الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الجمعة 26 / أبريل 12:01

تابعوا معنا : حفريات في رأس طفل فلسطيني بقلم: عمر رزوق

كل العرب
نُشر: 23/09/09 20:27,  حُتلن: 15:55

هذه الحروف والكلمات , صاغتها بألم آهات , خرجت من قلب طفل فلسطيني , كُسّرت عظامه , وأُهين شرفه , مُزّق لحمه , وانتُهِك عرضه , وتناثرت دماؤه وانتشرت , وتبعثرت أحاسيس شهادته واندثرت , بسيل من حقد صهيوني , وغضّ طرف كَوْني , باضطهاد من رعاة السلام , من حكام وزعماء بني يعرب الكرام , بنوم على وثير الراح , بعدما " طلّقوا " السلاح .
ولدتُ وأرضي أصابها الدنس , عاث اليهود بها كل أنواع الفساد والدنس , هدموا المساجد , وقتلوا كل راكع ساجد , انتهكوا العفيف من الطاهرات , ورفعوا منزلة المسترجلين من العاهرات , داسوا بأرجلهم القذرة رأس كل حرّ شريف , لمجرد أنه لله رب العالمين حليف .
كنت صغيرا عندما هاجموا أسرتي بغته , وأبي شيخ كبير لم يبرح بيته , لم تشفع له شعرات رأسه البيض , ولا عكازه وآهاته , ولا الساقط من دموعه . افترسوه ضربا , وأشبعوه سبّا , وكنت مقيّدا بذراعي أمي , حاولت التحرر فلم تدعني , وأنين والدي يرتفع , وصراخ أشقائي يندفع , من قلوب قد تشققت , وجلود قد تجرّحت , ولا رحمة .
وودت لو أردّ عليهم غلّهم , وأطعنه في نحورهم , فتفلّتُ من أمي وهجمت نحوهم , وبصقت في جبين أحدهم و..... فقدت الوعي , واستفقت بعد عدة ساعات , وقد فقدت ما هان وخفّ من الحركات , وأصبحت معوّقا .
سألت : أين أمّي ؟ فلم أسمع جوابا .
سألت : أين إخوتي ؟ عنهم لم أسمع خطابا .
لا مجيب .
عرفت الحقيقة بعد أيام , عرفت ما فعل اللئام , فانفجرت باكيا , لربي شاكيا , فأمي اغتُصبتْ وبُقرت بطنها , وأخواتي وإخواني ..... أسأل الله تعالى لهم الجنة , وأبي الشيخ لم يشفع له المشيب , فصُرِع تحت التعذيب .
هذه قصتي وأنا ابن السابعة , هل حدّثكم أقراني بقصصهم الدامية ؟! أم هل لديكم وقت الفراغ لتسمعوهم , أو لتبكوهم أو ..... تنصروهم ؟!!!!!
هل تنفس صدرك يا صغيري ؟ هل انتهيت ؟ لا . أعلم إجابتك سلفا , وقد علمها قبليَ السلفا . هل تظنّ بأنه سيخرج معتصما في بلاد الرافدين , أم صلاحا في حطين , أم فاروقا يأتي ليفتح فلسطين ؟! لا يا صغيري , كل يوم نسمع عن قتلاكم عبر " الرائي " , فيُخْبر سامعنا الرائي , لا يتحرك بنا ضمير , ولأسناننا لا يُسْمع صرير , فكلنا اليوم أخرس ضرير . ممّن تطلبون النجدة والعون , من أمة ذليلة أم من فرعون ؟ نحن لا نملك إلا أيدي مرفوعة للسماء , من أجلكم ما فتئت مرفوعة بالدعاء .
أما أولو السلطة , فحالتهم يُرثى لها , فلا تنتظر دعمهم ولا تأييد , فكل دروبهم عنكم تحيد , رِضى " هُبَل " أهم من رضاكم , والسجود له أسمى غاية لديهم , يتشدقون بعروبة وإسلام , وقبلتهم لا للكعبة إنما لبلاد " هُبل سام " .
يا صغيري , لا تنتظر منهم المدد , وانتظر من الواحد الفرد الصمد , فإنهم يا صغيري , رُبطت أعناقهم بحبل الماسونية والعلمانية , وأمسى يجرّه خنزير حقير أو قرد ضرير من دعاة الصهيونية . فمَن مِن أرباب التيجان , يسارع إليك بجند وصولجان ؟ من منهم يتجرأ أن ينال من وليه " هُبل " ؟ أنت يا صغيري ما زلت غضا ولكن ستسود , وهم من يتولون الناس لم يزالوا أذناب يهود . فمتى وُلِدَ قلب مشبع بالعقيدة , خال من كل أدران مُفسدة , عاشق لمفردات الجهاد , ومُذَلِّلا لظهور الجياد , باصق بوجه دعاة " السلام " , فاعلا عاملا وليس بالكلام , حينها سيضطر " هُبل " أن يعلن عبوديته وانهزاميته , وحقارة شأنه , وشأن من اتبعه وعَبَدَه , من ملوك ورؤساء , سلاطين وأمراء , وحشرات قذرة , لا تطهُر ولو غُسلت بماء .

مقالات متعلقة