بعد طلب الحكومة الفلسطينية تشكيل لجنة تحقيق دولية بالمجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق عائلة فلسطينية على شاطئ شمال قطاع غزة،  شكل جيش الاحتلال طاقما للتحقيق في ظروف المجزرة البشعة التي ارتكبها وراح ضحيتها 12 مدنياً فلسطينياً أول أمس، سبعة منهم من عائلة واحدة من بيت لاهيا على ساحل غزه، حيث اسفر القصف الهمجي لجيش الاحتلال بقتل وجرح المدنيين والمستجمين على شاطئ غزة، وكان حصيلة اليوم الدامي 12 شهيدا، 7 افراد عائلة غالية، وثلاثة شبان تربطهم صلة قرابة، قام الجيش بقصف سياراتهم شمال قطاع غزة.
ويتراس طاقم التحقيق الجنيرال مئير كاليفي نائب قائد القوات البرية في الجيش، ومن المتوقع ان يقدم نتائج التحقيق الى رئيس اركان جيش الدفاع الجنرال دان حالوتس بعد غد الثلاثاء، وما يثير الدهشة هو السرعة التي من المتوقع ان ينتهي بها التحقيق.
وكان الجنرال حالوتس قد اعرب مساء امس عن اسفه لمقتل المدنيين الفلسطينيين مؤكدا مع ذلك ان الجيش لا يقر بمسؤوليته عن الحادث قبل انتهاء عملية التحقيق في ظروفه، واشار قائد قوات جيش الدفاع في منطقة قطاع غزه البريغادير افيف كوخافي الى احتمال كون المدنيين الفلسطينيين وهم ابناء عائلة واحدة قد اصيبوا بنيران اطلقتها جهات فلسطينية!!! خصوصا وان  الجانب الفلسطيني لا يتعاون مع جيش الاحتلال في عملية التحقيق ولم يزوده بالمعلومات الضرورية لهذا الغرض.
وتشير نتائج التحقيق الاولية التي اجرته سلطات الجيش الى انه تم اطلاق ست قذائف باتجاه مناطق غير ماهولة تقع الى الغرب من موقع مستوطنة دوغيت المخلاة في شمال قطاع غزة وقت وقوع الحاداث المذكور وتمكنت سلطات الجيش من تحديد مكان السقوط المفترض لخمس قذائف غير انها لم تتمكن بعد من تحديد مكان سقوط القذيفة السادسة. ومن ناحية اخرى لم تتمكن سلطات الجيش من تحديد عملية اطلاق قذيفة طائشة وقال مصدر امني فلسطيني ان افرادا من حركة حماس ازالوا من ساحل بيت لاهيا اي اثر لحادث الانفجار الذي وقع فيه، وذلك كما يبدو بهدف تشويش التحقيق الجاري في الحادث، وقد اصدر وزير الدفاع عمير بيرتس تعليماته بوقف القصف المدفعي لقطاع غزه الى حين انتهاء التحقيق في الحادث.

يشار الى ان آلاف الفلسطينين، شيعوا امس السبت في موكب جنائزي مهيب جثامين ضحايا المجزرة من عائلة غالية في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، الذين سقطوا نتيجة القصف البحري الاسرائيلي الذي استهدف منطقة السودانية على شاطئ البحر، و شارك في مسيرة التشييع ممثلون عن القوى الوطنية والإسلامية وعشرات المسلحين الفلسطينيين الذين اطلقوا النار فى الهواء استنكارا للجريمة البشعة، وأعلن رئيس الوزراء إسماعيل هنية تبني الطفلة هدى غالية التي فقدت سبعة من أفراد عائلتها من بينهم والدها ووالدتها.

الطفلة هدى غالية: اسماعيل هنية تبناهى لكن عباس يحتضنها!