* فياض يحضر على قدم وساق ليكون مرشحا للانتخابات الرئاسية الفلسطينية المفترضة لعام 2010

*في جعبة فياض العديد من القسائم الرابحة التي قد تؤهله الى خوض مثل هذا التحدي الرئاسي ومن اهمها التفضيل الدولي عموما والامريكي خصوصا

يلاحظ في الاونة الاخيرة تألق رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ولمعانه في تغطية الصحف الغربية للشؤون الشرق اوسطية. ابتداء من صحيفة "ذا اكونوميست" البريطانية و"لوس انجليس تايمز" في كاليفورنيا وحتى هافينغتون بوست وهاربيرز في نيويورك, الامر الذي قاد كاتب الغارديان بن وايت الى تحليل سر استقطاب فياض كل هذا الضوء والمركزية لدى وسائل الاعلام والميديا الغربية.
يقول وايت ان فياض قد حظي بتقدير عالمي وغربي كبيرين اذ ان الرئيس الاسرائيلي شمعون بيرس كان قد وصفه بـ"بن غوريون الفلسطيني" علاوة على اعداد صحيفة نيوزويك تقريرا حصريا وموسعا تناول اداء فياض كرئيسا للوزراء في السلطة الفلسطينية, والذي وصفه رئيس الوزراء البريطاني السابق ومندوب الرباعية الدولية توني بلير على انه "اداء من الدرجة الاولى".

ويتابع وايت, ان احد الاسباب لهذه الشعبية في صفوف الاعلام الغربي هو ان فياض يحضر على قدم وساق ليكون مرشحا للانتخابات الرئاسية الفلسطينية المفترضة لعام 2010, هذا على الاقل ما المحت اليه صحيفة نيوزويك في تقريرها.هذا وان كثيرين قادة حركة فتح يرون ان سلام فياض يشكل تحديا للرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس.
يردف الكاتب بالقول ان في جعبة فياض العديد من القسائم الرابحة التي قد تؤهله الى خوض مثل هذا التحدي الرئاسي ومن اهمها التفضيل الدولي عموما والامريكي خصوصا. هذا اضافة الى اعتباره الشخصية الاكثر قوة ونفوذا في القيادة الفلسطينية الحالية كما جاء في اقوال احد اعضاء جامعة النجاح في مدينة نابلس. كما نقطة تسجل لصالح فياض عقب التطورات والتحسن الطارئ على الصعيد الامني في المدن الرئيسية في الضفة الغربية وهو ما يشهده له عامة الشعب هناك.
الا انه وعلى الرغم من ذلك كله فان فياض يفتقر الى الدعم السياسي الداخلي من كلا الحزبين الرئيسيين, فتح وحماس.فعلى حد قول احد خبراء في المباحثات الفلسطينية الاسرائيلية في رام الله فانه يستبعد ان يقدر فياض على ان يكون خصم لعباس في الانتخابات الرئاسية القادمة, غير انه لم يفاجئ بالمحاباة الغربية لفياض فحسب. فعلى حد تعبيره ان فياض حاز على التفضيل الغربي منذ تنصيبه وزيرا للخزانة في ظل قيادة عرفات.
فبعد استبعاد ان يكون فياض يسعى من وراء ظهوره البراق في الاعلام الغربي الى كسر حملة انتخابية رئاسية مقبلة يذهب الكاتب الى ان فياض قد يحاول اذا تثبيت نفسه في منصب رئيس الوزراء, خصوصا وان عدد ملحوظ من قادة حركة فتح من يرغب في ان يشغل المنصب عضو من اعضاء اللجنة المركزية المنتخبة حديثا في مؤتمر بيت لحم الاخير.
ثم يذهب الكاتب الى القول ان ظهور فياض بهذه الصورة الحسنة في الميديا الغربية قد يكون لتكليفه بمهمة مركزية في المسعى الامريكي للسلام في المنطقة. فان جهوده الى حفظ الامن وتحسين الاقتصاد الفلسطيني يتوافق مع خطة نتانياهو لسلام اقتصادي.
ويؤكد وايت في ختام مقاله ان فياض يفتقر الدعم السياسي الداخلي ويذكر وايت في هذه المرحلة ان في اثر عرض سلام فياض بالاستقالة في مارس الاخير بينت نتائج احد الاستقراءات ان 24 بالمائة من الفلسطينيين فقط من اعتقد ان حكومة فياض شرعية. لذا فان فياض يسعى الى خلق دعم سياسي له ولحكومته من العدم!