الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الثلاثاء 30 / أبريل 19:01

الاستعمار لن يغادر مسرح التاريخ بنفسه

بقلم: سهيل قبلان
نُشر: 01/09/09 16:55,  حُتلن: 07:45
 
* الجماهير في كل مكان في هذا العالم تحلم بالعيش الجميل والسعيد باطمئنان في كنف السلام الدافئ والجميل
* لقد تميز تاريخ البشرية على وجه الكرة الارضية بالصراع والخلافات والنزاعات والحروب، وصلت ذروتها في اعتقادي في نهج الولايات المتحدة الامريكية المتجسد في التسلط على العالم وثرواته
* مصير الاستعمار في كل مكان وبغض النظر عن الفترة الزمنية التي استغرقها وجوده، الى مزبلة التاريخ، فهكذا هو مصير الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة

لا شك ان الجماهير في كل مكان في هذا العالم تحلم بالعيش الجميل والسعيد باطمئنان في كنف السلام الدافئ والجميل، وان تعمل وتجني ثمار عملها، من ثبات في مكان العمل وضمان عدم الفصل، والحصول على الرواتب لقاء الجهد المبذول، لضمان الحصول على ضروريات ومتطلبات الحياة الاولية والضرورية، ولا شك انها تحلم بمجتمع يخلو من الاضطهاد والتمييز والاستغلال والعنصرية ولا يعرف صفير سوط القمع الدامي ودوي التفجيرات والقصف والتدمير والقتل، ومات حشد كبير على وجه الكرة الارضية في كل دولة ودولة من المدافعين عن المحبة بين الناس،من الداعين الى تعميق جمالية انسانية الانسان وجمالية شعورها وسلوكها وتطلعها وخلوها من بثور الانا وخلوها كليا من اباحة اية وسيلة في سبيل تسلط فئة على ادارة شؤون الحياة واستباحتها لكل المحرمات في سبيل ضمان تسلطها، ماتت حشود كثيرة في اطار سعيها للعيش باحترام وكرامة،هناك من مات واسلم الروح في اطار معارك النضال والكرامة لانتزاع حقه الاولي في العيش باحترام وكرامة، وهناك من مات روحيا ونفسيا، مسلما امره للقضاء والقدر، بان دوام الحال من المحال، الامر الذي استغله الباغي الظالم ليزيد بغيه وظلمه و! جوره وبالتالي ليزيد ارباحه وتكديس ثرواته مقابل تكديس الجماهير الفقيرة لآلامها ومعاناتها واحتياجاتها وانات بطونها والامعاء والنفوس والمشاعر، نعم ان الآلام والدموع والبؤس والشقاء والاحزان هي الآفات المتجذرة التي يعاني منها البشر في كل مكان ومكان على وجه الكرة الارضية.
لقد تميز تاريخ البشرية على وجه الكرة الارضية بالصراع والخلافات والنزاعات والحروب، وصلت ذروتها في اعتقادي في نهج الولايات المتحدة الامريكية المتجسد في التسلط على العالم وثرواته وتسيير اموره وفق عقلية الكاوبوي الامريكي، بشتى الاساليب والحجج والاهداف،
وهذا الواقع القائم يطرح في اعتقادي السؤال وهو: في اي طريق يجب ان تسير البشرية، كي تصل الى السعادة والرفاه والاطمئنان، في عالم خال من الحروب والنزاعات وتهديد مستقبل البشرية بالفناء؟ وبالذات في شهر آب الجاري الذي صادفت فيه عدة مناسبات عالمية، منها على سبيل المثال لا الحصر، ذكرى القاء القنابل الذرية الامريكية على المدينتين اليابانيتين، هيروشيما وناغازاكي، في نهاية الحرب العالمية الثانية،ويوم الاغاثة العالمي الذي اقرته الجمعية العمومية للامم المتحدة، لمواجهة الاوضاع ال! كارثية المعيشية الفتاكة لمئات الملايين من بني البشر، وبناء على القائم عالميا وما نسمعه ونراه وما نقرأ عنه وما يمارس من مظالم ويقترف من جرائم على ارض الواقع من القدوة في افكار ونهج واهداف وسلوكيات معادية للانسان ولجمالية انسانيته ومشاعره، القدوة في سياسة البشاعة والفظاعة والجريمة، الويلات المتحدة الامريكية، على صعيد عالمي والتي يصر ربيبها في منطقة الشرق الاوسط، على القيام بدور اجرامي على صعيد عالمي، حيث يتغنى حكام اسرائيل من كافة الاحزاب اليمينية بالجبروت العسكري بشكل خاص، نعم بناء على كل ذلك وغيره من اوضاع كارثية في العالم، فان الشيوعية هي القوة الاجتماعية السياسية الاقتصادية الوحيدة القادرة على حل المشاكل وضمان المستقبل للبشرية كي تحيا في بيت واحد آمن لا حدود بين دوله ولا حواجز دينية وقومية بين اممه، المستقبل السعيد والآمن للبشرية كلها وللكرة الارضية وللسعاده وللرفاه وللتطور السلمي وللمحبة بين البشر، القوة الوحيدة القادرة على سحق وللابد الكراهية للانسان من افكار وقلوب ومشاعر ونفوس واهداف فئات بشرية شكلا تتسلط على العالم، لانه ونقولها نعم وبكل بساطة، لن تكون ملكية خاصة لوسائل ! الانتاج تولد مشاعر الانا والحقد والكراهية والتنافس التناحري والدوس على قدسية انسانية الانسان وحقه الاولي في العيش باحترام وكرامة وطمأنينة في حديقة السلام، ولانه وبدون اية محاباة وبدون غموض وفذلكات وطبطبة على الظهور، وبكل وضوح فان اهم ما في الشيوعية في اعتقادي انها تسمو بالانسان للاعالي اخلاقيا وضميريا وشعوريا وجماليا في كل شيء، لذا فهي ذروة ازدهار البشر وتعمق انسانيتهم وجماليتها وقدسيتها وتعمق جمالية تفكيرهم تجاه العائلة البشرية كلها كعائلة واحدة،ومعروف في كل مكان وزمان انه عندما تتسرب في لحم ودم الشعب مشاعر نبيلة وجماعية واممية واهميتها والسعي مهما كلف الثمن، لتنفيذها وتطبيقها والاخلاص لها وكلنا بشر من حقنا العيش باحترام وكرامة واستقلالية وحرية تكون النتائج افضل والسلوكيات احسن والافكار اجمل، ولا ينجم عن هذا التأكيد ان الاستعمار سيغادر مسرح التاريخ من تلقاء نفسه، او خلال لحظات بغض النظر عن الفترة الزمنية المطلوبة لتلك المغادرة الحتمية، فهو دائما وبناء على التاريخ عمل ولا يزال وسيظل يعمل بناء على نهج فرق تسد، وعلى حقن الشعوب بسم العداء للشيوعية وعدم الثقة بها، ويسهل عليه ذلك ا! لآن في اعقاب انهيار الانظمة الاشتراكية وفي مقدمتها الاتحاد السوفييتي، والمعروف ان السوس ينخر في الخشب، وهكذا هو الاستعمار الذي ينخر في جسد الشعوب خاصة المستضعفة والفقيرة، رافضا تذويت الحقيقة التاريخية المؤكدة، انه ومهما نخر في جسدها الا انه اعجز من الوصول الى جذورها العميقة التي حتما ستمدها بمقومات الحياة الكريمة والحرة، نعم ستمدها بدوافع وشحنات التمرد ورفض الواقع المؤلم، والسعي لتغييره، وكما كان مصير الاستعمار في كل مكان وبغض النظر عن الفترة الزمنية التي استغرقها وجوده، الى مزبلة التاريخ،فهكذا هو مصير الاحتلال الاسرائيلي للمناطق الفلسطينية والسورية واللبنانية المحتلة، وهذه حتمية،وما ارتفاع الاصوات اليمينية الداعية الى يهودية الدولة وترحيل الفلسطينيين وتغيير المعالم الفلسطينية للارض، الا بمثابة دليل على صرخة الالم التي تصر قوى اليمين على اطلاقها وكذلك بمثابة دليل على معرفتهم وادراكهم ان ليل احتلالهم في ساعاته قبل الاخيرة وان الشمس حتما مشرقة.
 

مقالات متعلقة