الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 08:02

هدى ابكت الملايين في وداع عائلتها


نُشر: 11/06/06 13:35

تبنى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الفتاة هدى غالية (10 سنوات) التي قتل افراد عائلتها الجمعة في قصف اسرائيلي على شاطى غزة.
وقال عباس وهو يستقبل الفتاة اليتيمة في مكتبه في غزة "اعتبر من الان وصاعدا ان هذه الفتاة هي ابنتي". واضاف "هذه الفتاة فقدت عائلتها. ما الذي فعلته حتى تستحق هذا الامر؟ ان هذا الامر بدون شك جريمة ضد الانسانية".
وهدى غالية هي الناجية الوحيدة بين افراد عائلتها الذين قتلوا على شاطىء السودانية بشمال قطاع غزة. وقتل والدها علي وامها رايسة واخوتها الثلاثة الذين تراوحت اعمارهم بين عام ونصف وثلاثة اعوام وعشرة اعوام في القصف الاسرائيلي.



ولا يزال الجيش الاسرائيلي يرفض حتى الان تحمل مسؤولية القصف على غزة. واعلن قائد اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال دان حالوتس مساء السبت في مؤتمر صحافي في المقر العام للفرقة المكلفة قطاع غزة في اوريم (جنوب اسرائيل) "لا نريد الاسراع في تحمل مسؤولية هذه القضية طالما لم يتم بعد توضيح كل شيء".
واعلن الجنرال "استبعدنا ان يكون قصفا من البحرية والطيران فلم يبق سوى احتمالين وهما قذيفة مدفعية او حادث فلسطيني داخلي" بدون ان يقدم مزيدا من التفاصيل. واضاف "عندما تتضح الامور واذا تبينت مسؤوليتنا فاننا لن نتهرب منها وسنتحملها".
من جهته اعلن الجنرال افيف كخبي قائد فرقة غزة ان المدنيين الفلسطينيين قد يكونوا اصيبوا بـ"قذيفة فلسطينية".
واعلن وزير الدفاع عمير بيريتس من جانبه ان "تحقيق الجيش سينتهي بعد يومين او ثلاثة ولن نتحمل المسؤولية الا عندما ينتهي التحقيق".
وردا على سؤال لصحافي طلب منه المزيد من التفاصيل حول احتمال ان تكون الماساة ناتجة عن "حادث فلسطيني داخلي" قال "اريد ان اكون شديد الحذر، هناك بالفعل عناصر جديدة يمكن ان تعزز" هذا الاحتمال.
ورفض الوزير اعطاء المزيد من المعلومات طالبا الانتظار حتى انتهاء التحقيق.
وردا على سؤال عما اذا كانت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) ستكون عرضة لهجمات اسرائيلية بعد ان اطلق جناحها المسلح كتائب عز الدين القسام صواريخ على اسرائيل اعلن وزير الدفاع الاسرائيلي "لا يملك احد بوليصة تامين، ننوي التحرك ضد اي منظمة او اي عنصر يخطط لمهاجمة اسرائيل.
ويذكر ان كتائب عز الدين القسام انهت يوم الجمعة هدنة من طرف واحد كانت اعلنتها قبل عام ونصف العام واعلنت السبت مسؤوليتها عن اطلاق صواريخ على اسرائيل ردا على القصف الدموي على قطاع غزة.
الطفلة التي أبكت الآلاف
لقد أبكت هدى آلاف المشيعين الذين شاركوها توديع أفراد أسرتها, بعد أن أمست وحيدة إثر فقدان أسرتها. لم تستطع الطفلة المسكينة استيعاب الصدمة فسقطت مغشيا عليها سبع مرات خلال التشييع، لتستيقظ وهي تصرخ تارة "لا تتركوني وحيدة" وتارة أخرى "مع السلامة جميعا".
النسوة اللواتي أحطن بهدى خلال مراسم التشييع واللواتي كن يتولين إيقاظها بالماء والعطور بعد كل إغماءة، والرجال الذين حملوا جثامين أفراد أسرتها الخمسة لم يستطيعوا منع الدموع التي انهمرت على وجناتهم، وهم يرون الطفلة النحيلة تزحف على ركبتيها نحو قبر أبيها لتطبع قبلة عليه وتطلب منه بصوت منتحب أن يسامحها قائلة "سامحني يابا، سامحني يابا".
بل أبكت الملايين
وفي ذلك اليوم الدامي أبكت هدى - التي لم تتحمل قوات الاحتلال سعادتها بنزهة عائلية بسيطة على شاطئ غزة - ملايين المشاهدين حول العالم في ذلك المشهد المأساوي وهي تصرخ وتضرب رأسها وصدرها تارة، وتدفن رأسها بالرمال تارة قرب جسد أبيها الذي حولته صواريخ المدفعية الإسرائيلية إلى جثة هامدة.
ويبدو أن تجربة هدى مع رحلة شاطئ بيت لاهيا التي جرعتها كأس اليتم والحزن مبكرا، حولت هذا الشاطئ وهذه الرحلة إلى كابوس مرعب في عيون أطفال بيت لاهيا. وقال أحد الأطفال وهو يرى الجثامين محمولة إلى بيت الأسرة "لا أريد أن أذهب إلى الشاطئ".
أما الرجال الذين شاركوا بالتشييع فقد أقسموا على الانتقام لهدى التي لن يعوضها أحد عن خسارتها الكبيرة، وقال أحد أقاربها "قسما سنقتل عشرة إسرائيليين مقابل كل فرد من أسرة هدى".

مقالات متعلقة