المتخصص في الأدب العربي البروفيسور عامي إلعاد - بوسقيلة من كلية بيت بيرل، فاجأ المحافل الأدبية والأكاديمية بترشيح الأديب السوداني الكبير الطيب صالح لحصول على جائزة نوبل للأدب، على غرار الأديب المصري الكبير نجيب محفوظ، الذي كان قد حصل على الجائزة عام 1988.
يقول البروفيسور إلعاد - بوسقيلة حول هذه الخطوة إنها كانت مفاجئة بشكل خاص، لأن الطيب صالح يعتبر من الأدباء والكتاب المقلين في العالم العربي، مع العلم أنه لم يصدر إلا القليل من الكتب وهي أربع روايات ومجموعة قصصية بالإضافة إلى قصتين أخريين.
وحول ما دفعه للقيام بهذه الخطوة أشار إلعاد - بوسقيلة إلى البساطة والجاذبية والإثارة والصدق والأصالة التي تتحلى بها كتب الطيب صالح وأسلوبه المتميز بحيث انه ليس بالإمكان التنازل عن أي كلمة أو حرف من الأعمال الإبداعية التي فاضت بها قريحة الكاتب.
يُشار إلى أن صداقة شخصية ربطت بين إلعاد - بوسقيلة الذي درَّس في الجامعات والكليات أعمال الطيب صالح وبحث فيها ضمن الأطر الأكاديمية المختلفة التي عمل فيها وانتسب إليها، وخصوصا بعدما نشر عددا كبيرا من المقالات والأبحاث، باللغة العربية، تتناول أدب الطيب صالح.
ونوه الباحث إلى العبقرية التي يتسم بها الكاتب والتي تأتي إلى جانب التواضع الكبير والبساطة. وأشار إلى أن الطيب صالح كان يستطيع الكتابة باللغة الانجليزية إلا انه آثر الكتابة بالعربية الأصيلة مع العلم انه غادر موطنه السودان في العشرينات من عمره وعاش في بريطانيا وأنه يتقن الانجليزية على خير وجه.
يُشار إلى أن الطيب صالح ،الذي يبلغ الآن سن الـ 77 عامًا قد بدأ ينشر أعماله الأدبية منذ أواخر الخمسينات وبداية الستينات حيث نشر: نخلة على الجدول؛ حفنة تمر؛ دومة ود حامد (1967)؛ هي عرس الزين وسبع قصص قصيرة (1967)؛ موسم الهجرة إلى الشمال (1967)؛ بندر شاه (ضو البيت) (1971)، (مريود)، (1977)؛ الرجل القبرصي (1973)؛ يوم مبارك على شاطئ أم باب (1993).
وكان إلعاد - بوسقيلة قد التقى بالطيب صالح في عام 1997 عندما كان باحثا في جامعة اوكسفورد مع العلم أنهما التقيان في مرحلة لاحقة مرت عديدة. يذكر أن الطيب صالح متزوج من امرأة اسكتلندية ويعيش في بريطانيا منذ عقود من الزمن إلا أن أعماله الأدبية كانت تنكش وتنقب في موطنه السودان وفي القرية التي وصل منها مع العلم أن رواية موسم الهجرة قد ترجمت إلى أكثر من عشرين لغة أجنبية في العالم وأنها تطرح، وبجرأة، موضوع اللقاء بين الشرق والغرب.
يذكر أن إلعاد - بوسقيلة أصدر مؤخرا كتابا كبيرا باللغة الانجليزية بعنوان "أصوات المنافي- دراسة حول الطيب صالح وأعماله الابداعية" يتناول فيه الأعمال الأدبية للطيب صالح بصورة مسهبة وريادية.