مدخل : ينهمك الحشّام والخدّام , على مدى الثلاثة أيام , لإعداد ألذّ شراب وأشهى طعام , لِمَن يلتهمه بعد الصيام , إفطار مبارك على مائدة السيد مبارك , كيف لا والضيف السيد نتنياهو , فقد صام نتنياهو الدهر , عن حب العرب واحترام نسل فِهر , وخاصة في مصر , فقد استعملوا أجداده " ونصبوا " عليهم بالأجر , ومبارك يعلم هذا الوضع , ويريد رأب ذاك الصدع , فدعا نتنياهو للفطور , وسيبقيان يتسامران للسحور , علّ نتنياهو يخجل , وعن قلة احترامه يعدِل , وكرهه للعرب يُبدل .
من عجائب المخلوقات , وغرائب الموجودات . طاولة برأسين , حُفر عليها حارسين , فيجلس نتنياهو ومبارك على الرأسين , متقابلين صامتين , واجمين خاشعين , يستمعون لصوت الآذان , وينتظرون مدفع الإفطار الذي قد حان .إن ما يشغل بالي بالليل والنهار , دعاء قبل الإفطار , بماذا سيدعو نتنياهو , وهل السيد مبارك سيدعو , أم سيقدّم نتنياهو لأنه الضيف , ومبارك يؤمّن خلفه ؟!

استفسار : هل لمثل هذا الإفطار مِن تبعات ومتعلقات , مُخرجات ومُداخلات ؟؟؟؟؟

استنباط : إذا استطيب نتنياهو الطعام , سيحسد المسلمين على نعمة الصيام , لأن الصائمين , بالإفطار ينعمون , وتمتلئ الكروش بأطيب الأكلات , وتتزاحم على الموائد ما لا يحصى من الخيرات , إذا , لماذا يصرخ الفلسطينيون, وبشعوب الأرض يستنجدون ؟! فإذا "منع " الله تعالى من الصائمين الشراب والطعام شهرا , فإن نتنياهو سيمنع الطعام عن الفلسطينيين دهرا , لأنه يحب لهم الخير في الدنيا والآخرة , فما ثواب الصوم غير الجنة ؟!

تحليل : ( ليست ضد تحريم ) قد يكون مبارك دعا نتنياهو للإفطار لأسباب لم تخطر لنا على بال , ولا بأي حال من الأحوال , هل دعاه ليشرّفه بالإفطار أم ليشرّف الإفطار به ؟!أفكر وأظن , بل أشك وأخمّن , بأن مبارك سياسي قائد , متحرر من القواعد والعقائد , فإنه يُظهر التناسي , ليزرع في صدر نتنياهو المآسي , وما الدليل ؟ ألدليل أيها الأهالي , أصحاب الاحترام والمقام العالي , ألدليل هو كالتالي: لقد رشَوْنا أحد الخدّام , المسؤول عن قائمة الطعام , فهرّب لنا دون سخط أو جلبة , نسخة من محتويات الوجبة , فوجدنا في هذه المركّبات , ما تحويه من فيتامينات :

1 – 99.99 ذلّ ومهانة .

2 – 99.99 رياء وخيانة .

3 – 99.99 دماء تخلو من الحياء .

4 – 99.99 رجولة شكليّة .

5 – 99.99 مسحوق من غبار كرسي الرئاسة .

أمّا إن نَجَحْتَ يا مبارك بإدخال هذه الفيتامينات لشرايين نتنياهو فَرِبْح العرب سيفوق تصوّر العقل , والاجتهاد والنقل :

1 – تربح العرب رئيسا عربيا جديد , لأن هذه الفيتامينات لا تتوفر إلا بدم الرؤساء العرب .

2 – يعلن نتنياهو إسلامه .

3 – يعلن نتنياهو أن إسرائيل هي دولة عربية وأن ما حصل من سوء فهم نتج عن خطأ مطبعي بين عربية وعبرية .

4 – تختفي المشكلة الفلسطينية نهائيا , فبِكَون إسرائيل دولة عربية فمن الطبيعي أن تكون شريكا بالوطن العربي الكبير , ولا حاجة لها أن تحتلّ جزءا منه . وعندها تعلن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أربعين ليلة من الأفراح والليالي الملاح ,

الخُلاصة : ألسنا أبناء عمومة , واللي خلّفو أبوك إلك ولأخوك .

إلى اللقاء في رمضان القادم ووليمة إفطار مع أوباما