تم الاعلان مؤخرا في مدينة الناصرة عن تأسيس جمعية "من أجل الناصرة " والتي تضم شخصيات معروفة من المدينة، وقد أُقيمت هذه الجمعية لترافق المشروع الديني السياحي الخيري الذي بدأ العمل على تنفيذه والذي سيقام بجوار "قرية الناصرة" التي أُقيمت منذ عدة سنوات والتي ترمز إلى حياة السيد المسيح في المدينة .
إن هذا المشروع الخيري السياحي الكبير والذي تقدر تكلفته بأكثر من 500 مليون دولار كان قد أُعد في حينه من اجل مدينة بيت لحم المقدسة ضمن برنامج بيت لحم 2000 ،وكان من المفروض أن يقام تحت رعاية الامم المتحدة والفاتيكان وباشراف مباشر ومؤيد من رئيس السلطة الفلسطينية المرحوم ياسر عرفات ، وبتأييد وزارة السياحة الاسرائلية.

صورة لمكان المشروع السياحي الضخم

أما الدراسات لهذا المشروع فقد أُعدت في مكاتب ارنست يانغ في نيويورك وهي احدى الشركات الضخمة والمعروفة في العالم لاعداد دراسات مماثلة، ولكن انتفاضة الاقصى في شهر أيلول  عام 2000 حالت دون تنفيذ المشروع في بيت لحم، وبسبب اقامة "قرية الناصرة" في المكان الذي كان يعيش فيه السيد المسيح وبموجب الابحاث التي اجريت, حيث توجه الفكرة لاقامة هذا المشروع بمحاذاة للقرية.
إن ما يميز هذا المشروع ضخامته الملفته للنظر والتي تضعه بين أهم المشاريع الدينية السياحية التي أُقيمت في العالم، اذ يعرض هذا المشروع للعالم أجمع إمكانية أن يمتلك المشتري قطعة في هذا المشروع وان يكتب إسم المالك عليها لتخليد لهذا الإسم الى دهر الداهرين، كما وسوف يضم المشروع كنيسة لخدمة جميع الطوائف المسيحية وتنقل منها الصلوات عن طريق الإنترنت وقنوات تلفزيونية مختصة إلى جميع أنحاء العالم بثماني لغات لتزيد من إرتباط المسيحيين في جميع أنحاء العالم بمدينة الناصرة، وهذا طبعا سيزيد من زيارة الحجاج للمدينة وسيزيد من مدخولها السنوي.
كما وسيقوم بجانب الكنيسة مركز سياحي ديني يضم فعاليات دينية وخدمات للزائرين والسواح، مثل القاعات الدينية المختلفة والتي سيقام فيها محاضرات دينية، وستحوي ايضا هذه القاعات شاشة خاصة تشعر الجالس على كنبه في القاعة حين ينظر إليها بانه طائر في طائرة ومتوجه إلى زيارة الأماكن المقدسة ككنيسة المهد وكنيسة القيامة ومكان عماد السيد المسيح في نهر الاردن، كما وستذهب بالزائرين الى جبل الطور في دبورية وكنيسة  الطابغة وكفر ناحوم وكفر كنا وغيرها من الاماكن المقدسة في هذه البلاد. هذا وستخصص إحدى هذه القاعات للإجتماعات الدينية والدنيوية التي تهم سكان الناصرة على اختلاف  مذاهبهم الدينية، وستتخصص القاعات الاخرى لعدد من الاستعمالات السياحية والتربوية الاخرى.
كما وستكون جدران المشروع من الزجاج الملون وسيعود هذا المشروع بالفائدة على مدينة الناصرة اذ سيدخل لهم اكثر من خمسة مئة مليون دولار، اذ سيخصص 20% من ريع هذا المشروع للاعمال الخيرية المباشرة وفي مركزها مساعدات خاصة للاطفال ومنح للطلاب ومساعدات خيرية مختلفة في مجال الصحة والثقافة والتعليم والرياضة وتحسين البيئة وغيرها، كما وسيخصص 40% من ريع المشروع لتقوية المصالح الاقتصادية في مدينة الناصرة وايجاد فرص عمل كثيرة لابناء الناصرة خاصة وللوسط العربي عموما.
كما وسيضم هذا المشروع صليب كبير بعلو 60 مترا من الارض الى السماء، أي غالبية الزائرين لمدينة الناصرة سيرون هذا الصليب الذي سيكون مبنيا بطريقة عاكسة للضوء.