الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 08 / مايو 11:01

عقلية ترفض التغيير ...بقلم الشيخ إبراهيم صرصور – رئيس الحركة الإسلامية

كل العرب
نُشر: 16/09/09 15:02,  حُتلن: 15:24

* الغالبية اليهودية في هذه الدولة تحمل عداء غير مسبوق لنا نحن الجماهير العربية الفلسطينية
* لقد نجح هذا الإرهاب الإسرائيلي عبر عقود أن يضع حدا لحياة أفراد عزل أبرياء من شعب تعود على تقديم التضحيات على مدى قرن من الزمان وما يزال

في بداية شهر تشرين أول القادم ، سنحيي الذكرى التاسعة لمجزرة هبة الأقصى والقدس والتي جرت أحداثها في العام 2000 ، وفي آخره سنحيي الذكرى الثالثة والخمسين لمجزرة كفر قاسم ، وبينهما وبعدهما مجازر ومجازر تشير كلها إلى أن العقلية الإسرائيلية ترفض وبإصرار أن تتغير ، وتصر على العداء للآخر حتى لو كان هذا الآخر هو العربي الفلسطيني الذي يحمل جنسيتها ، ويعيش تحت مظلة مواطنتها ، وإن كانت مع وقف التنفيذ في أغلب الأحيان وأغلب الأوقات ....
حملت لنا الصحف والمواقع الإسرائيلية الالكترونية نتائج مذهلة لاستطلاعات للرأي في الفترة الأخيرة ، تشير كلها إلى أن الغالبية اليهودية في هذه الدولة تحمل عداء غير مسبوق لنا نحن الجماهير العربية الفلسطينية ، وكراهية لا ترى فينا سوى حِمْلٍ لا بد من التخلص منه عند أول فرصة ، لا لشيء إلا لأننا نصر على الحياة الكريمة ، ونعلن دائما تمردنا في وجه العنصرية والفاشية التي بدأت تستشري في أوساط إسرائيلية واسعة أكثر من أي وقت مضى ، ونؤكد على تشبثنا بالوطن الذي لا وطن لنا سواه ، وعلى النضال المستمر لانتزاع حقوقنا من بين أنياب السياسة التي عملت على تهميشنا على مدى واحد وستين عاما ...
لا فرق عندنا بين من قتل الأبرياء العزل من النساء والأطفال والشيوخ والشباب في كفر قاسم في العام 1956 ، وبين من قتلهم في يوم الأرض الأول في العام 1976 ، ومن أزهق أرواحهم في شفا عمرو في العام 2005 ، ولا من وضع حدا لحياة العشرات من الشباب العرب بين هذه وتلك .... فكل من شارك في هذه الجرائم ضد الجماهير العربية المسالمة ، سواء انتمى إلى الشرطة أو الجيش أو الأجهزة الأمنية المختلفة ، فهم في نظرنا حصاد مُرٌّ نمى وترعرع في دفيئات التحريض والحقد ، ورضع من لبان الكراهية لكل ما هو عربي وفلسطيني ومسلم ، كما جاء ذلك واضحا في واحدة من أخطر الوثائق الإسرائيلية وهي ( توصيات لجنة أور ) ، التي حققت في مقتل ثلاثة عشر شابا عربيا في تشرين أول 2000 على أيدي الشرطة الإسرائيلية وأجهزة أمنها ...
لقد نجح هذا الإرهاب الإسرائيلي عبر عقود أن يضع حدا لحياة أفراد عزل أبرياء من شعب تعود على تقديم التضحيات على مدى قرن من الزمان وما يزال ، إلا أنه عجز عن أن يطفئ السراج المنير في قلوبنا ، أو أن يكسر الإرادة الصلبة في أعماقنا ، أو أن يحطم الأمل الواثق في الغد المشرق والمستقبل الواعد ، الذي نعيش فيه أحرارا كما ولدتنا أمهاتنا ...
مرت سنوات طويلة على تلك المجازر، والتي حركت أمواجا عاتية من التفاعلات، ودفعت إلى السطح عددا هائلا من علامات الاستفهام، وفتحت جروحا غائرة لم تندمل يوما، وفرضت رؤى جديدة حول طبيعة ومستقبل العلاقة / الأزمة بين إسرائيل والأقلية الفلسطينية فيها... ولنا أن نسال السؤال بعد مرور واحد وستين عاما من الحكم الإسرائيلي لهذه البلاد ... هل هنالك في الأفق ما يشير بالتلميح أو بالتصريح إلى أن في نية إسرائيل وأجهزتها المختلفة تغيير السياسة تجاهنا بما يضمن أمننا من جهة ، وتقدمنا وازدهارنا من الجهة الأخرى ؟؟!!...
القراءة الحيادية والموضوعية المنصفة للمشهد الإسرائيلي لا تبشر بخير ، بل على العكس تماما ،فهي تشير إلى تعاظم المد المتطرف رسميا وشعبيا ، وما شهدناه من هجوم شرس على الجماهير العربية وقياداتها في ظل الحرب على غزة وقبلها على لبنان ، وبعدهما في مواجهة طوفان القوانين العنصرية والقرارات الوزارية الفاشية ، ما يثبت أن شيئا لم يتغير وألا جديد تحت الشمس . إسرائيل ترفض السلام مع مواطنيها ألفلسطينيين وإن ادعت غير ذلك، فالواقع أكبر شاهد وأصدق ناطق بالحقيقة الجلية الناصعة... ما زلنا نسمع عن حلول جذرية لحل معضلات المجتمع العربي وفي جميع المجالات ، إلا أنه سرعان ما يأتي الواقع ليكذب هذه المزاعم ويفندها ... فنحن والحكومة كما قال المثل العربي : ( نسمع قعقعة ولا نرى طحنا ) ...
ليس هنالك من حل إلا أن تعترف إسرائيل بجماهيرنا العربية الفلسطينية كأقلية قومية أصلانية ، وبحقها في المساواة الكاملة بعيدا عن سياسات البطش والعنصرية والتحكم والسيطرة ، والتي تطل برأسها الأشعث دوما فتملأ الفضاء بزوابع التوتر المستمر ، وتبقي أمواج العلاقة بين الدولة والأقلية الفلسطينية هائجة مائجة ، الأمر الذي لن يخدم أحدا لا على المدى القريب ولا على المدى البعيد ...

مقالات متعلقة