الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 12:02

هدية مبارك لاولمرت في شرم الشيخ

وديع عواودة
نُشر: 08/06/06 15:25

ما لم يتطرق اليه مبارك واولمرت سوى بشكل عاجل اثناء لقائهما في شرم الشيخ افصح عن بعضه المستشار الاعلامي للاخير رعنان غيسين حول الغاية غير المعلنة للقاء القمة في شرم الشيخ.
على المستوى العملي وكما كان متوقعا لم ينم لقاء القمة عن خطوات او قرارات عملية ذات مغزى بالنسبة للوضع الراهن فلسطينيا واقليميا وبالنسبة لهما كانت اهمية اللقاء ايضا بمجرد عقده ما يفسر الاطراءات الكبيرة التي تبادلاها امام الكاميرات. وبخلاف الهدف المعلن للقاء والمتعلق بدفع  المسيرة السلمية مع الفلسطينيين شكلت الاهداف المصرية- الاسرائيلية اهم اهداف لقاء القمة الاول بينهما.
من جانبه بحث اولمرت عن اسرع السبل لتعميق مكانته كرئيس وزراء عبر لقاء قادة معروفين على غرار جورج بوش وحسني مبارك فيما تطلع الاخير الى التعاون لاعادة الهدوء والسياحة الاسرائيلية لسيناء اضافة الى توسيع حجم اتفاقية التبادل التجاري. وهذا ما يفسر قيام الجانبين على ادارة المؤتمر الصحفي باللغتين العربية والعبرية فقط حيث بدا واضحا ان كل واحد من الرئيسين يوجه كلماته لابناء شعبيه في الداخل. وربما هذا مرتبط بالمكالمة الهاتفية التي بادر اليها الرئيس مبارك لوزير البنى التحتية الاسرائيلي بنيامين بن اليعيزر المعروف بموقفه الداعي لتعزيز العلاقات الاقتصادية مع مصر وذلك عند منتصف ليلة لقائه باولمرت.
وعلاوة على كيل المديح  تلقى اولمرت هدية من الرئيس مبارك عند تحاشيه تاكيد رفضه للخطوات الاحادية الاسرائيلية وفضل عدم الاشارة لذلك في كلمته المكتوبة ملمحا بامكانية التعامل معها حينما اكتفى بالقول عند التطرق اليها ردا على سؤال صحفي "نحن نبغي دفع الطرفين للجلوس حول طاولة المفاوضات كافضلية اولى وفي حال فشلنا بذلك سيكون هذا موضوع يحتاج الى بحث اخر".  في المقابل كرر اولمرت على مسامع المصريين والعالم اسفه على مقتل الجنديين المصريين برصاص اسرائيلي مشددا على اقامة لجنة تحقيق مشتركة.
وكرر اولمرت الضريبة الشفوية الاسرائيلية التقليدية من انه سيلتقي الرئيس عباس نهاية الشهر مشترطا العمل بخارطة الطريق بتطبيق الفلسطينيين شروط خارطة الطريق ومطالب اللجنة الرباعية وهي المطالب اياها التي استخدمت قبل فوز حماس ذريعة لتحاشي مسيرة سياسية حقيقية تهربا من استحقاقاتها. وكما في لقاء البيت الابيض جاءت زيارة اولمرت لشرم الشيخ حلقة اضافية في مسلسل خطوات وتصريحات استعراضية تتظاهر بالرغبة بالبحث عن الشريك الفلسطيني " الضائع" ولتخفي القرار الاستراتيجي الاسرائيلي بالتمسك بمنطق الخطوات الاحادية المستندة لسياسة الامر الواقع الكلاسيكية في السياسة الاسرائيلية.

 

مقالات متعلقة