*  المطالبة بالتحقيق مع الصحافية وشطبها من النقابة

* هذه أول مرة يستقبل صحافي مصري السفير الإسرائيلي في مكتبه

*قرارات الجمعية العمومية للنقابة تحظر أي تعامل مع الإسرائيليين

* ما فعلته هالة سابقة في مخالفة قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين

* السفير الإسرائيلي حاول مرتين زيارة عبد المنعم سعيد بعد توليه منصب رئيس مجلس الإدارة لكنه اعتذر له

قرر مجلس نقابة الصحافيين المصريين في اجتماعه الذي عقد الخميس الماضي  إحالة الدكتورة هالة مصطفى رئيسة تحرير مجلة "الديمقراطية" التابعة لـ"مؤسسة الأهرام" للتحقيق بعد استقبالها السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين داخل مكتبها في "الأهرام"، رغم قرارات الجمعية العمومية للنقابة التي تحظر أي تعامل مع الإسرائيليين. وقال وكيل النقابة صلاح عبد المقصود في تعليقه على قرار النقابة: "ما فعلته هالة سابقة في مخالفة قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين، وهذه أول مرة يستقبل صحافي مصري السفير الإسرائيلي في مكتبه". ومن المنتظر إخطار هالة رسميا بالقرار في غضون عشرة أيام. وأثار استقبال الدكتورة هالة للسفير كوهين داخل مكتبها بالأهرام موجة استياء عارمة في الأوساط الصحفية دفعت أعضاء بنقابة الصحفيين للمطالبة بالتحقيق معها وشطبها من النقابة. وانتقد مكرم محمد أحمد نقيب الصحفيين استقبال هالة للسفير الإسرائيلي قائلا: إنها (هالة) وضعت مؤسسة الأهرام جميعها في هذا الموقف". وقد سيطرت مشاعر الغضب والاستنكار الشديدين على الصحفيين والعاملين بمؤسسة الأهرام، مشددين على ضرورة التحقيق مع الدكتورة هالة مصطفى، بسبب استقبالها السفير الإسرائيلى فى مكتبها بمؤسسة الأهرام. وقالت حركة «صحفيون من أجل الأهرام» إن أسرة الأهرام فوجئت باجتماع ثنائى ضم عبدالمحسن سلامة، وكيل أول نقابة الصحفيين، وأسامة سرايا، رئيس تحرير الأهرام، وتم الاتفاق فيه على «المساندة الكاملة «لهالة مصطفى ومنع النقابة من اتخاذ أى إجراءات ضدها، بتأجيل إجتماع النقابة إلى يوم الخميس تمهيداً لاستغلال إجازة عيد الفطر فى التغطية على القضية، لكن علاء ثابت، عضو مجلس نقابة الصحفيين قال: «لن نسمح بمرور الواقعة دون حساب». وطالبت الحركة بإقالة هالة مصطفى من منصبها كرئيس تحرير لمجلة الديمقراطية وإحالتها للتحقيق.

السفير الإسرائيلي في القاهرة شالوم كوهين

وأدانت اللجنة النقابية للعاملين بمؤسسة الأهرام تصرف الدكتورة هالة مصطفى، مشيرة إلى أنه كاد يحدث «انقسام» داخل المؤسسة لولا تدخل اللجنة النقابية لتوضيح تصرفها للعاملين بأنه «تصرف شخصى» ولا يمس السياسة العامة للمؤسسة. وعلى خلفية نفس الأزمة، تبادل الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة الأهرام والدكتورة هالة مصطفي الاتهامات حول لقاء السفير الإسرائيلي في مؤسسة الأهرام؛ حيث أكد د. سعيد أنه طلب منها أن تعتذر للسفير الإسرائيلي الذي طلب زيارتها، وألا تستقبله داخل المؤسسة، ولكنها أصرت على مقابلته، في حين قالت هالة إن سعيد أغلق هاتفه كي لا تتصل به وتسأله عن الموقف من زيارة السفير الإسرائيلي لمؤسسة الأهرام، ومن ثم تجنب الحرج ووضعها في مأزق. وكشفت هالة عن أن استقبالها للسفير الإسرائيلي بالأهرام لم يكن سابقة؛ حيث استقبل الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة المؤسسة نفسه السفير الإسرائيلي السابق بحضور إبراهيم نافع رئيس مجلس الإدارة الأسبق. كما اكد مسئولو الأهرام بأنه لا يوجد بين لوائح المؤسسة ما ينص على عقوبة أي صحفي يقوم بذلك، كما أنه غير محظور دخول ضيوف من جنسيات محددة أو بانتماءات سياسة مخالفة، وهو ما أربك مسئولي أمن المؤسسة الذين فوجئوا بالسفير الإسرائيلي يدخل المؤسسة، ودعوا للتهدئة وعدم التصعيد ضد هالة بدعوى أن هذا قد يثير غضب أمريكا ودولا غربية تسعى لتثبيت التطبيع العربي الإسرائيلي في المرحلة المقبلة. وجاءت الأزمة بعد أيام من زعم السفير الإسرائيلي شالوم كوهين في حوار مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في عددها الصادر بتاريخ 12 سبتمبر الجاري أنه لا يعاني من أي عزلة في مصر، وأن له العديد من الأصدقاء المصريين من مثقفين وفنانين وصحفيين. وحدد منهم في حواره الدكتور عبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، والدكتورة هالة مصطفى رئيسة تحرير مجلة الديمقراطية التي تصدر عن الأهرام أيضا، بيد أن الدكتور عبد المنعم سعيد، قال إنه لا يذكر أنه التقى بكوهين من قبل. وأضاف من الممكن أن أكون قد التقيته مرة واحدة على سبيل المصادفة في مناسبة ما، ولكن أؤكد أنني لا تربطني به أية علاقة، مشيرا إلى أن كوهين بادر بعد تعيينه رئيسا لمجلس إدارة الأهرام بطلب مقابلته لكن سعيد رفض المقابلة.

"كلام عادي"

أما الدكتورة هالة مصطفى فوصفت ما قاله السفير الإسرائيلي بأنه كلامً عاديً، دون أن تحدد قصدها من ذلك، وهل هو النفي أم أن الصداقة عادية. ومن جانبها قالت مصادر بالأهرام رفضت الكشف عن هويتها إن: "السفير الإسرائيلي حاول مرتين زيارة عبد المنعم سعيد بعد توليه منصب رئيس مجلس الإدارة لكنه اعتذر له، وقال إنه لن يقدم على خطوة تشق صف الأهرام، وأنه يفصل بين مواقفه السياسية وآرائه حيث لا يري مانعا من لقاء الإسرائيليين وبين مهام عمله. يذكر أن نقابة الصحفيين تحقق حاليا مع حسين سراج الصحفي بمجلة أكتوبر، الذي اتهمه جمال عبد الرحيم عضو مجلس النقابة بأنه زار إسرائيل 45 مرة، كما عقد لقاء بمنزل السفير الإسرائيلي في المعادي بحضور أربعة صحفيين مصريين، في حين يرى سراج أن مقابلته مع مسئولين إسرائيليين جاءت بحكم تخصصه في الإسرائيليات، وقال إن مقابلاته جميعها لها علاقة بمهنته. كما أن هناك رأيا شخصيا لنقيب الصحفيين الحالي مكرم محمد أحمد يرى أنه لو سافر صحفيون مع وزير الخارجية المصرية لإسرائيل مثلا لتغطية أخبار الوزارة، فلا حاجة هنا لمساءلة هؤلاء الصحفيين الذين يمارسون عملهم، عكس ما قامت به هالة مصطفى من عقد اتفاقيات مع إسرائيل لتنظيم ندوات يحضرها صحفيون ومسئولون إسرائيليون. وكانت النقابة قد أصدرت بيانا في الرابع عشر من حزيران/يونيو الماضي 2009 بشأن التطبيع مع إسرائيل وما تردد حول سفر أحد الصحفيين إلى إسرائيل ولقاء البعض بشخصيات إسرائيلية في جلسات خاصة، أكدت فيه على "ضرورة احترام قرارات وتوصيات الجمعيات العمومية المتتالية لنقابة الصحفيين منذ عام 1979 وحتى الآن، بحظر كافة أشكال التطبيع المهني والنقابي مع "الكيان الصهيوني".