الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الإثنين 29 / أبريل 15:02

يا خوف عكا من هدير البحر .. محمد الفقيه من عكا يصنع القوارب والسفن

من أمين بشير
نُشر: 24/08/09 08:57,  حُتلن: 12:15

* يتوقف عمر القارب أولاً على التقنية في صناعته وكذلك نوعية الخشب، وثانياً على الاهتمام والصيانة من حيث الطلاء والتشحيم والعناية
* صناعة القوارب التلقيدية ارتبطت بحياة الانسان منذ قديم الازل خاصة قبل الطوفان ورسو سفينة سيدنا نوح عليه السلام بعده على جبل الجودي، والتي كانت تحمل على ظهرها أصول الكائنات الحية
* محمد يوسف الفقيه وهو واحد من قدامى صانعي القوارب في عكا عمل في قوارب البحر لأكثر من خمسة عقود من الزمن متحدياً كل المعاناة اليومية كغيره من صيادي ومواطني عكا ويؤكد أن وضع الصيادين العكيين المأساوي يلقى بظلاله الكئيبة على قطاعات أخرى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالبحر

ارتبطت صناعة القوارب التلقيدية بحياة الانسان منذ قديم الازل خاصة قبل الطوفان ورسو سفينة سيدنا نوح عليه السلام بعده على جبل الجودي، والتي كانت تحمل على ظهرها أصول الكائنات الحية ومنذ ذلك التاريخ عرف الانسان هذه الصناعة أوالمهنة التي ارتبطت بحياة البشرية خاصة أبناء السواحل والمدن والقرى البحرية إبتداءً من القوارب الصغيرة حتى السفن العملاقة. 

سماء زرقاء ومياه صافية
في ميناء عيسى العوام بعكا قوارب صيد تتراقص مكونة لوحة فنية غاية في الروعة والجمال، وتغازلك مياه متلألئة مع خيوط الفجر الأولى وطير النورس يرفرف جناحيه ملقياً تحية الصباح على صيادي الأسماك العائدين للتو من رحلة صيد شاقة ،عند وصولي ميناء عيسى العوام حاولت التعرف على مراحل تركيب وصناعة القوارب وتعرفت على محمد يوسف الفقيه وهو واحد من قدامى صانعي القوارب في عكا عمل في قوارب البحر لأكثر من خمسة عقود من الزمن متحدياً كل المعاناة اليومية كغيره من صيادي ومواطني عكا ويؤكد أن وضع الصيادين العكيين المأساوي يلقى بظلاله الكئيبة على قطاعات أخرى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالبحر، وجمهور الصيادين كونه جزء لا يتجزأ من جمهور المواطنين العرب في مدينة عكا يعاني من التضييق عليهم في البحر.



مشوار بدأ عام 1962

ويبدأ حديثه بأنه قد عمل منذ العام 1962 في صناعة القوارب بعد أن بدأ عمله في مجال النجارة وفي وقت لاحق وبعد أن انهى من عمله في صناعة السفن بدأ يمارس عمله ولكن بصورة أصغر حيث بدأ بصناعة مجسمات لتلك السفن والقوارب التي صنعتها يديه وهو في شبابه وهذا الامر قد لاقى استحسان المواطنين الزائرين للمكان.
ويضيف "ابو يوسف" لكل مهنة أسرارها، وتعد صناعة القوارب والمراكب من أصعب المهن؛ لكن بالنسبة لأهالي عكا فهي مهنة قد امتهنها البعض منهم في حين توارثها البعض عن أجدادهم، وبرغم أنهم لم يدرسوا تقنيات تصنيع القوارب، إلا أنهم وبالفطرة أصبحوا أمهر صانعيها، وذاع صيتهم في البلاد.
والمنطقة السكنية بالبلدة القديمة في عكا معروفة بكثافتها السكانية ويعمل نسبة لا بأس من سكانها بحرفة صيد الأسماك وقلة في صناعة القوارب، وقد بدأت صناعة قوارب الصيد في المدينة بعد ان انعدمت أي ورشات لذلك.

مهنة تتطلب المهارة والخبرة
ويقول محمد يوسف الفقيه "هذه المهنة تتطلب الكثير من الخبرة، فلا يصح أن يعمل بها أحد دون أن يكون قد اكتسب خبرة عملية، فالنجارون في الماضي معظمهم لا يعلم القراءة والكتابة ولم يعتمدوا على الدراسة في شيء وإنما على الإنتاج والاستفادة من الأخطاء وتلاشيها، فالمهنة تعتمد علي التمرس وتحتاج إلى تركيز ذهني مع العمل اليدوي، كما تحتاج إلى خيال إبداعي"وهو الذي جعله يشتهر في السنوات الستينات والسبعينات في صناعة القوارب والسفن للصيادين في كل من عكا وحيفا ويافا وجسر الزرقاء وغيرها من المدن الساحلية.
ويقول ابو يوسف"يتوقف عمر القارب أولاً على التقنية في صناعته وكذلك نوعية الخشب، وثانياً على الاهتمام والصيانة من حيث الطلاء والتشحيم والعناية، وهذه الصيانة يحتاجها القارب كل ثلاثة أشهر وإذا دخلت الدود في خشب السفينة فلا فائدة منها لأنها تنخره ومع الملوحة وعوامل الرطوبة فلا ينفع معها شيء فينتهي القارب.. أما أثناء الاهتمام والمحافظة فيعمر القارب من أكثر من 40 سنة وأكثر.



نحن الآن في عصر الفيبر غلاس

ويضيف "ابو يوسف" يتألف القارب من أول قطعة توضع من أجل البدء ببناء جسمه، والتي تدعى العمود الفقري أو الحامل الذي تحط عليه أضلاع خشبية أو حديدية بشكل عرضي وتثبت بالبراغي والمسامير ومن ثم تفرش الألواح التي تغطي فراغات البناء الهيكلي للزورق وتمنع تسرب الماء إلى داخله، ويراعى الزورق المصنوع من الخشب بحيث يدهن سطحه بالزيوت والمعجون والدهان الخاص بالبحر ومناخه المقاوم لرطوبة هذه الأجواء يخص بهذا الدهان الجزء السفلي من القارب.
والقوارب الخشب اليوم انتهت وراح موديلها زمان يعني شايف، اليوم انقلب البحر مليئ بالشخاتير "فيبرغلاس" القوارب الخشب كانت تضرب ،تنكسر ،تفوت مي، تسوس من البحر، كان الشغل مستمر الا انه وعند انتقال الكثيرين للفيبرغلاس فإن العمل بصناعة السفن قد توقف.

مجسمات في سنبك وشخطورة
وفي قاعة نادي الصيادين بالقرب من خان العمدان أقام الفنان محمد الفقيه معرض "سنبك وشخطورة" لمجسمات القوارب والسفن بعد أن اتخذ مهنة بصناعة مجسمات للقوارب والسفن ولكنها على نطاق تحف فنية مصغرة بعد خمسة عقود من العمل فيها على مستوى عالي.
وكل من يتواجد في ميناء عيسى العوام في عكا والذي يعتبر معلما سياحياً يأتي إليه السائحون ومعهم خرائط قديمة تظهر بها بعض الورش ويتمتع السائحون بمشاهدة المهنيون وهم يصنعون قوارب الصيد خطوة بخطوة بدءا من الهيكل أو البدن وحتى الطلاء والتجهيز وهو أمر يثيرهم بأن يزوروا معرض الفنان "الفقيه" ليتعرفوا بحق وحقيقة عن هذا المخزون الحضاري.



"ابو يوسف" فنان بالفطرة

الفنان ريمون بدين والذي يرافق "ابو يوسف"يقول عنه "أن "ابو يوسف" لم يتعلم الفنون في الجامعات او معاهد وهو فنان بالسليقة ومهاراته عاليه في حين هناك من يتعلمون الفنون ويعلمونها ولكنهم ليسوا فنانيين، وأن "ابو يوسف" له محاكاة مع الخشب الذي تعامل معه على امتداد 5 عقود.

يا خوف عكا من هدير البحر
ويقول رشيد هيتي مسؤول الصيادين في مرسى عيسى العوام انه"على الرغم مما يعانيه صيادو الأسماك في مدينة عكا من تضييق يهدد قوت يومهم إلا أنهم متمسكون بعشقهم للبحر وما يخفيه من أسرار وأحلام، يصارعون أمواج البحر للعيش بكرامة ويقارعون السلطات الإسرائيلية لتحصيل حق مهدر وما يزيدهم قوة وعنفوانا مثلهم الشعبي القائل يا خوف عكا من هدير البحر".

مقالات متعلقة

14º
سماء صافية
11:00 AM
14º
سماء صافية
02:00 PM
13º
سماء صافية
05:00 PM
9º
سماء صافية
08:00 PM
9º
سماء صافية
11:00 PM
06:12 AM
05:31 PM
2.78 km/h

حالة الطقس لمدة اسبوع في الناصرة

14º
الأحد
16º
الاثنين
15º
الثلاثاء
14º
الأربعاء
17º
الخميس
16º
الجمعة
16º
السبت
3.76
USD
4.03
EUR
4.72
GBP
236334.43
BTC
0.52
CNY