الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 05 / مايو 16:02

عبد الناصر رجل اتسعت همته لأمال شعبه بقلم: تميم منصور

كل العرب
نُشر: 28/09/09 20:18,  حُتلن: 07:23

في يوم 28 سبتمبر تحل الذكرى ال 38 لرحيل القائد الخالد جمال عبد الناصر قائد ثورة 23 يوليو المجيدة وربان الحركة الوطنية العربية ألحديثه .
تطل هذه الذكرى لتجد رأس العروبة وهي مصر مفصولاً عن الجسد العربي ، مما جعل هذا الرأس خاوياً عاجزاً ينهش به الفساد والترهل، أما الجسد فهو في حاله من الاحتضار والموت ألسريري ، مع ذلك فأن هذا لا يمنعنا من فتح صفحات مسيرة عبد الناصر الكفاحية من جديد ليقرأها المغيبون لعل الذكرى تنفع .
من باب الثقه نقول بأن الرده العربيه الحاليه غير قادره على وقف وإطفاء الجذوه والشعله القوميه والوطنيه التي أشعلها عبد الناصر في صبيحة 23 تموز سنة 1952 ، من واجبنا ونحن نقف على عتبة هذه الذكرى تسليط الاضواء على ألثوره ألمصريه ألناصريه وتاريخها لعلنا نزيل الغشاوه عن عيون المرتزقه الانفصاليين والإقليميين والسلفين الذين تأمروا على ثورة الكادحين والفقراء وداسوا فوق احلام الوحده العربيه وتنكروا للاجماع القومي .
هناك ثورات تختفي بافعالها ودورها التاريخي مع موت قائدها ، أما الثوره الناصريه فقد تحولت الى مرحله مفصليه في تاريخ الشعب المصري والامه العربيه ، في هذه المرحله استطاعت تعرية الطبقه البائده وكشفت نواياها الانعزاليه واحلامها الفرعونيه ، كما انها حاربت الفقر والجهل والاميه ، حررت المواطن العربي في مصر وفي كل مكان من الشعور بالتخلف والهزيمه ألذاتيه والتبعيه .
في الفتره التي ادارت بها الثوره دفة الحكم في مصر تفجرت اليقظة القوميه وتبلورت الوطنيه الصحيحه بعد أن كانت خامله واقعة تحت حطام هزيمة سنة 1948 وتحت وقع التجزئة والاقليميه والطائفية والعشائرية .
استطاع جمال عبد الناصر قائد الثوره بقوة ارادته ومثابرته وصلابته تحطيم هيبة الاستعمار القديم الذي قادته بريطانيا وفرنسا داخل القارتين الاسيويه والافريقيه ، كما هبت رياح ثورة يوليو على العديد من دول أمريكا اللاتينيه .
لم تكن الثوره الناصريه آنيه انفعاليه طائشه ، كانت نقطة تحول جعلت أعداء الشعوب يفقدون توازنهم، من داخل جراح الآلام والحرمان الذي عانى منه الشعب العربي في مصر وداخل الأقطار العربية .
لم تكن حركه انقلابيه اوصلت مجموعه من الضباط الاحرار الى الحكم كما حدث في العديد من الاقطار العربيه ، بل كانت استجابه لمتطلبات الشعب الذي اختارها في الزمان والمكان.
انها دعوه ثوريه شامله دقت ابواب النفوس التي كانت تنتظر الخلاص والتحرر ، ليس من قوى البغي الاجنبيه فقط ، بل من رؤوس القوى الغاشمه التي تمتص دماء الشعب وفي مقدمتها الرأسماليه الجشعه والاقطاع . لم يكن وصول عبد الناصر الى الحكم في مصر صدفةً ، بل كان قدراً مقدراً تفتق من رحم البؤس والشقاء ومن قلب التاريخ الذي يفرز القاده والزعماء العظام بفضل قوة الشعوب واصرارها على الحياه.
لقد افرز الشعب العربي في مصر اربعه من هؤلاء الزعماء في الفتره الواقعه ما بين سنة 1882 ــ سنة 1952 وهم ... أحمد عرابي الذي هَبّ لتخليص مصر من بقايا اسرة محمد علي في ذلك الوقت وهو الخديوي توفيق ، كما سعى لتحريرها من النفوذ الاجنبي .
من خلال الثوره التي قادها عرابي أرسى ثوابت النضال التي أخذ الشعب المصري بناحيته .
خلفه في حمل رايات ألوطنيه مصطفى كامل ، الذي عمل ما باستطاعته من شق وتوسيع الدروب النضالية التي عبّدها أحمد عرابي بأسلوب مغاير لأسلوب أحمد عرابي ، فقد اختار أسلوب الكفاح المدني ، كانت انطلاقة مصطفى كامل ألشعله التي أضاءت الطريق أمام ثورة سنة 1919 بقيادة سعد زغلول ، كانت ثورة سنة 1919 بمثابة الشحنات الوطنية التي أيقظت مشاعر المصريين بعد أن غدرت بهم بريطانيا بوعودها الكاذبة بأنها سوف تنهي احتلالها لمصر بعد انتهاء الحرب ألعالميه الأولى ، اعتقدت بريطانيا ان الشعب العربي في مصر سوف يذعن لرفضها وغدرها كما كان عليه الحال في شبه القاره الهنديه والقاره الافريقيه .
بفضل ثورة سنة 1919 وما قدمته وقوداً من الشهداء تفتحت براعم الحريه والاستقلال في مصر من خلال بيان 28 شباط سنة 1922 الذي اجبر بريطانيا على الاعتراف لأول مره بأن مصر مملكه دستوريه مستقله شهدت أول انتخابات برلمانيه حقيقيه سنة 1924 ، وبعدها أصبح سعد زغلول أول رئيس وزراء مصري يمثل قطاعاً كبيراً من الشعب المصري .
من هذه الخمائر نبت عبد الناصر ورفاقه ، من داخل هذه ألمرجعيه الغنيه بفكرها وأبعادها ألوطنيه استمدوا قوتهم وقادوا الحركه ألوطنيه وأعادوا لمصر والعروبه اعتبارها .
الشيء المؤكد أن أيتام واشنطن وتلاميذ الإرادة الأمريكية في مصر وغيرها من الانظمه العربيه ألمؤممه لواشنطن، في كلٍ من الرباط وعمان والرياض ومشيخات الخليج، جميعهم سوف يتجاهلون ذكرى رحيل عبد الناصر ، لأن الذكرى وحدها تفزعهم ، إذن يجب على الذين يؤمنون بالتيار والفكر الناصري ألاستنهاضي أكثر من أجل رفع سقف الفكر الناصري خاصةً في هذه ألمرحله السوداء من تاريخ الأمه العربيه .
ألاستنهاض يتم بأساليب وطرق كثيره ، من بينها الحديث عن مسيرة عبد الناصر الكفاحيه في كل مكان ، داخل المقاهي والمسارح ، المدارس ، الشوارع ، البيوت والسجون والمعتقلات .
يجب تنظيم برامج تثقيفيه ومهرجانات وطنيه بهدف اعادة بناء وتنظيم الحركه الوطنيه الناصريه القوميه ، يجب إقامة معارض للكتب التي تتحدث عن الفكر القومي العربي والنهضه العربيه الحديثه التي أمن بها عبد الناصر ، حشد جميع المواد الاعلاميه المتوفره التي تتحدث عن جمال عبد الناصر .
إقامة مكتبات خاصه لتكون ثروه ومرجعيه للفكر القومي التقدمي الحديث ، عبد الناصر وفكره القومي والاجتماعي ليس ملكاً للناصريين داخل مصر فقط ، انه دستور للجميع ويجب الأخذ به دائماً لأنه مدرسه لكل الأجيال .
ــ هذه نقاط وبقع ضوء من مسيرة عبد الناصر ننثرها في سماء العروبه المظلم لعلها تخفف من هذا الظلام وتعيد إلى ذاكرة التائهين معنى ألكرامه التي فقدتها الأمه .
 

مقالات متعلقة