* تعلق جســـدي في الفراغ .. وتعلقت روحي على الحبال .. تعلقت وتقطعت .. وتعلق قلبي بأطراف الحبال

* لماذا أنا الفتاه الوحيدة التي لم أســـتطع أن أنســـى ذكرياتي .. وأخبئها عبر ســـطوري كما تفعل الكواكب؟

جلســـتُ وحدي لأكتب ذكرياتي بدموعي .. بعد أن جف حبرَ قلمي .. وجف ألمي وشُـــجوني .. وتعبتُ من كُثر التفكير .. لم أعد أرغب بشـــيء .. فقط ألوذ بوحدتي .. أجلس في مكان لا أرى به أحد .. ولا يراني به احد .. أجلس في حديقة انظر فيها إلى الطبيعة .. أشـــم نســـمتها وعليل أطيارها .. لأكون هادئة مع ذكرياتي .. ولأقتحم أغواري .. ولأحدث نفســـي وأحاورها .. وأحاول أن أعيد صياغة حياتي من جديد .. لا أريد من يقطع أفكاري .. ويخرجني من هدوئي .. وعلياء أوهامي .. فكل ذاكرتي يلفتها الصمت .. فقد رأيت أن الصمت هو الأكثر ثراءًا من الكلام .. ورأيت أن الصمت طبعي عند الحزن والغضب .. فحينما يلفني الصمت .. وتتجمد الحروف على شـــفتي .. وتتحجر الدموع في عيناي .. أبقى مع ألمي الداخلي .. وحتى أنني لا أســـتطيع ارشـــف قطرة الماء .. أ! حاول الهروب فقط مع صمتي .. لأبكي بمفردي .. ولأكون هادئة في أعماقي .. فذكرياتي تحيا في ظلام دامس .. وســـكون قاتل .. حقًا لقد تعبت!!.. تعبت من ســـجن وحدتي المنفرد .. تعبت من الوحدة التي ما زالت تمزقني .. تعبت من الحزن الذي ما زال يغزو كياني .. حقًا انه شـــعور مؤلم .. شـــعور مكلل بجمر أحمر .. لقد تعلق جســـدي في الفراغ .. وتعلقت روحي على الحبال .. تعلقت وتقطعت .. وتعلق قلبي بأطراف الحبال .. أرى الأيام تحتضن جرحًا اســـمه نفســـي .. ونفســـي تحتضن الواقع .. ويضع التعب يده على أهدابي .. وأشـــعر أن الشـــمس عندما تغيب كأنها تحتضر على الموت .. أو أنها توقفت لحظة ليعود الأمل من جديد .. لكن أين هو الأمل .. هل ســـنعيش ونموت عليه بدون ما نفعل شـــيء؟؟.. أشـــعر أنني أعيش بلا هدف .. وكأنني تائهة .. ولا أعرف ماذا أريد!! أتحدث بلا صوت .. ربما لا اســـمع صوتي .. أشـــعر أنني مقيده في ســـجن موحش .. خلاء .. أشـــعر أن كلامي ثقب .. لا أحد يعيشـــه غيري .. حتى دمعتي لقد أصبحت خرســـاء .. تلمس نبع اليقين .. ظللوها بالحنان والوفاء .. قبل أن تمســـي بالذكريات .. وعندما يراني القمر يخجل لرؤيت! ي ويختفي .. حتى لا يجعلني أســـكب دموعي على ضوءه .. وحتى الشـــمس التي تضيء الكائنات بنور رقيق قد تســـتعصي .. فقط كل ما أريد أن اعرفه!.. لماذا أنا الفتاه الوحيدة التي لم أســـتطع أن أنســـى ذكرياتي .. وأخبئها عبر ســـطوري كما تفعل الكواكب .. جميعنا نعيش .. نتنفس .. نأكل .. ونشـــرب .. لكن كم منا يســـتطيع أن يضبط مشـــاعره وأحاســـيســـه وجوارحه .. لتكون الغيرة والغبطة وحب التنافس في طريقها الايجابي؟!!........

لا علاقة بين الصورة والمادة المنشورة