الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 27 / أبريل 14:01

لانه البقاء...لانه المستقبل- بقلم: النائب محمد بركة

كل العرب
نُشر: 25/09/09 14:36,  حُتلن: 19:19


اعلنّا الاضراب العام في 1102009

لأنه: دم أبنائنا وإخواننا الشهداء الثلاثة عشر، ومن تلاهم من الدين سقطوا على يد أذرع الأمن الإسرائيلية، الذي ما زال يستصرخ من أجل العدالة ومساءلة ومحاكمة القتلة والمجرمين..

لأنها: الأرض المسلوبة والمصادرة.. أرض الكرم وأرض البيت وارض الشارع وأرض المدرسة.. التي استولت عليها المؤسسة الحاكمة من أيدينا وحولتها بفعل قانون الخصخصة إلى عقار في أيدي شركات خاصة...

لأنه: البيت الذي تهدمه الدولة في النقب والمثلث والجليل... ولأن البيت ليس مجرد حجر وإنما وجود وبقاء ومأوى.


لأنه: مقعد الدراسة الذي تمنعه الدولة عن أبنائنا وطلابنا والمقعد ليس مجرد خشبة، إنما أداتنا للوثوب إلى المستقبل.

لأنها: سلطاتنا المحلية التي تقف في وسط منحدر الانهيار التام.. والسلطات المحلية ليست مجرد مسرح وجاهة، إنما منصة خدمة للإنسان وهمومه اليومية والحياتية.

لأنه: مكان العمل المفقود، ولأنها البطالة التي تجتاح عمالنا وشوارعنا، ولأنه الفقر الذي يلتهم مستقبلنا، ولأن الفقر والبطالة ليست مجرد أرقام في دائرة الإحصاء المركزية، إنما لقمة الخبز والحياة ، فالاضطهاد الطبقي في رأسمالية إسرائيل يأخذ طابعا عنصريا ضد العرب، والاضطهاد القومي في عنصرية إسرائيل يأخذ طابعا طبقيا واجتماعيا.

لأنها: روايتنا التي تتعرض لهجوم يتجاوز الكولونيالية التقليدية إلى انتحال التاريخ وتهجين هوية أهل البلاد وأصحابها... من محاولات صهينة الإنسان إلى عبرنة المكان، ولأننا لسنا مهاجرين نحتاج إلى من يُركب لنا هوية ورواية، فهويتنا مجبولة بشكل ودي للغاية مع كل هذا المكان.. وروايتنا مرصوفة في كل حجر في جبالها وحبة تراب في سهولها وذرة رمل في سهوبها.

لأنه: القانون الذي تحول إلى كرباج بيد العنصريين والفاشيين، بدل أن يكون الملاذ منهم، ولأن المؤسسة بسبب تيقنها من ضعف روايتها ومن غياب العدل من ممارساتها أدمنت الاعتداء على قوانين الطبيعة والمساواة والعدالة بتشريعات تؤهلها لامتلاك براءة جديدة في استعادة بناء منظومة القوانين الفاشية وقوانين الابرتهايد بامتياز: من قوانين الولاء إلى يهودية الدولة إلى تمركز فكر الترانسفير في صلب وفي مركز القرار السياسي في إسرائيل.
فلنا هنا، الذي لا هنا إلا سواه، بقاء نحميه ومستقبل نبنيه.

لأنها: عرائس مرصعة في تاريخنا وفي خارطة وطننا، إنها يافا وحيفا وعكا واللد والرملة، التي تتعرض إلى الاقتلاع والملاحقة لتصفية الشاهد على هوية المدينة (بعدما اصبحت مختلطة).

لأنه شعبنا: نعم لأنه شعبنا الفلسطيني ولحمنا ودمنا المثخن بجراح الاضطهاد والقمع والاحتلال، ولأنه يخصنا، ولأنه قضية الحرية والعدالة تخصنا.. وتخصنا كرامة الإنسان المعذب وراء أسلاك الحصار وباطون الجدار وكتل الاستيطان ولأنه يستحق الحرية والسلام ككل البشر.

لأنها القدس: التي ترحل عيوننا اليها كل يوم إلى مساجدها والى كنائسها والى بيوتها، والقدس ليس مكانا للعبادة وحسب وإنما عنوان للسيادة الفلسطينية.. السيادة التي تكفل الإنسان والمكان والحق في العبادة أيضا.

لأنه: تناقضنا الأساسي مع سياسة القمع والاضطهاد والعنصرية وعلينا أن نعيد الاعتبار لهذا التناقض ونضعه في رأس أولوياتنا، فالتناقض ليس بين سائقين شابين في زقاق ضيق في إحدى قرانا، إنما التناقض بين الشابين سوية في مواجهة التضييق والخنق المفروض على قرانا.

لانها :وحدتنا الكفاحية التي تشكل تناقضنا مع عيوبنا من عصبيات جاهلية وطائفية وعائلية واستهلاكية.

لأن: الحكومة الإسرائيلية الحالية من بيبها إلى براكها، تمارس العنصرية ككل سابقاتها وتجاهر بها قولا وفعلا أكثر وأخطر من كل سابقاتها.

لأننا: لا نملك الانسحاب من تاريخنا ومن وطننا ومن مستقبل أبنائنا.. لأننا إنسانيون ووطنيون.

ولأننا: أهل جيدون لأولادنا ولأننا أصحاب قضية عادلة موضوعة في دائرة الخطر، ولأن لنا بقاء نحميه ومستقبل نبنيه، أعلنا الإضراب العام في الأول من تشرين الأول: موقفا وناقوسا وتحديا.
 

مقالات متعلقة