لم تتخيل العروس لينا موسى حسين اليمني (21 عاما) من الخليل في أكثر كوابيسها وأضغاثها فظاعة أن يتحول فرحها الكبير إلى اكبر أتراحها حينما فقدت عريسها وشريك حياتها وهي تكاد لم تخرج بعد من عش الزوجية خلال شهر العسل. وكانت المأساة قد وقعت حينما غرق العريس محسن عبد الفتاح كبها من قرية أمدار قضاء جنين يوم السبت الماضي في بركة استحمام في احد فنادق مدينة العقبة التي أمها وعروسه لقضاء شهر العسل لتتحول أجمل أيام العمر إلى ابلغها بشاعة وأشدها ألما. في حديث هاتفي استعادت ما جرى العروس التي شاء القدر أن يحولها إلى أرملة وهي لا تزال في عمر الورد وفي ريعان الشباب لموقع" العرب" أمس فقالت أنها وزوجها يمما مدينة العقبة الأردنية لقضاء شهر العسل في الأسبوع المنصرم ولم يمر يومان حتى وقعت الواقعة وأضافت" ذهبنا إلى شاطئ البحر الأحمر لكن محسن سرعان ما عدل عن رأيه وفضل السباحة في بركة الفندق بسبب برودة ماء البحر وقوة الرياح على شطانه.وفيما مضى يعوم كنت أتجول في محيط البركة وفجأة لاحظت أنني لم اعد ألحظه بالماء  فسرت بي قشعريرة ولما تيقنت انه خارج البركة بدأت ابحث عنه خارجها ولكن دون جدوى فصرت أنادي بأعلى صوتي احد أصدقائه، علي، وأنا أقول: محسن غرق .. محسن غرق.. فنفى علي ذلك بالحال واخذ يطمئنني وسارع إلى البحث عنه داخل البركة دون أن يعثر عليه. وما لحظات حتى تنبهت إلى قيام بعض الشباب بإخراج شاب أخر من البركة وعندها قلت في سري وقع ما كنت أخشاه ".
وأشارت لينا التي تحدثت عن الحادثة بحسرة بعدما التزمت الصمت جراء الصدمة طيلة ثلاثة أيام إلى أن عريسها كان قد غاب عن الأنظار لنحو أربع دقائق لافتة إلى أن أقصى عمق لمياه البركة يبلغ مترين وأضافت" قالوا لي في محاولة للتخفيف عني أن عمره قد انتهى ولكن لو تواجد المنقذ أو الإسعاف وقتذاك لربما نجا محسن من الموت." وردا على سؤال قالت لينا أن زوجها كان يجيد العوم منوهة إلى انه كان يدأب على السباحة في مدينة رام الله حيث يقيمان وانه كان يرافق أصدقاء له في زيارات استجمامية لغرض السباحة وانه كان يبلغها انه يجيد هذا النوع من الرياضة.
وأوضحت لينا أنها بقيت في الفندق بعدما حضرت سيارة الإسعاف ونقلت زوجها إلى مستشفى الأميرة هيا في المدينة وأضافت وهي تكفكف دمعاتها" لم اعرف ما افعل وبلغتني الشرطة انه يخضع للعلاج في قسم العلاج المكثف فصرت أتمنى واصلي من اجل شفائه ولاحقا أدركت أن هذه كانت محاولة لكسب الوقت ريثما يبلغوا الأهل بالحادثة خاصة أن محسن وصل المستشفى وقد فارق الحياة."
في حديث لموقع" العرب" قال الصحفي نعمان كبها الذي تواجد وقت الحادثة في المدينة للمشاركة في مؤتمر إعلامي أن احد أصدقائه في المدينة هاتفه وابلغه عن شائعة تتحدث عن غرق احد أبناء عائلته وأضاف " على الفور غادرت مقر إقامتي في فندق الموفمبيك للشرطة الأردنية التي أكدت وقوع الحادثة وأبلغتني انه يخضع للعلاج في المستشفى ولما وصلت لهناك قالت الممرضة " البقية بحياتك" ولم أتمكن من التعرف عليه بسهولة وكذلك  زوجته لم تعرفه أيضا حينما استدعاها الطبيب الشرعي بسبب انتفاخه وتحول لونه من الأبيض للأزرق".
ولفت كبها إلى المصاعب الجمة التي رافقت عملية إنهاء الإجراءات والاتصالات اللازمة لنقل جثمان قريبه الذي دفن الثلاثاء في قريته أمدار شمال الضفة الغربية.