لذا ليس لنا الحق أن نعارضه على الأقل في هذا الموضوع!

مقالات متعلقة