الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 04 / مايو 13:01

وما فتئت الأحزاب الصهيونية تتغلغل


نُشر: 02/07/07 12:50

في جلسة  حوارية عربية تقليدية من أحياء مدينتا والتي ما زالت مقوماتها تؤكد صدق القول من سكانها , على إن مدينتنا أوصافها قروية وستبقى كذلك , وعلى امتداد البعد الزمني , ومع انتهاء الألفية الثانية والثالثة, كانت وما برحت وستبقى إلى ما شاء الله, قروية بعاداتها وطابعها الاجتماعي التقليدي , ومهما كبرت من كثافة سكانية , نعم تتلاشى العادات ولو بقليل ولكنها تبقى الملح على الطعام , واجتماعياتها بهارها ذو النكهة التي تؤدي بنا إلى نهاية النفق المظلم الاجتماعي الذي بدأنا نفقد نكهته , من بقايا الناس في مجتمع تغلغلت فيه السوائب والشوائب , وعطلت معاني كلماته ومعانيه , قال احمد : وعدنا يا خالي من حزب العمل إن صوتنا له فسيجعل من قريتنا مدينة , وسننتقل نقلة نوعية مميزة , في التطور الثقافي والتكنولوجي والدعم في الميزانيات , وزيادة التمثيل في البلديات من سبعة أعضاء إلى تسعة والنواب مع معاش , حيث لم يكن متواجدا على زمن ما كنا قرية.!!!

شيخ جليل يسمع ابن الحارة احمد في مقتبل العمر , حيث يكيل المديح لحزب العمل , الذي يجهل تاريخه هذا الشاب وما هدمه من حقوق اجتماعية عند العرب منذ قيام الدولة وحتى يومنا هذا, فيرد عليه وبهدوء أعصاب يا أبني : ما زلت صغيرا لا تعرف الأحزاب وخبثها ولؤمها عامة , وكيف لا, الأحزاب الصهيونية التي عاقبتنا جميعا منذ ولادتها مع عام النكبة سنة 1948 وحتى الساعة من اضطهاد وتمييز في الحقوق والواجبات والتفرقة في الأعمار والإسكان وتوزيع حصص المياه للشرب والزراعة , ناهيك عن مصادرة أراضي الآباء والأجداد وإقامة المستوطنات عليها, فلم يتبق لدى العرب من أراض للسكن ألا 1%من مجمل الأراضي التابعة للكيرن كييمت , و2% من الأراضي الزراعية ومن ضمنها سهل البطوف الذي عملت على إهماله وأصحابه على الرغم من مصادرة ألاف الدونمات منه, وتنفيذ المشروع القطري للمياه والذي يصل عبر طبريا وبيسان واليوم اوصلوه إلى النقب , وكل ذلك على حساب العرب .

ومن خلال هذا الحوار المشوق بأحزانه وسرده وألامه , يبدو إن الشاب قد استفاق من سباته على بعض المعلومات التي يجهلها , وراح يفكر واضعا رأسه بين كلتا يديه , على ما فعله حزب العمل عبر السنوات التي خلت . وإذا بزوجة الشيخ الجليل تنتفض لحديث زوجها الجليل وتبدأ الحديث مع زميله الآخر الذي كان يرافقه في دعايته الانتخابية لتجنيد الأصوات لحزب العمل, و لرئيسه الجديد المرشح أيهود براك ؟!.. فقالت له: ألا تخجل يا ابني أنسيتم أنت وجميع الشباب العرب أحداث (أكتوبر 2000) وهبة الأقصى وما فعله براك للعرب في الجليل والمثلث!؟ , أنسيتم  قتل ثلاثة عشرة زهرة يانعة خلال الاحتجاج على سياسية العنف والاحتلال والاستيطان وما فعله أيهود براك بإصدار الأوامر بالقتل و بالرصاص الحي؟! : وها انتم والعديد مثلكم قصيري الذاكرة يتجندون لنصرة باراك؟! أما زالت قلوبكم تتسع للتصويت لبراك, بالرغم من حصد أرواح الشباب, وهل تعتقدون تجندكم هذا سيغير باراك وحزبه تجاه العرب؟!.

وبعد هذه المحاضرة القصيرة من الشيخ الجليل وزوجته , تبدلت الأمور على الشابين الفتيين وقاما من أماكنهما مودعين الشيخ وزوجته: شكرا لكما يا جارينا أبو حسين وأم حسين على هذه المعلومات التي نجهلها , وها نحن وبعد سماع تلك المعلومات القيمة سنبدأ مشوار اليقظة من جديد وسننقل كل ما أخبرتمونا به إلى بقية الأصدقاء المجندين لحزب العمل وبراك , وسنعمل جاهدين محاربة حزبه إعلاميا من خلال نضال ثقافي , يقوي من عزائمنا المستقبلية , ويضعف من الإقبال المؤدي لبراك وحزب العمل , فحبذا لو كان الكثير منكم ليوجهنا ويفيدنا بتلك المعلومات والطريق الصحيح , ونعتذر لما عمدنا عليه من قبل , ونعدكم بخطى قويمة ثابتة لا غبار عليها مستقبلا.
وبعد انتقالنا إلى حي آخر من القرية التي أضحت مدينة ؟!.. وجدنا نفس الجلسة الحوارية ولكن الوضع والحوار أختلف حيث يدور بين شباب وكبار بالسن بعكس أبو حسين وأم حسين , فنجد الوعي عند الشباب وقلة الدراية عند المتقدمين بالسن , وكل دفاعهم كان ثمنه رشوة مالية , وتوظيف الابن موظفا في بناية الهستدروت التابعة لحزب العمل.

فما كان من الشاب عبد : إن تحدث بصوت فيه نبرة الألم والحزن على ما يتشبثون به هؤلاء المسنين , حين بدأ يفهمهم إن أخاه أصيب برصاص جيش بارك آنذاك والذي أعطى الأوامر بالقتل وبالرصاص الحي, وأن أبن عمه قيدوه وقتلوه وفق ما صوره الإعلام وبدون شفقة أو رحمة, فتصوروا لو كان هؤلاء أبنائكم ماذا كنتم فاعلين , هل ستصوتون لقاتل أبنكم وألأنكى من هذا وذاك إن جميع الشباب الذين قتلوا غدرا واستشهدوا , حتى اليوم لم يتم اعتراف احد بقتلهم , فكيف ستصوتون لحزب العمل وبراك؟!.

وبعد أن تمت المحاضرة والدموع انهمرت قالا الشيخين المتقدمين بالسن للشاب: يا أبني لا أريد النقود ولا الوظائف بعدما سمعت أقوالك وحديثك المحزن والمبكي, والله أعاهدك على الجلوس في البيت وعدم الخروج للتصويت؟!.

وبعد ما قمنا بواجبنا النضالي الوطني والثقافي , جلسنا في زاوية أخرى من أحياء( المدينة القرية)!! , وإذا بتجمهر للناس يشاهد التلفاز وينتظر نتائج الفرز بعد دقائق بين (براك وآيلون) فما كان منا إلا الجلوس والانتظار حتى جاءت النتيجة المؤلمة (بفوز براك على آيالون) بفارق 3% والملفت للنظر إن فوزه على آيالون جاء من (أصوات العرب) أصحاب الذاكرة القصيرة التي لم يمر عليها إلا سبع سنوات, ليعودوا ويدلوا بدلو أصواتهم المجروحة والمقتولة والمطعونة , ليرجحوا كفة من قتل الأبناء ؟! فهل الذاكرة قصيرة إلى هذا الحد من التفكير العربي , على الرغم من الإجحاف في الحقوق والواجبات إلى يومنا هذا .؟!

والملفت للنظر أن أحد مساعدي براك قال: لو قتل براك أكثر من العرب لحصل على أصوات أكثر... زغردوا ياعرب وأفرحوا لبراك ولنرى ما سيجلب لكم بعدما أصبح وزيرا للدفاع؟! فهل سيكون لكم نصيبا في وزارة الدفاع؟!.. حتى حصولكم على الجواب أخبروني

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.72
USD
4.00
EUR
4.66
GBP
238166.57
BTC
0.51
CNY