الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 07 / مايو 05:01

صبرا أهل بيت المقدس موعدكم الجنة- بقلم: الحاج أبو وهيب

كل العرب
نُشر: 28/09/09 07:26,  حُتلن: 13:05

* لا عجب بان تتكرر الآيات في القران الكريم على الأمر بالصبر مقرونة بالتذكير بان وعد الله حق لا يخلف وعده أبدا

* ان كانت عصيبة ومرّة بالصبر والتضرع الى الله ليفرّج الهم والحزن وليذهب الهم والغم ليجعل الله الشهداء من الفرحين والمرحومين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. نسأل الله أن يتغمد جميع الشهداء بواسع رحمته, ونقول...ونذكر...
***نعم للإضراب*** نعم للإضراب***
ونعم لإقامة مهرجان الأقصى في خطر والأعتصامات والمظاهرات وكل الفعاليات من أجل الأقصى وجميع المقدّسات.
تيقّنوا بالفرج ما بعد الضيق الاّ السعة وما بعد العسر الا اليسر ومابعد الابتلاء الا العوض بإذن الله.
ولا تهنوا ولا تحزنوا وانتم الاعلون إن كنتم مؤمنين .وما دمتم من مقيمي الصلاة في المسجد الأقصى موعدكم الجنة بإذن الله تعالى.
أما انتم يا قادة العرب: قلّما سمعنا باهتمامكم بالمسجد الأقصى وبأهل غزة والخليل وفلسطين . الا ما رحم ربي وكأن المسجد الاقصى والقدس الشريف ملك خاص لاهل فلسطين فقط.
نحمد الله الذي شّرفنا أن نكون من أهل بيت المقدس واكناف بيت المقدس وحماة بيت المقدس. لذلك حاك في نفسي أن أقرأ عليكم أيها القادة ما يقرأه الشيخ الهاشمي من آيات الرقية:

باسمك اللهم عافهم * باسمك اللهم شافهم باسمك اللهم ارقهم* اعيذكم بكلمات الله التامات من شر ما خلق*
باسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الارض ولا في السماء وهو السميع العليم * حسبنا الله لا اله الا انت عليك توكلنا وانت رب العرش العظيم * لا اله الا الله ولا حول ولا قوة الا بالله انه لا يصرف السوء إلا الله.
يا أهل بيت المقدس خاصة وفلسطين عامة نسال الله ان تكون هذه البلاد بوابة للنصر والمنفذ والخلاص من كبت الشعوب العربية والاسلامية لذلك فلنصبر ولنحتسب ولنتيقّن بالفرج أسوق إليكم عن صبر الصابرين واحتساب المحتسبين واليقين بالفرج. من الانبياء والمرسلين والصالحين ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين .
مما يعين الإنسان على الصبر اليقين بالفرج لأنه بعد الضيق سعة وبعد العسر يسرى وما وعد الله به المؤمنين من النصر وما وعد به أيضا المبتلين من العوض لابد له أن يتحقق بإذن الله.
اليقين جديرا بان ينير ظلمة القلق من النفس ويطرد شبح اليأس من القلب ويضيء الصدر بالأمل الساطع وكذلك الثقة بالغد. وهذا انجاز نفسي كبير يبعث بالطمأنينة للإنسان المؤمن. بإذن الله تعالى .
إن الأمل قوة محرّكة وشحنة دافعة إلى الأمام. ولولا الأمل لما اطقنا الحياة. أما اليأس فهو داء وبيل وممل ومحبط.
إن الذي أعان يعقوب عليه السلام على الصبر بعد فقدان ابنه يوسف الأمل والثقة بالله تعالى فلم يضيع الله يقينه وصبره فاليقين بالفرج يبعث الأمل.
وخير الصبر هو الصبر الجميل كما قال تعالى (فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا). وخاطب أبنائه قائلا (يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون).
فلا عجب بان تتكرر الآيات في القران الكريم على الأمر بالصبر مقرونة بالتذكير بان وعد الله حق لا يخلف وعده أبدا والذي يخلف وعده هو الذي يكون عاجزا أو غير قادر فتعالى الله عن ذلك (وعد الله لا يخلف الميعاد).
ويقول عليه الصلاة والسلام "ما زال البلاء ينزل في العبد المؤمن حتى يلقى الله وما عليه من خطيئة". اسال ألله لنا ولكم ان نلقى الله وما علينا من خطيئة .
الصبر يجب أن يكون جميلا ومقرونا بالاستغفار والأمل بالله بان الله وحده هو القادر على الفرج وعلى النصر والسعة بعد الضيق والعافية بعد البلاء والرخاء بعد الشدة واليسر بعد العسر بقوله تعالى:
(فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسّبح بحمد ربك بالعشي والإبكار). وقال تعالى أيضا (فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون). إن حسن العاقبة لأهل الصبر وأهل التقوى وأهل اليقين بالفرج.

وان امتلأت الطريق بالأشواك وضاقت الدنيا بالمصاعب والابتلاءات فالعبرة بالعاقبة والمدار على الخواتيم وفي هذا يخبرنا الله تعالى على لسان موسى ناصحا قومه بعد أن هدّدهم فرعون بالتقتيل والتعذيب والتنكيل.
(استعينوا بالله واصبروا إن الأرض يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين).
ويخاطب الله تعالى خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم بعد أن قص عليه قصة نوح عليه السلام وابنه إلى ما انتهى إليه الأمر ثم يعقّب على القصة بقوله تعالى:
(تلك من أنباء الغيب نوحيه إليك ما كنت تعلمها أنت ولا قومك من قبل هذا فاصبر إن العاقبة للمتقين).
لن يجعل الله اليسر بعد العسر أو عُقبه بل معه وذلك لينبّه على أمرين: الأول, قرب تحقق اليسر من العسر بل متصل به.
وقال بعض السلف لو دخل العسر جحرا لتبعه اليسر.
أما الأمر الثاني: إن مع العسر بالفعل يسر لا ريب فيه وقد يكون ظاهرا ملموسا أو خفيا مكنونا وذلك مع اللطف ففي كل قدر لطف وفي كل بلاء نعمة فمن ظن أن انسلاخ لطفه سبحانه عن قدره ذلك بسبب قصر النظر وعدم اليقين بالفرج ولطف الله تعالى.
(إن ربي لطيف لما يشاء انه هو العليم الحكيم). مهما اشتدت المحن وتفاقمت الفتن فلابد من الفرج من الله تعالى هو الذي سيجعل بعد كل عسر يسرى (سيجعل الله بعد عسر يسرى). صدق الله العظيم.
فلنستقبل هذه الذكرى المباركة*** انتفاضة الأقصى*** وان كانت عصيبة ومرّة بالصبر والتضرع الى الله ليفرّج الهم والحزن وليذهب الهم والغم ليجعل الله الشهداء من الفرحين والمرحومين بإذنه تعالى .
وان اشتدت المحن فها نحن نرى أعداء العرب والمسلمين من كل حدب وصوب يكنّون العداء لنا جميعا فلنصبر على ما أصابنا من ابتلاء ومحن وكيد الكائدين. (وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم). (ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين).فاعتبروا يا أولي الالباب, ويا أولى الكراسي,. نسال الله أن يفرّج هم المهمومين ويفك كرب المكروبين وأسرى المأسورين.آمين..آمين. 

مقالات متعلقة