تعتبر الغيرة إحدى المشاعر الإنسانية الطبيعية عند الأطفال، و العامل المشترك في الكثير من المشاكل النفسية لديهم، فالقليل من الغيرة يشكل للطفل دافعاً نحو التطور والمنافسة،لكن الكثير منها يفسد حياته ويصيب شخصيته بضرر بالغ، لأن الغيرة المرضية مدمرة للطفل و قد تكون سبباً في إحباطه و تعرضه للكثير من المشاكل النفسية.‏ إن السلوك العدائي والارتباك والانزواء من الآثار الناجمة عن الغيرة عند الأطفال قد يصبح  عادة تظهر بصورة مستمرة في سلوك الطفل ما يؤدي إلى مشكلة لاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة، فالغيرة من أهم العوامل التي تؤدي إلى ضعف ثقة الطفل  بنفسه أو نزوعه إلى العدوان والتخريب والغضب.

‏ والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وقد يصحب الشعور بالغيرة مظاهر أخرى كثيرة كالثورة والعناد والعصيان أو المضايقة، وقد يتبدى بالشعور بالخجل أو اللامبالاة أو الإحساس بالعجز أو شدة الحساسية، وقد يفقد الطفل رغبته في الكلام.‏ إن ضعف ثقة الطفل بنفسه و بقدراته عامل مساعد على ظهور الغيرة عنده، و كذلك نظرته  إلى الآخرين بأنهم أفضل منه، كما أن ولادة طفل جديد عادة يسترعي انتباه الجميع ويجعلهم في غفلة من اهتمامهم بالطفل الأكبر، و تمييز بعض الآباء في معاملتهم بين الأبناء أو بين الذكور و الإناث ما يخلق الغرور عند بعض الأبناء ويثير غيرة البعض الآخر.‏ من الآثار المترتبة على الغيرة عند الطفل عدم شعوره بالسعادة بشكل عام لأنه فقد حب و حنان والديه، وقد يعبر بعض الأطفال عن ذلك بالتبول اللاإرادي بهدف استعادة حقهم باهتمام والديهم، أو بالاقتناع عن تناول الطعام.. وغير ذلك من أساليب تشد انتباه الوالدين.‏لتفادي الآثار السلبية للغيرة عند الأطفال ينصح الأطباء النفسيون الآباء بمعرفة أسباب الغيرة أولاً والعمل على معالجتها وذلك بإشعار الطفل بقيمته و مكانته في أسرته ومدرسته و بينزملائه، وتعليم الطفل احترام حقوق الآخرين وتعويده على المنافسة بروح رياضية وبعث الثقة بنفسه، كما على الآباء المساواة في المعاملة بين الأبناء و الابتعاد عن المقارنة الصريحةبينهم بالإضافة إلى تنمية هواياتهم المختلفة، كما يجب تهيئة الطفل للمولود الجديد، وعدم الاهتمام المبالغ فيه بالطفل المريض.‏