الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 20 / مايو 01:02

الكاتب زهير دعيم يؤكد:رًدّ سيفك وأصنع سلامًا ، وازرع محبة ، فتحصد طمأنينة

كل العرب
نُشر: 05/10/09 21:44,  حُتلن: 09:03


" رُدّ سيفك إلى مكانه ، لأنّ كلّ الذين يأخذون بالسّيف ، بالسّيف يهلكون"...

في بستان الحياة الأجمل المُزنّر بالسّلام ، تخضرّ النفوس وتُزهر الأرواح كما السوسن السابحة أقدامها العارية بمياه الشلال.

في بستان السلام الهامس ، تسكن الطمأنينة وتستظلّ تحت كَنَف الشّابّ ألجليليّ .

على مدرج السلام تسيل الألحان عذابًا من أغنية : " أحبّوا أعداءكم ، باركوا لاعنيكم...." فترتلها الأجواء وتتنفسها الخليقة عطرًا شذيًا.

رُدَّ سيفك يا بطرس ، فالسّيف جارح ، مؤلم ، لا يليق بعهدٍ جديد تاجه الفداء وإكليله النعمة.

رُدّ سيفك وبلسم الجروح بمرهم المحبة ، وعلِّق الخطايا على صليب العار واهتف: الرحمة أعظم من الذبيحة واهمّ.

رُدّ سيفك يا بطرس وأنصت الى لحن الحياة المنبعث من كتاب الأزل والأبد " ما أجمل أقدام المُبشّرين بالسّلام ، المُبشّرين بالخيرات ".

رُدّ سيفك إلى غِمده ، بل اطرحه جانبًا ، فالصدأ أوْلى به.

ويهدأ صيّاد السمك ، يهدأ ابن كفر ناحوم ، الذي عارك العاصفة والموجات الشّقيّات ....يهدأ فهو في حضرة الملك ؛ ربّ السّلام ...في حضرة من صنع السلام وتنفّسه وجبله ولوّنه ونثره أقحوانًا على تلال الدّنيا وجبالها.

يهدأ الصّيّاد وهو يرى العريس الجليليّ ، وبيده الحانية ، الشّافية ، يعيد أذن ملخس إلى مكانها كأمهر طبيب .

يهدأ الصّيّاد الخشن ، الذي آمن إلى سنوات مضت بـ " السّنّ بالسّن والعين بالعين "

يهدأ الصيّاد الذي اعتقد قبل أكثر من ثلاث سنوات بأنّه من الشعب العظيم ومن خير أمّة ، وأنّ الباقين غرباء!!

سلامي أعطيكم ، ليس كما يعطيكم العالم ...تدغدغ هذه الكلمات يا يسوع جنبات الشرق وثنايا الغرب ، فتسجد النفوس في محراب الأمل ، وتنظر إلى فوق وهي تهدر : ماران آثا ..الربّ قريب.

سلام العالم يا يسوع مُزيّف ، باهت ، يقطر دمًا وينفث حِقدًا ، ويتلفّع بالتزلّف ، تماما كما الصلاة يا سيّد ، صلاة الفرّيسيين وغيرهم ، التي فقدت بريقها ، وغدت "فُرجةً " في الملاعب ومواسم الأفراح.

رُدَّ سيفَك يا بطرس وأطمئن ، فأنت في حضرة الإله الحيّ.

رًدّ سيفك وأصنع سلامًا ، وازرع محبة ، فتحصد طمأنينة وتقطف ملكوت الحياة.

مقالات متعلقة