* يعتبر تاريخ الشيخ كايد نجار هو تاريخ عرابه، ويمثل تاريخ الشعب الفلسطيني في البلاد ،وخدم بلده سبعون عاماً من العطاء

نظم المجلس المحلي وجمعية التاج في بلدة عرابة البطوف مساء اليوم السبت، 26.9.09 في قاعة المركز الجماهيري بالقرب من مدرسة ابن خلدون الشاملة حفل تكريم للشيخ كايد نجار الذي عمل على مدار عشرات السنوات الماضية على خدمة أهل بلده عرابة والقرى المجاورة ومساهمته الفعالة في دعم المشاريع العمرانية حيث يشهد أهل بلده بأنه قد احتل جزءً كبيراً من احترامهم وتقديرهم على عطائه النابض منذ سنين.

والشيخ كايد من مواليد عام 1921، تخرج من الصف الرابع في القرية ليلتحق عام 1936 للمدرسة الأحمدية في عكا وبسبب ثورة الـ 36، توقف عن الدراسة ليعود في العام الذي يليه لمقاعد الدراسة وليتخرج عام 1940 بتفوق ومع تخرجه، تم تعيينه إماماً للمسجد وعمل مدرساً وافتتح أول مدرسة أهلية للبنات وأقام دورة لمحو الأمية للكبار.
وفي عام 1948 وخلال النكبة، تواجد في لبنان لإحضار الكتب المدرسية وعاد للبلاد ليتم إبعاده إلى جنين وفي النهاية وبعد مشقة طويلة عاد إلى وطنه واستعاد مواطنته،فكان الشيخ كايد مسئول عن أوقاف المسجد ويشمل جميع مصادر المياه من البركة، عين ناطف وعين البلد وآبار المياه في سهل البطوف.

ومن بين إنجازات الشيخ كايد وهو إمام المسجد ورأس الهرم الديني في القرية:
توسيع مساحة المسجد القديم وبناء قبة ومئذنة له وبناء مئات الأمتار المربعة كوقف للمسجد بما في ذلك بناية المجلس المحلي الحالية وبناء خمسة مساجد آخرى وتعبيد الشارع الرئيسي في القرية وشارع الخانوق الموصل لسهل البطوف ودعم بناء مساجد في القرى المجاورة وتأسيس جمعية الندى وإدخال مياه الشرب لبيوت عرابه وإبتكار الوسائل المميزة لجمع التبرعات.
ويعتبر الشيخ نجار مصلح إجتماعي، مأذون ومدرس حتى تقاعده،دعم تطور عرابه الديني، الصحي، الزراعي، الاجتماعي والإنساني.
واعتبره اهل بلده رمز التطوع والعطاء لشعبه ورمز التقارب الديني والإحترام المتبادل بين الأديان.
ويعتبر تاريخ الشيخ كايد نجار هو تاريخ عرابه، ويمثل تاريخ الشعب الفلسطيني في البلاد ،وخدم بلده سبعون عاماً من العطاء، وقد ارتئى اهل بلده ليكرموه على عطائه بالرغم من رفضه ذلك مرات عديدة، وذلك تواضعاً منه،فقد تم إعداد كتيب يلخص مسيرة حياة الشيخ كايد وعطائه لبلده تم توزيعه يوم الحفل.
هذا وحضر الحفل المربي عمر نصار رئيس المجلس المحلي والشيخ كمال خطيب نائب رئيس الحركة الاسلامية والنائب الاستاذ مسعود غنايم والنائب الدكتور حنا سويد والمطران عطالله حنا والاب صالح الخوري والشيخ كايد نجار المحتفى به ونجله الشيخ محمد نجار امام المسجد القديم فيما عرف الحفل الشيخ جمعة شلش امام وخطيب احد مساجد القرية كما وشارك قاسم بدارنه مركز مشروع التكريم والشيخ معين الصح وهاني كناعنة وائمة مساجد القرية واعضاء المجلس المحلي وعائلة المحتفى به ووجهاء القرية والقرى المجاورة.

الشيخ كايد نجار أكد انه وبكل محبة لأهل بلده الذين منحوه الثقة ودعموه خلال السنوات الماضية فإنه يتواضع في هذا الموقف كون أنه كل ما عمله كان لوجه الله خالصاً ولم يرد بذلك جاهاً أو منصباً أو كسباً في الدنيا بل هو تطوع ووجد الثقة من أهل بلده وقد عمل خلال السنوات الماضية مرضيا ربه أولاً ومن ثم كان له اسهاماً طيباً في دعم مشاريع انسانية وتشييد المساجد وتعبيد الشوارع والكثير من الاعمال الخيرية والتي هي بسبب عطاء اهل بلده الذين ترددوا على منزله والمسجد الذي عمل به وقدموا المبالغ النقدية والمجوهرات.
أما المربي عمر نصار والمتحدثون المذكورين أثنوا على وجود مثل هذا الشخص الذي تحمل أعباء جماهيرية في وقت كانت القرى العربية بأمس الحاجة لمن يتطوع وأن يجمع عليه اهل البلد في الصدق والنزاهة والأحترام واستطاع أن يخدم أهل بلده بكل اخلاص وتفان ويستحق اليوم أن يكرمه أهل بلده ليكون شامة في الوسط العربي ويضرب به المثل في الاستقامة والنزاهة والتطوع.