يعاني الكثير من المواطنون في قرية يركا من اضطرارهم للبناء خارج مسطح القرية مثلهم كمثل باقي الآلاف من المواطنون العرب في البلاد، وقد تظهر هذه الظاهرة جلياً في قرية يركا بعد ان تم اهمالها من قبل مؤسسات الدولة وتقصير من قبل الإدارات المتعاقبة للسلطة المحلية الأمر الذي سبب العقاب الكبير الذي يفرض على المواطنين هناك مثل دفع مخالفات وغرامات باهظة تتسبب لهم بمعاناة لسنوات طويلة، بالرغم انهم لم يوفروا أي جهد وامكانيات من القيام بالإجراءات القانونية على صعيد الخرائط التفصيلية والاستعانة بمختصين في مجال البناء والتنظيم في سبيل الحصول على تراخيص قبل البدء بعملية البناء الا ان لجنة التنظيم المحلية واللوائية تعاملت بقسوة معهم ولم تكترث لتلك التوجهات وضربت كل الطلبات عرض الحائط وحشر المواطنون في الزاوية مما اضطرهم الى البناء بدون الحصول على التراخيص اللازمة من اجل أيواء افراد عائلاتهم. وبالإضافة لذلك فان العديد من الشبان قد عزفوا عن الزواج لعدم قدرتهم على شراء القسائم المعروضة للبيع بسبب الغلاء الفاحش في اسعار الارض.



لدي 25 دونما ولا املك منزلاً يأوي عائلتي:
وقد اجرينا لقاء مع المواطن نايف شحادة متزوج وله ستة ابناء ويملك قطعة ارض تبلغ 25 دونم وهي خارج المسطح المصادق عليه للبناء واضطر الى البناء على ارضه خارج المسطح بعد ان لم يجد حلاً لايجاد منزل داخل القرية يأويه ، ويقوم بفلاحة ارضه بجميع انواع الاشجار المثمرة والزائر له يجد نفسه امام انسان متعدد المواهب ويعمل بشكل دؤوب في رعاية تلك الاشجار واستصلاح الارض .

في يركا 300 منزل بدون ترخيص:
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع نايف شحادة قال إن هذا الجدار هو من يفصل بين منزلي ومسطح البناء للقرية ومنذ عام 1990 لم يتم توسعة المسطح لقرية يركا وهل من المعقول انه وخلال 17 سنة لم يتم البحث من جديد في مسطح القرية ، وانا بدأت في عملية بناء المنزل عام 1996 ومنذ تلك السنة وانا اعاني بالرغم من تقدمي بكل ما يطلب مني الا ان المؤسسات الحكومية لم تتجاوب معي وقد خضعت عدة مرات الى دفع غرامات والسجن او العمل لصالح الجمهور لمدة ستة اشهر ، وانا بدوري طرقت ابواب عدة من أجل ان انهي المعاناة لي ولعائلتي بتوجهت الى مكتب محاماة وهم الذين قاموا بمخاطبة المكاتب الحكومية والتوجه للقضاء من اجل استصدار التراخيص اللازمة لهذا المنزل وعدد كبير من المنازل في الوسط العربي التي تعاني من مشكلة مشابهة علماً أن اكثر من 300 منزل في يركا تعاني من نفس المشكلة . 

"تم تغريمي 80 الف شاقل وبدون حل"!
واضاف نايف شحادة لمراسل موقع العرب ان المسطح بعيد عن المنزل عشرة امتار وقد دفعت حتى هذا اليوم 80 الف شاقل مخالفات والمحكمة امهلتني مؤخراً ستة شهور من اجل استصدار التراخيص ، وانا لن اتمكن من استصدار الترخيص اللازم ، وانا اتهم الوزارات بانها تتعامل معنا بالتمييز العنصري الذي نحن نرفضه بشكل تام .

الداخلية ستبقي على صفة الارض بالزراعية
وفي حديث لمراسل موقع العرب مع رفيق سلامة رئيس المجلس المحلي في يركا (والذي قرر وزير الداخلية حله مؤخراً) قال ان توسيع مسطح قرية يركا قد تم للمرة الأخيرة عام1990 ونحن قد قمنا بإعداد خارطة هيكلية ضمن تاما 35 وكان أحد الاحياء خارج تلك الخارطة ونحن رفضنا ذلك وبعدها تم تجميد الخارطة وكان اقتراح من قبل الوزارة بمنحنا 500 دونم بديلاً عن هذا الحي. وأضاف سلامة أن للمنازل الغير مرخصة كان سجالاً طويلاً مع وزارة الداخلية وهناك اماكن فيها حل واخرى لم نتوصل لحلول مع الوزارة ، علماً ان قرية يركا فيها 310 منازل بدون تراخيص واقترحت علينا الوزارة بالابقاء على صفة الارض واعطاء تراخيص للمنازل فقط.