كشف موقع إسرائيلي أمس أن أجهزة الاستخبارات الغربية و"الإسرائيلية" تبدي قلقا بالغا من سقوط ما أسمته "كنزا استخباراتيا" بيد حركة حماس بعد بسط سيطرتها على قطاع غزة ومؤسسات السلطة الوطنية فيها. وكان موقع " دبكة" الذي يتابع قضايا عسكرية وأمنية قد أشار في تقرير خاص أمس أن أجهزة المخابرات الأمريكية ( سي آي إيه) والبريطانية ( إم 16) والإسرائيلية ( الموساد والشاباك وأمان) أن سلاحا ثقيلا والأكثر حدة وتهديدا من الناحيتين الأمنية والسياسية سقط بيد حماس بعد هيمنتها على غزة، يتمثل  بنظم أجهزة استخباراتية أمريكية وبريطانية متطورة شغّلتها المخابرات الفلسطينية إضافة لملايين الوثائق التي كانت بحوزتها.
واعتبرت مصادر استخباراتية إسرائيلية، بحسب موقع " دبكة"، أن سقوط مقار المخابرات الفلسطينية في غزة بيد حركة حماس يشكل أكبر كارثة استخباراتية في القرن الأخير لم يحصل ما يشبهها  في تاريخ أجهزة الاستخبارات العالمية في القرن الأخير بما في ذلك سقوط النازية عقب الحرب العالمية الثانية وانهيار النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية بالتسعينات.وأضافت" ستكشف هذه الوثائق لحماس وقريبا لإيران وسوريا الفلسطينية  عمليات الموساد  والشاباك وأمان ووكالات استخباراتية للبلدان الغربية بما يشمل قوائم الوكلاء المزدوجين وأسماء شخصيات إسرائيلية تعاونت مع الفلسطينيين في مجالات مختلفة لقاء أموال".



دحلان وصدام
وقال مصدر استخباراتي إسرائيلي للموقع المذكور أن الأرشيفات التي خلفها نظام صدام حسين عام 2003 تعتبر " لعبة صبية" مقارنة مع ما خلفته أجهزة المخابرات التابعة للرئيس عباس ومساعده محمد دحلان. وأضاف" يجري الحديث عن " قنبلة موقوتة" حقيقية كانت موجودة في مقر "الأمن الوقائي" في تل الهوا ومقر المخابرات الفلسطينية القائم بجوار ميناء غزة، ستستخدمها حماس وسوريا وإيران وحزب الله ببطئ وحذر من أجل الحصول على ما وصفه ب"الشرعية" الدولية لعملياتهم.وأضاف" سيطرت حماس على وثائق حول عمليات سرية لمنظمات استخباراتية غربية جرت في الشرق الأوسط بما يشمل السعودية ودول نفطية أخرى علاوة على معلومات تلقي الضوء على اتصالات تمت بين الفلسطينيين مع جهات مخابراتية منذ أيام الرئيس الراحل ياسر عرفات. كما قالت المصادر المذكورة أن حماس سيطرت على أجهزة التصنت والتعقب التي زودتها أمريكا للسلطة الوطنية وأن حماس ستستخدمها لأغراض داخلية وأضاف" ستكون سوريا وإيران مستعدتين لاقتنائها بمبالغ ضخمة مقابل الحصول عليها بغية فهم ما جري في الماضي وما يجري في الوقت الراهن. وأضافت" يستبطن الكنز المخابراتي هذا ألغاما كبيرة بالنسبة لكل نظام سياسي في الغرب ولأجهزتها الاستخباراتية. وكانت مصادر غربية قد اتصلت يوم الخميس الفائت بمسؤولين إسرائيليين وأبدت دهشتها جراء استنكاف "إسرائيل" عن القيام بأي رد على ما يحصل في غزة وتساءلت عن عدم قصفها مقرات المخابرات الفلسطينية  بالطائرات أو الصواريخ لافتة إلى عدم وجود إجابات إسرائيلية على ذلك".