تسيطر قوات الأمن على أربعين في المائة فقط من بغداد بعد خمسة أشهر من بدء حملة أمنية واسعة - "فرض القانون"  - الرامية إلى تهدئة العنف الطائفي الذي يعصف بالعاصمة، وفق تصريح مسؤول عسكري أمريكي بارز، فيما بدأت القوات الأمريكية عملية عسكرية جديدة ضد اثنين من معاقل تنظيم القاعدة جنوبي بغداد.
وقال قائد القوات البرية، الجنرال ريموند أوديرنو إن الطريق مازال طويلاً لبسط الهيمنة والاستيلاء على المدينة من المليشيات الطائفية وتنظيم القاعدة، ونوه قائلاً "40 في المائة فقط من المدينة آمن للغاية - و30 في المائة منها خارج السيطرة، فيما تعاني الثلاثين في المائة المتبقية من عنف طاحن."

وأوضح أوديرنو قائلاً إن القوات الأمريكية بدأت حملة عسكرية جديدة، في ولأول مرة منذ ثلاث سنوات، في منطقتي "عرب الجبور" و"سلمان بك"، حيث يُصنع تنظيم القاعدة السيارات المفخخة ويشن من هناك هجمات صاروخية على القواعد الأمريكية والضواحي الشيعية.
وذكر قائد القوات الأمريكية في العراق، الجنرال ديفيد بيتريوس، خلال مؤتمر صحفي مع وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس في بغداد أن الحملة الأمنية ستخضع منطقة القاعدة الإستراتيجية تحت سيطرة قواته.
وأستطرد قائد القوات البرية الأمريكية قائلاً "حوالي 30 في المائة من المدينة مازال بحاجة للعمل، مثل "الدورة" والمناطق المحيطة بها، تلك مناطق نعتقد أنها بؤر عنف طائفي شيعي- سني ساخنة حيث تمكنت القاعدة من إيجاد موطئ قدم."

وعلى صعيد مواز، كشفت مصادر مطلعة أن المحادثات بين رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ووزير الدفاع الأمريكي السبت اتسمت بالصعوبة."
فيما ابدى رئيس الحكومة العراقي، الشيعي، معارضة قوية للسياسة الأمريكية الجديدة بتسليح المليشيات السنية لمواجهة تنظيم القاعدة.
وكشف ثالث أن غيتس شدد على المالكي بضرورة إكمال الإصلاحات السياسية والاقتصادية والتشريعية، التي تطالب بها الإدارة الأمريكية، بحلول شهر أيلول، حيث من المقرر أن يرفع وزير الدفاع تقريراً إلى الكونغرس بشأن التقدم المحرز في العراق.
وإلى ذلك، عثرت قوات التحالف في العراق مؤخرا على هويتي الجنديين الأمريكيين المفقودين الذين يعتقد أنه تمّ اختطافهما الشهر الماضي جنوب بغداد.
وقال بيان للجيش الأمريكي إنّه تمّ العثور على الهويتين في حملة دهم نفذتها قوات التحالف على منزل يشتبه في أنّ تنظيم القاعدة كان يستخدمه في سامراء وذلك في التاسع من حزيران.