عودتنا المدارس على الفعاليات اللامنهجية، كيوم الطالب ويوم اللغة الانجليزية ويوم الصحة والتراث وما الى ذلك، لكن المدرسة الابتدائية (ج)في بيت جن اتحفتنا بيوم ليس كباقي الايام الدراسية، لم يسبق له مثيل في مدارسنا، انه يوم التاريخ، نعم يوم ترفيهي  وتعليمي في موضوع التاريخ.
دخلت المدرسة في ذلك اليوم وقد زينت جدرانها بالشعارات ومنها "جيل يغرس الشجر وجيل بعده يجلس في ظلها"، "زرعوا فاكلنا.. نزرع فياكلون"، "في المدرسة الابتدائية ج نتعلم الماضي لنعرف الحاضر ونصنع المستقبل".

المرشد القطري سهيل فراج ومدير المدرسة ملحم قبلان

مدير المدرسة الاستاذ ملحم قبلان: "الحضارة التي ننعم ونعتز بها ما هي الا ثمرة جهود الالاف من النابغين من ابناء البشر على مر العصور، ومن يمعن النظر في احداث التاريخ يجد ان الامل هو الذي قوى عزيمة الانسان ودفعه الى التغلب على المصاعب وتحقيق ما كان يبدو انه صعب المنال". واضاف: "يوم التاريخ يعالج موضوع التاريخ في مدرستنا لكن نستطيع ان نعطيه اسما اخر وهو يوم تاريخي بالنسبة للمدرسة حيث عرضت وظائف من اعداد الطلاب انفسهم عن الموضوع كانوا قد باشروا العمل عليها منذ بداية السنة الدراسية تتعلق بموضوع التاريخ العادات والتقاليد، قصص نبوية، معارك وحروبات". حول الفكرة قال الاستاذ قبلان: "بشكل عام يعتبر الطلاب درس التاريخ ممل بعض الشيء، هنالك فعاليات عده وايام ترفيهية وتعليمية كيوم الزيت والزيتون، يوم الطالب وغيرها التي تجعل من الطالب فعالا وحيويا اما التاريخ فمغروس في ذهن الطالب انه درس ممل، ولهذا جاءت هذه الفعالية لتغير من تفكير الطالب المغلوط حول الموضوع، في فعاليتنا هذه نسمو الى اطلاع الطالب الى ان تدريس التاريخ يتم ايضا بطرق حضارية حديثة، بالامكان عرض المسرحيات التاريخية ابطالها طلاب المدرسة انفسهم موضوعها موضوع تعليمي من خلال كتب التاريخ، اوراق العمل مشاهد لاحداث تاريخية وتحويل الموضوع الى حيوي وشيق".

نظم هذا اليوم باشراف مركزة التربية الاجتماعية المعلمة غالية قيس، ومركزة الموضوع في المدرسة المعلمة اخلاص دبور والتي حدثتني عن برنامج يوم التاريخ: "نهدف الى تحبيب الطالب بالموضوع وتعريف الطالب ان التاريخ ليس حروبات ومعارك فقط انما هو خلاصة الجهد الانساني في السياسة، العلم والادب والاقتصاد وليكون هذا اليوم محفزا للطالب ليكتب عنه في المستقبل كمن استطاع ان يعمل شيئا تاريخيا هاما وازالة مخاوف الطالب من الموضوع".

برنامج اليوم شمل الصفوف الخامسة والسادسة فقط وتم تقسيم اليوم الى خمس محطات، وقد تجولت ما بين المحطات برفقة مدير المدرسة والمرشد القطري ومركزة الموضوع، البداية كانت في زاوية الالعاب التاريخية وادوات العمل حول الموضوع ومن ثم محطة عرض مسرحية تاريخية وهي مسرحية "بناء الكعبة" بواسطة مسرح الدمى ابطالها طلاب المدرسة انفسهم ومن ثم محطة الفنون وفيها تم بناء مجسمات لبيوت قديمة وحديثة والوقوف على الاختلاف ما بينهم، اما المحطة الرابعة فكانت مشاهدة فيلم، حيث تابع الطلاب مقطع من الفيلم التاريخي"الرسالة"، وكان مسك الختام في الخيمة البدوية التي جهزتها المدرسة لتجمع الطلاب والمعلمين لتلخيص اليوم، وسردت المعلمة كفاح قيس دبور قصة تاريخية على الطلاب بعنوان "مبعث الرسول" ودار نقاش حول القصة.
الجدير بالذكر ان طلاب المدرسة فرحوا بهذه الفعالية ومن حديث لي مع بعض الطلاب تبين انهم تعلموا اشياء جديدة وخلق لديهم تفكير جديد ان موضوع التاريخ ليس بالموضوع الممل.
المرشد القطري الاستاذ سهيل فراج والذي تسلم الوظيفة مؤخرا يعمل على وضع موضوع التاريخ على الخارطة كخطوة اولى في السعي نحو رفع مكانة الموضوع بعد ان شعرنا ان التاريخ لا يلقى الاهتمام الكافي اسوة بباقي المواضيع التعليمية الامر الذي انعكس على الطلاب والنظر الى موضوع التاريخ نظرة استخفاف على حد قوله، واكد: "من خلال موضوع التاريخ ننمي القيم لدى الطالب ومن لا يعرف ماضية لا يستطيع ان يتفهم الحاضر ويتوقع المستقبل وان تدريس التاريخ يساهم في صقل شخصية الطالب، بدون معرفة التاريخ لا تستطيع تفهم الاحداث والمجتمع الانساني". والجدير ذكره ان الاستاذ سهيل فراج نظم مؤخرا يوما دراسيا في البقيعة لمعلمي موضوع التاريخ والذي ضم محاضرات منها "التاريخ لمن؟ تاريخ من؟" والتي قدمها المحاضر الجامعي د. افي افيدوف من قسم التاريخ في كلية بيت بيرل وورشة عمل في موضوع التاريخ عن طريق دمج الالعاب التربوية في تدريس التاريخ قدمتها المرشدة عنات حداد.