الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 07:02

الكذب وانتشاره في أخر الزمان- بقلم:الشيخ محمد سالم سالم عكا

كل العرب
نُشر: 01/10/09 20:24,  حُتلن: 14:47

* الكذب ليس من خصال المؤمنين ، وإنما هو من خصال المنافقين ، الذين يكذبون دائمًا ، ويؤكدون كذبهم بالحلف
* الصدق عادة تكتسب بالتحري ، وبالمجاهدة وبالرياضة وبالتعود . وعلى المسلم أن يعود أبناءه منذ نعومة أظافرهم على الصدق ، وينهاهم عن الكذب

الكذب خلق سيئ ليس من أخلاق الصالحين ولا المؤمنين ، وإنما هو من أخلاق المنافقين ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( آية المنافق ثلاث ، إذا حدَّث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا أؤتمن خان ) (رواه الشيخان) .وفي رواية أخرى ( أربع من كن فيه كان منافقًا خالصًا ، ومن كانت فيه واحدة منهن ، ففيه خصلة من النفاق حتى يدعها : إذا حدث كذب ، وإذا أؤتمن خان ، وإذا عاهد غدر ، وإذا خاصم فجر ) (رواه الشيخان وأبو داود والترمذي والنسائي من حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما).
فالكذب ليس من خصال المؤمنين ، وإنما هو من خصال المنافقين ، الذين يكذبون دائمًا ، ويؤكدون كذبهم بالحلف ، حتى في يوم القيامة يكذبون أمام الله ويحلفون له كما كانوا يحلفون للمسلمين في الدنيا ، ويحسبون أنهم على شيء ، ألا إنهم هم الكاذبون . وقد جاء في القرآن الكريم : ( إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بآيات الله وأولئك هم الكاذبون ) النحل :105 وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : ( أيكون المؤمن جبانًا ؟ قال: نعم . قيل : أيكون بخيلاً ؟ قال : نعم . قيل أيكون كذابًا ؟ قال :لا )(رواه مالك مرسلا عن صفوان بن سليم .).
من الناس من يكونون ضعفاء النفوس ، يتصفون بالجبن وشدة الفزع . ومن الناس من يكونون بخلاء ، يتصفون بالشح وقبض اليد .
هاتان الصفتان قد تكونان في الجبلة والطبع .
ولكن الكذب لا يكون إلا مكتسبًا . وهذا هو الذي يحاسب عليه الإسلام ويشدد فيه أبلغ ما يكون التشديد . وقد قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصدق ، فإن الصدق يهدي إلى البر ، وإن البر يهدي إلى الجنة ، ولا يزال الرجل يصدق ، ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صدّيقًا . وإياكم والكذب ، فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ولا يزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذابًا) ( متفق عليه من حديث ابن مسعود .)
فالصدق عادة تكتسب بالتحري ، وبالمجاهدة وبالرياضة وبالتعود . وعلى المسلم أن يعود أبناءه منذ نعومة أظافرهم على الصدق ، وينهاهم عن الكذب . حتى أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع أحد الآباء يقول لابنه مرة : سأعطيك كذا وكذا . فقال له : هل تنوي أن تعطيه ؟ قال : لا . قال : إما أن تعطيه وإما أن تصدقه . فإن الله نهى عن الكذب . قال : يا رسول الله ، أهذا من الكذب ؟ قال : ( نعم . إن كل شيء يكتب . الكذبة تكتب كذبة ، والكذيبة تكتب كذيبة ) (رواه أحمد وابن أبي الدنيا عن حديث الزهري عن أبي هريرة ولم يسمع منه .).
والكذب يتفاوت قطعًا ، فكلما كان ضرره أشد كان النهي عنه أعظم والإثم فيه أكبر . هناك كذب يعتبر من الصغائر ، وكذب يعتبر من الكبائر .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( ثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم: شيخ زان ، وملك كذاب ، وعائل مستكبر ) (رواه مسلم .).
هؤلاء المذكورون في الحديث يرتكبون المعصية دون حاجة إليها ، فالملك أو الرئيس الكذاب ، الذي يدجل على الناس - والمفروض فيه أن يكون قدوة حسنة إثمه عظيم . والذي يزني بعد أن تجاوز طيش الشباب إلى حكمة الشيخوخة .. والعائل المستكبر .. فقير .. لا حيلة له .. ومع ذلك يتكبر أن يسمع الموعظة ، أو النصيحة ، أو غير ذلك مما فيه إرشاد له وتوجيه إلى الخير.
هؤلاء الثلاثة لا ينظر الله إليهم يوم القيامة ، ولا يزكيهم ، ولهم عذاب أليم .

مقالات متعلقة