الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 11:02

المصالحة الفلسطينية بين تجارة الأنفاق- بقلم: عكرمة ثابت

كل العرب
نُشر: 11/10/09 16:10,  حُتلن: 07:45


* الواحد منا أصبح خجولا من تعريف نفسه أمام الآخرين والبعض أضطر لحزم أمتعته وغادر الوطن الذي عشقه وناضل من أجله

* ألم تكفيكم أنماط البطش والتنكيل - التي ابتكرتموها - بشعبكم المقهور في القطاع ؟... ألم يكفيكم المتاجرة بدماء الشهداء ومعاناة الاسرى والجرحى والمنكوبين ؟

* غزة ، ويا حسرتنا على أوضاع أهلنا في غزة ، فوق موج البحر تبتلعها الأنفاق وتحت سردايب الرمل يتاجر بالإتفاق ... الأنفاق ، ويا فظاعة الحديث عن خفايا الأنفاق

عامان وربما اربعة ... وقد تزيد – لا قدر الله – ونحن ندور في دائرة غير منتهية إسمها "الوفاق والمصالحة " ، نحاول إقناع جمهورنا الذي سئم الأكاذيب ولم يعد يطيق سماع سيمفونية الحوار المزعجة ، لدرجة أن الواحد منا أصبح خجولا من تعريف نفسه أمام الآخرين والبعض أضطر لحزم أمتعته وغادر الوطن الذي عشقه وناضل من أجله ، تماما كما حزم آلاف المسيسين أجسادهم وأستقلوا عن تنظيمات كانوا ينتمون لها ويشكلون فيها ركائز مفصلية .
منذ أن إنقلب أخوة لنا على قيمنا وأخلاقنا وصلة القرابة والمعاناة بيننا وبينهم ، وحزت سيوفهم المحففة بالحقد والكراهية أجسادا لم تنحني ولم تركع لبطش الإحتلال وغطرسته ، منذ ذلك اليوم الاسود ونحن نجتر الفشل تلو الفشل وننغمس بالتراجع تلو التراجع ، والانكى من ذلك كله أننا خرجنا عن حدود الأدب والأخلاق فصرنا من أشد الكاذبين وألعن الماكرين ، نمرر الخدع والمؤامرات على شعب احتضننا طويلا ودافع عنا كثيرا ، نعتلي الفضائيات والمنابر وننهال بكيل تهم التكفير والتخوين ونتخفي تحت ستار المباديء والوصايا بإسم الدين وتحت شعار حماية الأرض والمقدسات ، ولمرة واحدة وحتى هذه اللحظة لم نخجل من أنفسنا ومن إستمرار التمثيل في مسرحياتنا المفضوحة ، ضاعت البلاد وأنتهكت الاعراض والمقدسات وشوهت مسيرة الاسرى والشهداء وتقسّمت الاوطان وتقطّعت الاوصال ، ولا زلنا نكابر ونفاخر بأننا حماة الاقصى والمرابطين في اكناف بيت المقدس ، وأننا المقاومين المجاهدين الذين لا تتراخى لهم عزيمة ولا تذل لهم قصبة .
عشرات اللقاءات ومئات المحاولات لتجميع قوانا المتناثرة وتوحيد كلماتنا المتبعثرة ، ولا حياة لمن تنادي ، جميعنا أجمع أن وحدتنا هي الصخرة التي تتحطم عليها كل مؤمرات النيل من تضحيات شعبنا ومن أهدافه الوطنية ، وحتى الآن لم نثبت ما نقول وعلى العكس تماما أثبتنا أننا نحن الصخرة التي ستتحطم عليها وحدة الشعب وطموحاته وأمانية ... حوارات ولقاءات ووسطاء شرقيون وغربيون ، ولا حياة لمن تنادي !!!
غزة ، ويا حسرتنا على أوضاع أهلنا في غزة ، فوق موج البحر تبتلعها الأنفاق وتحت سردايب الرمل يتاجر بالإتفاق ... الأنفاق ، ويا فظاعة الحديث عن خفايا الأنفاق ، ملايين الدولارات مقابل آلاف الصفقات ... وأي صفقات !!! صفقات المتاجرة بعرق الناس ودم الفقراء وكرامة وشرف الغلابا المخلصين ... أنفاق وصفقات ، معاذ الله من الحديث بها ، نخجل من وصفها وذكر اسماء المتورطين فيها ومواجهة اولئك الذين يدعون أنها أساليب لمقاومة الحصار ، وللاسف تحت شعار الدين !!!
فإلى متى ؟!!! وإلى أين ستوصلكم أنفاق الظلم التي لا نور في نهايتها ؟!! إلى أين ستأخذون شعبكم الذي لم يتبقى له من الحياة إلا كرامتها الممتهنة بحقدكم ووحشيتكم ؟!! وماذا ستحققون بعد سنوات التيه التي أغرقتم أنفسكم قبل أن تغرقوا أمتكم فيها ؟!! وعن أي مقاومة تتحدثون ؟!! عن مقاومة وحدة شعبكم وتوحيد كلمته ؟!! أم عن مقاومة الفساد بإفساد الشعب ورعاية المفسدين ؟!! حللّتم المحّرم وحرمّتم المحّلل ، تحت شعار نشر الفضيلة !!! إخترعتم " لجان الفضيلة لمكافحة الرذيلة " لتحموا بها رذائل تجارتكم غير المشروعة ، فهل هذا هو الدين ؟!! حاشى لله ، فإلى متى بربكم ومتى ستفيق فيكم نخوة الدين ؟!! .
ألم تكفيكم أنماط البطش والتنكيل - التي ابتكرتموها - بشعبكم المقهور في القطاع ؟... ألم يكفيكم المتاجرة بدماء الشهداء ومعاناة الاسرى والجرحى والمنكوبين ؟.. ألم تشبعوا من تكديس الاموال ومن الثراء من عمليات التهريب والتفنن بها ؟!! ومتى ستنتهوا من أساليب الخداع والتضليل والتباكي على جرائم أنتم أكثر المتورطين فيها ؟!!!
لقد آن الأوان كي تعودوا إلى رشدكم وهديكم ... آن الأوان كي تعودوا إلى حضن وطنكم وشعبكم الذي ما عاد يحتمل جنوحكم وظلمكم ... وعندما تعودوا سيكون للمستقبل بداية وللحديث بقية .
 

مقالات متعلقة